خطير..مدير “الأحداث المغربية” يصف مدير “أخبار اليوم” بالسمسار والقوّاد
في تطور خطير يشير إلى مدى تدني الخطاب الإعلامي وانحطاط مستواه ليس فقط لدى السياسيين وباقي الفاعلين لكن من طرف “أهل القبيلة” الإعلامية أنفسهم، لم يتردد مدير جريدة “الأحداث المغربية” الصحافي المختار الغزيوي في وصف زميله مدير جريدة “أخبار اليوم” توفيق بوعشرين بـ”السمسار والقواد”، فقط لأن جريدة بوعشرين ستنظم “منتدى سياسي” حول “الربيع العربي” يسلط خلاله المشاركون الضوء على “الحالة” المغربية.
وفي “تهجم” على زميلتها “أخبار اليوم” كتبت “الأحداث المغربية” في مانشيت بأعلى صفحتها الأولى لعدد يوم الخميس: “صحافة وسياسة..أموال خارجية لتحريك ربيع عربي” (مدير أخبار اليوم يخرج بن كيران وحزبه من “الحصلة السياسية” عبر تنظيم منتدى بأكثر من علامة استفهام).
وعند قراءة المقال في الصفحات الداخلية يبدو جليا تشكيك “الأحداث المغربية” في نوايا مدير جريدة “أخبار اليوم” وخلفيات تنظيمه لهذا اللقاء، وهو ما نقرأه في قول كاتب المقال الموقع فقط باسم الجريدة: “حضور توفيق بوعشرين مدير نشر جريدة أخبار اليوم في منتدى تسيطر عليه وجوه العدالة والتنمية (كفاعل حكومي في وقت متأزم سياسيا مع المعارضة) وتحضره شخصيات سياسية نادت وساندت ثورات ما سمي ب”الربيع العربي” والذي تحول إلى “خريف عربي”، يطرح أكثر من علامة استفهام حول رهانات هذا المنتدى الذي يتخذ موضوعا خارج السياق الزمني أولا، والسياق السياسي الذي تعامل به المغرب مع ما يعرف بالربيع العربي، حيث أن المملكة كانت سباقة مقارنة بباقي دول المنطقة إلى هذا التغيير، مستفيدة من تراكم أشكال التحولات الديمقراطية السابقة”، تقول الجريدة التي يشرف على نشرها الصحافي المختار الغزيوي.
وتنظم الشركة الناشرة لكل من جريدة “أخبار اليوم” ونسختها الإلكترونية “اليوم24” منتدى سياسيا هو الأول، اليوم وغدا الجمعة، بأحد فنادق الرباط بعنوان “الربيع العربي والانتقال الديمقراطي: الحالة المغربية”، وذلك بحضور أزيد من 200 ضيف. ومن ضمن الأسماء العربية المشاركة “عراب الربيع العربي” المفكر الفلسطيني عزمي بشارة المحلل السياسي أيضا في قناة “الجزيرة” القطرية، إضافة إلى عدد من الأسماء والفاعلين السياسيين والباحثين المغاربة على رأسهم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران والقيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العلي حامي الدين والباحثان الأكاديميان محمد الساسي وحسن طارق، ورجل الأعمال الذي ساند حركة 20 فبراير كريم التازي وغيرهم.
وأشار المقال إلى أن الرهان السياسي لهذا المنتدى الذي يترجمه موضوعه، وميولات منظمه المتفانية مع عبد الإله بنكيران وزملائه في الحزب، تظهر بوضوح أن الفكرة وراء تنظيم هذا المنتدى نابعة من قادة العدالة والتنمية، الذين بحسب كاتب المقال، يتدارسون في اجتماعاتهم المغلقة سبل احتلال صدارة المشهد الإعلامي لمواجهة معارضي تجربتهم الحكومية والعمل على تكريس عودة منطق الهيمنة على الفعل السياسي المغربين وهو الإيحاء الذي قد يكون كفيلا بإشعال فتنة حراك جديد في المغرب على غرار ما عرف بـ”الربيع العربي”.
وشككت “الأحداث المغربية” في مصادر تمويل هذا المنتدى حيث اعتبرت تنظيم بوعشرين لهذا اللقاء في أحد أرقى فنادق العاصمة الرباط وحجز أجنحة خاصة وغرف للمشاركين، يطرح أكثر من علامة استفهام حول تلك “المصادر” خصوصا وأن هذا الصحافي المعروف بممارسته للصحافة و”أشياء أخرى”، تقول الصحيفة، يقيم علاقات متينة مع جهات مانحة كجماعة “الإخوان المسلمين” وحزب العدالة والتنمية ورجل الأعمال كريم التازي بالإضافة إلى علاقته الخاصة بـ”العقل المدبر” لحزب المصباح.
لكن انتقاد جريدة “الأحداث المغربية” لـ”أخبار اليوم” ولمديرها، اتخذ طابعا أكثر حدة و”جرأة” عندما خص مدير “الأحداث المغربية” المختار لغزيوي عموده اليومي (ملحوظة) في الصفحة الأخيرة للحديث عن هذا المنتدى، معتبرا –في سخرية- أن عنوان الندوة “الربيع العربي: الحالة المغربية” هو “طريف للغاية”، وهو يدل على أننا أصبحنا حالة بالنسبة لكونسيلتو الدكاترة الفضلاء الذين شخصوا الوضع العربي ووصلوا إلى أدوائنا كلها واهتدوا إلى آليات الشفاء، قبل أن يزيد متسائلا، المغرب حالة مرضية؟ لا أتصور ذلك ولا أستطيع، ولا مغربي يمكنه أن يتخيل الأمر..بالعكس نحن الأكثر صحة رغم أن العديدين حاولوا تشبيهنا بقدواتهم والنماذج، يقول مدير “الأحداث المغربية”.
وفي تعبير صريح حد “الصراحة الفجة”، كما قال، اتهم المختار الغزيوي إدارة “أخبار اليوم” بتلقي “الثمن” لـ”بيع الوطن لمن يدفع كل مرة أكثر”، قبل أن يضيف “لا أحب كثيرا السماسرة. لديهم اسم في العربية الفصحى يدل على جمع القائد لكنني لا أستطيع استعماله احتراما لكم ولي وللجميع”، وهو ما يقصد به لغزيوي “القوّاد” الذي يعتبر جمع “القائد” وفي العُرف الدارجي المغربي يعني الديوثي، واصطلاحا تعني الكلمة بالعربية الفصحى الذي يمتهن الدعارة.
وختم لغزيوي عموده بقوله “مشكلة السماسرة أو الكلمة الأخرى التي لم نرغب في استعمالها (أي القواد) هي أنهم ينسون تماما أن المال ليس كل شيء. هناك أمور أخرى أهم بكثيرن في مقدمتها الوطن لمن كان له وطن”.
ويعاب على مدير جريدة “أخبار اليوم” أنه بالرغم من كونه يبدو منتقدا لحكومة عبد الإله بنكيران ولرئيس الحكومة شخصيا إلا أنه في الغالب يحاول أن يبرز جوانب كثيرة تومئ أنها الحكومة الأفضل في تاريخ الحكومات المغربية، وهو ما جعل البعض يتهمه بكونه “لسان حال” الحزب الحاكم في ظل ضعف أذرع حزب المصباح الإعلامية.
إدريس بادا