في سابقة.. النظام الجزائري يحرض بتندوف نشطاء أوروبيين والبوليساريو للتصعيد ضد المغرب

0

بينما أُعلن في الرباط عن استقبال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد ناصر بوريطة، أمس الجمعة بالرباط، الممثل الخاص الجديد للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة رئيس بعثة “المينورسو”، السيد كولين ستيوارت، كانت الجزائر ترتب لقاءا غير مسبوق لسياسيين وحقوقيين أوروبيين مناوئين للملكة المغربية.

وبينما لم تذكر وكالة الأنباء المغربية الرسمية للأخبار أية تفاصيل أخرى عن اللقاء أفادت تقارير باستقبال المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء، هورست كوهلر ، من قِبل رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السيد موسى فقيه محمد بأديس أبابا، يوم الخميس، حيث بحث الطرفان “صيغ العمل الموحد واستثمار جهود المنظمتين لإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية”.

وتأتي زيارة المبعوث الأممي إلى مقر الاتحاد الإفريقي ضمن جولته التحسيسية لكافة الأطراف الدولية الفاعلة بقضية الصحراء في أفق إعادة مسار التسوية السلمية بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو بعد توقف دام سنوات، وفي ظل تزايد التهديد من الجانبين بإنهاء وقف إطلاق النار المستمر منذ سنة 1991، حيث تجددت في الآونة الأخيرة المناوشات على مستوى منطقة الكركرات على الحدود الموريتانية المغربية، وهي المنطقة التي تحاول جبهة البوليساريو الاستيلاء عليها باعتبارها “أراضٍ محررة”، كما تزعم بينما كانت القوات المسلحة المغربية انسحبت منها وسلمتها لبعثة المينورسو واعتبارها منطقة منزوعة السلاح.  

في سياق ذلك أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي عبر تدوينة على حسابه بموقع تويتر، أنه تبادل مع السيد هورست كوهلر الآراء بشأن كيفية العمل معا من أجل التوصل إلى حل دائم في الصحراء الغربية.

وكان المبعوث الأممي قد التقى في وقت سابق، رئيس مجلس السلم والأمن الإفريقي الجزائري إسماعيل شرقي، ورئيس جمهورية رواندا السيد بول كاغامي باعتبار بلاده ستتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي خلال السنة الجارية.

صورة من اجتماع تندوف برعاية النظام الجزائري

إلى ذلك وبالموازاة مع التحرك المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي مع الأطراف الفاعلة في قضية الصحراء، وفي سابقة هي الأولى من نوعها اختار عدد من “النشطاء” الأوروبيين الموالين للانفصاليين وبرعاية رسمية من الجزائر الاجتماع في مخيمات تندوف لرسم “خارطة طريق” للتحرك ضد الدبلوماسية المغربية في مساع للتأثير عليها والاستمرار في مناهضة ومعاكسة السيادة المغربية.    

وأفادت بعض التقارير أن المشاركين في الاجتماع الذي أعطوه طابع “الندوة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي”، دعوا الأمم المتحدة ومجلس الأمن “لفرض احترام اللوائح الدولية وحقوق الإنسان وتنظيم استفتاء يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.

وأجمع المتدخلون خلال هذه الندوة المنعقدة في الفترة ما بين الـ 11 و الـ 13  من شهر يناير الجاري على “ضرورة توحيد الرؤى حول برنامج العمل خلال السنة الجارية من أجل تحقيق الأهداف المسطرة بدقة لصالح القضية الصحراوية العادلة”، كما قالوا.

ونقلت تقارير صادر عن وسائل إعلام موالية لجبهة البوليساريو عن رئيس ما تسمى “التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي”، بيار غالون، قوله إنه  “يجب على الحركة التضامنية الدولية أن تعمل بكل جدية لأن لديها مسؤولية إنجاح القضية الصحراوية التي ستسمح بدورها لشعوب أخرى بأن تحيى حياة كريمة في كنف  الحرية والاستقلال “.

ودعا الحركة التضامنية الدولية مع الشعب الصحراوي إلى ضرورة إقناع المجتمع الدولي ومجلس الأمن من أجل الضغط على المغرب للانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية و “هو الأمر الذي جئنا من أجله في هذه الندوة التي تعقد لأول مرة  بمخيمات اللاجئين الصحراويين”، كما قال.

ومن جهته أكد ممثل النظام الجزائري الذي أطر اللقاء وهو رئيس لجنة الخارجية في البرلمان الجزائري، عبد الحميد سي عفيف،  “بأن هذه الندوة الدولية تأتي في ظرف حاسم ومن شأنها أن تعطي للقضية الصحراوية دفعة جديدة قوية من خلال دفع حكومات العالم وكذا الأمم المتحدة لأن  تتحمل مسؤولياتها”.

وأشار “سي عفيف”، خلال هذا الاجتماع، بأنه أصبح من الضروري والمهم جدا أن يكون خطاب الحركة الدولية للتضامن مع الشعب الصحراوي موحدا، داعيا إلى ضرورة الاستثمار في استجابة معظم البرلمانيين في العالم المتشبعين بقيم الكرامة  والحرية والاستقلال والذي سيؤدي حتما إلى النجاح”، بحسب ممثل قصر المرادية، الذي أكد أيضا بأن الأولوية القصوى هي” تبني استراتيجية ناجعة للاتصال والترويج عبر مختلف الفضاءات المتاحة لنا كبرلمانيين أو كناشطين حقوقيين أو كمجتمع مدني و عبر وسائل الإعلام واتصال لجعل القضية الصحراوية محل اهتمام الجميع وفضح ودون هوادة جرائم الاحتلال المغربي والتواطؤ الدولي معه”.

وكان من يسمى “الوزير الأول” في البوليساريو عبد القادر الطالب عمر نوه لدى إشرافه على  أشغال هذا الاجتماع بـ”التضحيات والمجهودات المبذولة من قبل الحركة التضامنية الدولية مع الشعب الصحراوي رغم الضغوط التي تتعرض لها”.

وفي تعليقه على هذا التحرك غير المسبوق للنظام الجزائري أفاد مصدر صحراوي ل جريدة “الناس” الإلكترونية أن الاجتماع الموسوم بندوة دولية للتضامن مع الشعب الصحراوي ما هو إلا وجه آخر من أوجه الرشوة التي يقدمها النظام الجزائر لدعم المرتزقة وأشباه النشطاء من أجل التشويش على المكاسب الدبلوماسية التي ما فتئ المغرب يحققها على صعيد قضيته الوطنية العادلة، مؤكدا من جهة أخرى أن استدعاء هؤلاء الأوروبيين للاجتماع بمخيمات تندوف يأتي أيضا بعدما اشتدت مراقبة الأوربيين على بعض الجمعيات التي يشتبه في نشاطاتها بحيث يصبح من اليسير إرشاء هؤلاء السياسيين والنشطاء الأوروبيين بعيدا عن أعين المراقبين الماليين الأوربيين.

إدريس بادا    

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.