المجلس الوطني للصحافة.. حالة تسلّل !

0

نورالدين اليزيد

48 ساعة فقط وتنتهي فترة تقديم الترشيحات لعضوية المجلس الوطني للصحافة (أي يوم الخميس17 ماي2018)، وهو المجلس الذي سيضم 21 عضوا منهم 7 عن الصحافيين المهنيين، و7 عن الناشرين، وهؤلاء يُنتخبون بنظام الاقتراع باللائحة بالنسبة للفئة الأولى، وبالاقتراع الفردي بالنسبة للناشرين !

أما السبعة المتبقون فيتم تعيينهم من طرف هيئات دستورية ومهنية أخرى بناء على القانون 90.13 المحدِث للمجلس، وهم (ممثل عن المجلس الأعلى للسلطة القضائية؛ ممثل عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان؛ ممثل عن المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية؛ ممثل عن جمعية هيئات المحامين بالمغرب؛ ممثل عن اتحاد كتاب المغرب؛ إضافة إلى ناشر سابق تعينه هيئة الناشرين الأكثر تمثيلية؛ ثم صحافي شرفي تُعينه نقابة الصحافيين الأكثر تمثيلية) !

هذه المؤسسة الدستورية التي لطالما طالب بها المهنيون من أجل تنظيم مهنة الصحافة والإعلام، ووضع الأنظمة والقواعد الضرورية الخاصة بها، ومنها “ميثاق وطني لأخلاقيات المهنة” لممارسةٍ إعلامية حرة ومضبوطة، بحيث تُنقح من الدخلاء وأصحاب المهن الأخرى المتطفلين، وبحيث لا يصبح كل مسؤول وكل من هب وذب “أستاذا” في تلقين أخلاقيات المهنة؛ هذه المؤسسة تعرف اليوم ولادة غير طبيعية، وتكاد تكون في جنح الظلام وفي حالة تسلل وغفلة من أبناء القبيلة الصحافية !

إنها الغفلة التي يمكننا أن نلخصها في مجرد سؤال عريض لكنه بريء هو لماذا كل هذا التغييب المقصود لوسائل الإعلام العامة والخاصة عن مواكبة عملية انتخاب أعضاء مؤسسة دستورية سيخضع لها مجال حيوي في المجتمع يسمى ترفا “السلطة الرابعة”؟

إن مؤشرات كثيرة ترافق انتخاب أعضاء هذا المجلس تشير بما لا يدع مجالا للشك، إلى أن المؤسسة التي كان من المفروض أن يتباهي بها كل منتمٍ للقطاع بافتراض أنها ستحميه من غدر الزمان والإنسان، على اعتبار أنها مهنة متاعب جمة ومخاطر لا تُعد ولا تحصى، يُشاء لها اليوم أن تكون شاكلتُها على مقاس مُخرجيها، الذين لن يكرسوا إلا مزيدا من طغيان وسيطرة فئة معينة معروفة تمارس المهنة، ليس بدافع التنوير والإعلام، وإنما بدافع الحفاظ على توازن القوى في المجالين السياسي والنقابي، وربما حتى على صعيد المجال الاقتصادي بشكل يخدم أكثر مصالح الباطرونا !

أنظروا كيف تم تشكيل اللجنة المشرفة على انتخاب أعضاء المجلس، الذين عرف أبناء المهنة بتعيينهم فقط عندما أخذوا صورة تذكارية لهم مع الوزير الوصي على الإعلام، بعدما شربوا الشاي وأكلوا الحلوى، دون أن يكشفوا لنا عمن اقترحهم أو أدلى برأيه بشأنهم !

تشكيل هيئة دستورية بطريقة أقرب إلى التهريب في الظلام الدامس، لن تكون بالمطلق عاكسة لآمال وطموحات المهنيين، ولن تكون بالجزم منظِّمة لحقل فيه الكثير من المخاطر والصعوبات والمطبات، ولكن ستكون فقط واجهة لتأتيت مشهد فيه الكثير من الانتهازيين والوصوليين وأصحاب الأهداف التي لا تمت للإعلام والصحافة بِصِلة.. وستستمر بالنتيجة أعطاب المهنة ومعاناة المنتسبين إليها !

نقطة.. الرجوع على السطر !

[email protected]

www.facebook.com/nourelyazid

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.