ضابط موريتاني كبير حل بالمنطقة المتنازع عليها مع البوليساريو والأخيرة تلوح بالسيطرة على الكركرات مجددا

0

بالموازاة مع تعييين سفير لها بالرباط بعد شبه قطيعة دبلوماسية مع المملكة استمرت خمس سنوات، يأبى نظام محمد ولد عبد العزيز إلا أن يزيد من غموض الموقف الموريتاني اتجاه قضية الصحراء، بحيث تجاوز “الحياد” اتجاه أطراف النزاع، ليصبح موقفا داعما لأطروحة الانفصاليين.

وجاء الموقف الجديد لنواكشوط والذي يعتبر استفزازا واضحا للمغرب عبر إيفادها قيادات عسكرية وازنة لحضور الاستعراض العسكري لجبهة البوليساريو الذي أقيم مؤخرا وتوج بإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية بمنطقة “اغوينيت” المحاذي للجدار الرملي العازل وهي المنطقة التي تعتبرها الجبهة ضمن مناطقها “المحررة” بينما هي في الواقع أراض انسحبت منها القوات المسلحة بعد وقف إطلاق النار سنة 1991 وتخضع لمراقبة بعثة الامم المتحدة (مينورسو).

وبعث نظام ولد عبد العزيز إلى البوليساريو قائدَ المنطقة العسكرية الثانية الموريتانية في “ولاية تيرس الزمور”، حمادي ولد اعل مولود، لحضور استعراض جبهة البوليساريو في آغوينيت.

ووصل ولد اعل مولود برفقة عسكريين موريتانيين، وفق مصارد صحراوية، عشية انطلاق الاستعراض إلى منطقة “آغوينيت” غير بعيد عن مدينة شوم على الحدود الشمالية الغربية لموريتانيا.

واستقبل العقيد بالجيش الموريتاني من طرف قادة البوليساريو وذلك في قاعدة آغوينيت العسكرية التابعة للناحية السابعة، كا يسميها القادة الانفصاليون.

وللإشارة فقد شاركت في الاستعراض ما تسمى وحدات القطاع الجنوبي (النواحي الأولى والثالثة والسابعة)، بحضور رئيس ما يسمى “البرلمان الصحراوي” خطري آدوه و”الوزير الأول” ووزير الدفاع عبد الله لحبيب وقادة عسكريين من البوليساريو.

وإلى جانب القادة العسكريين الموريتانيين الذين حضروا الاستعراض فقد حضر إلى جانبهم ايضا برلمانيون موريتانيون مؤيدون للانفصال، ومسؤولون جزائريون عسكريون ومدنيون.

ويذكر أن البوليساريو أعقبت استعراضها العسكري بمناورات عسكرية ضخمة استعملت فيها أسلحة ثقيلة وذخيرة حية تفيد المعطيات أنها تلقتها حديثا من الجزائر، وهي المناورات التي أدت إلى صدور أوامر من القيادة العليا لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة إلى فرق للمشاة للتحرك ووضع قوات الجيش المغربي على اهبة الاستعداد لأية طوارئ محتملة.

وتأتي هذه التطورات في ظل تكثيف البوليساريو من مناوراتها العسكرية والسياسية والدبلوماسية أملا في حصولها على نقاط على الساحة قبيل صدور قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء في شهر أبريل المقبل.

ولعل هذا ما جعل قادة الجبهة يسارعون إلى مراسلة بعثة المينورسو محذرة إياها من “أنها قد تضطر إلى العودة إلى الوضع السابق بالكركرات وتعيد النظر في قرارها إعادة النتشار”، و”أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الخروقات المغربية وعدم تطبيق التعهدات الأممية على الأرض الخاصة بتسوية الأسباب الناجمة عن أزمة الكركرات الأخيرة”.
إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.