انتهى الكلام !

0

نورالدين اليزيد

إن كان هناك مِن سياسي يستحق اليوم التعاطف والشفقة فهو رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية السيد عبدالإله بنكيران!

أخيرا فهِم المسكين رسالة المخزن بأنه “طلع لو في الراس” وبات عبء لا يُحتمل !

السياسي والزعيم الذي ملأ المغرب صخبا وصداعا وجدلا طيلة نحو 6 سنوات لم يكن لبيبا ولا نبيها، رغم كل ما يوصف به من قدرة خارقة على الحدس والذكاء، فأراد أن يستمر على رأس حزبه ضاربا ديمقراطيته الداخلية عرض الحائط، كما أراد الاستمرار على رأس الحكومة غير مبال لا بإشارات القصر التي كان يتلقاها وتفيد بأن رحابه بدأت تضيق به، ولا بالآداب المخزنية التي ترفض التنطع والمضاهاة مع الجالس على العرش، فكانت النتيجة البلوكاج الحكومي وبقية القصة الدراماتيكية المعروفة، بدء بفرض أحزاب على التحالف إلى خيانة وغدر وانقلاب العشيرة، ثم لاحقا تهميشه من قبل هؤلاء، وصولا إلى لا مبالاة الجناح الدعوي للحزب (حركة التوحيد والإصلاح) التي أراد العودة إلى الأضواء من خلالها، إلا أنه فشل فشلا ذريعا نهاية الأسبوع الماضي واحتل المرتبة الخامسة في سباق التنافس على رئاستها !

وكأي منهزم مدحور لاسيما عندما يتعلق الأمر بسياسي استفاق لِتوه من مخدر المنصب والسلطة بات بنكيران لا يطلب غير منصب أدنى والرضى من المخزن وذلك أضعف الإيمان !

ولذلك غابت عن خطبة بنكيران المبحوحة في مؤتمر شبيبته الأخير بالدار البيضاء قواميس الإنس والجان والتحكّم والدولة العميقة، وبدا رجلا مسالما ليس له لا إلياس ولا عزيز خصوما ولا هم يحزنون.. فقد انتهى الكلام !

وحدُهم الحواريون السذج ما يزالون يعتقدون أنه زعيم أممي !

بِئس النهايات المذلّة مثل هاته !

[email protected]

https://www.facebook.com/nourelyazid

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.