عَباسُ والسرْدينْ وْمُولْ الليمُوزِينْ… !

0

محمد الفرسيوي

مِنْ سيارةٍ ضخمةٍ بالألوان، نَزَلَ واقْتَحَمَ السوقَ والحُشودَ، أَنْفهُ إلى السماءِ وبِيدِهِ مِحْفظَةً تَلْمَعُ مِنْ بَعيد…

آذانُ المغْربِ عَلى مرْمى المَسْمَعِ، وصَوْتُ عَـبـاس يَعْلُو كُل الأصْواتِ فِي السْويقةِ… يُسْمَعُ مُمَيزاً، صافِياً ووَاضِحاً، مِنَ بَعيدِ البَعيد.

تْعَالَوْ… تْعَالَوْ… سرْدينْ عَباسْ … سَرْدينْ عَباسْ … بْراسْ مَالُو…   

اِقتربَ “الرجلُ الضخمُ المهم” مِنَ الحشودِ ومِنْ “سردينْ عباس”، مزهواً بنفسه ومِحْفظَتِه والمفاتحِ اللامِعَةِ في يده، مَسَحَ نَظارَتَهُ السوْداءَ أمامَ عَباس والسرْدين، وبِيَدِهِ اليُمْنى شَرَعَ يُقَلبُ سَرْدِينَ عَباس، ويَـقْلِبُ الصنْدُوقَ تَحْتاً عَلى فَوْق، أما عَـبـاسُ الكادِحُ فساكِتٌ، مَشْدُوهٌ، يُشَمرُ كُميْهِ الواحِد بعْدَ الآخَرِ، قَامِعاً غَضَباً جَماً يَنْغُلُ بِداخِلِه.

– شْحَالْ هَـذْ السردينْ؟

– بْ 20 دْرْهَـمْ، وْبْلَا تْقْلَابْ.

– خَـانْـزْ، وْب20 دْرْهَمْ مْلْفوقْ !؟

تَنَهدَ عَباس، جَففَ صَبِيبَ العرقِ الذي يعبرُ وجهه، فَرَكَ عَيْنَيْهِ، شَمرَ كُميْ قَميصِهِ أَمامَهُ، أَطْلَقَ ظَهْرَهُ، حَط صُروفَ الميزانِ في يُمناه، وقالَ لَهُ، والبُزاقُ يَتَطايَرُ مِنْ بَيْنِ شفتيْه؛

لْخَانْزْ هو نْتَ، وْلِي بْحَالَكْ، وْلِي غَلاهْ؟ وَشْ عُمْتْ كْتَرْ مْنُو، آلْمْوُسْخْ…؟

الرباط/ في صيفٍ ضَيعَتْ رأسي !

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.