المالكي.. أو الرجل المحظوظ في المغرب

0

نورالدين اليزيد

إنْ كان هناك من سياسي محظوظ في المغرب فلن يكون إلا ابن مدينة أبي الجعد السيد الحبيب المالكي؛ فالرجل بات عمليا ثاني شخصية في الدولة بعد الملك، من كثرة أسفاره إلى الخارج لتمثيله في حفلات تنصيب الرؤساء، في ظل انكماش وتقوقع بل ويمكن النعت بالتهميش للشخصية الثانية بروتوكوليا في المملكة رئيس الحكومة السيد سعدالدين العثماني، الذي أظهر للدولة هو وحزبه، أثناء تقلدهم المسؤولية، أن ما يهم هو المشاركة في الحكم ولا يهم بأي درجة ولا حتى بأي ثمن!


المالكي الذي جيء به إلى رئاسة مجلس النواب بعدما عاقب الناخبُ حزبه، ووسط أزمة بلوكاج سياسي بات وصمة عار على المسار الديمقراطي ببلادنا، يتردد أن الرجل ما يزال يستفيد من التعويض على رئاسته للمجلس الوطني للشباب والمستقبل منذ سنة 1990، وهو المجلس المعتبر في عداد الأموات كلينيكيا ولم يبق إلا إكرامه بدفنه، كما أن السيد المالكي هو برلماني منذ سنة 1993، عدا عن كونه تقلّدَ منصب وزير أكثر من مرة!

والسيد المالكي عندما دافع مؤخرا بشدة عن الإبقاء على معاشات البرلمانيين والوزراء، وهي المعاشات التي تلقى رفضا شعبيا كبيرا، ولم يعتبر ذلك ريعا، فهو إنما يدافع عن ضرع البقرة الحلوب الذي يروي بها هو وأمثاله عطشه أو تعطشه إلى الثراء منذ نحو ثلاثة عقود!

المالكي اليوم الذي لا ينزل من الطائرة إلا ليأخذ حمَّاما بلديا في مدينة أبي الجعد، وليتبرك ببركة وتربة هذا الولي، ثم “يجود” على الأمة والوطن بترؤُّسٍ عابر لافتتاح الدورة التشريعية بمجلس النواب، ليستقيل الطائرة من جديد صوب الخارج، لا يستطيع ولا يريد هو وأمثاله التخلي عن سياسة الريع، بل إنهم هم المنافحون بشراسة عن بقاء المغرب رهين هذه السياسة الرعناء التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من العزوف والتشاؤم والسوداوية والإحباط والعدمية وهلُمّ قياسا أسود!!

[email protected]

https://www.facebook.com/nourelyazid

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.