السلطات المغربية تبدأ عملية تطهير منطقة “قندهار” على الحدود مع موريتانيا

0

بدأت السلطات الأمنية المغربية انطلاقا من يوم الأحد الماضي عملية عسكرية في منطقة حدودية حساسة تربطها بالصحراء الغربية (المغربية) وموريتانيا، قالت بأنها تهدف لطرد المهربين في هذه المنطقة المتنازع عليها والتي تعتبرها جزءا من أراضيها، بحسب ما نقل موقع فرانس24.  

يأتي هذا في وقت يبقى فيه الوضع متوترا في العلاقات بين نواكشوط والرباط.

وجاء في بيان للسلطات المغربية لمنطقة الداخلة-وادي الذهب (جنوب الصحراء الغربية) إن “المصالح الأمنية وعناصر الجمارك، بدأت منذ الأحد عمليات تطهيرية بمنطقة “الكركارات” للحد من أنشطة التهريب والتبادل التجاري غير المشروع”.

وتقع منطقة الكركرات بجنوب غرب الصحراء الغربية وتشكل عادة مسرحا لعمليات تهريب متعددة إلى الغرب الأفريقي وخصوصا للسيارات المسروقة، ويطلق عليها سكانها تسمية “قندهار” في إشارة إلى نشاط التهريب في الجنوب الأفغاني.

ولم يحدد بيان ولاية جهة الداخلة-وادي الذهب ما إذا كانت العمليات امتدت إلى ما وراء الجدار الرملي العازل الذي يمتد على طول 2500 كلم على حدود الصحراء الغربية مع الجزائر وموريتانيا والذي شيده الجيش المغربي بين العامين 1980 و1987 لإعاقة هجمات مسلحي جبهة البوليساريو، لكن الموقع الإخباري LE360 المقرب من القصر الملكي، بحسب ما جاء في فرانس24، أفاد أن العمليات تمت على طول 7 كلم على ساحل المحيط الأطلسي وما وراء الجدار الدفاعي الرملي.

وتعتبر جبهة البوليساريو الأراضي الواقعة بين الجدار والحدود مع الجزائر وموريتانيا (20% من مساحة الصحراء الغربية) بأنها “أراضي محررة”، تقوم فيها بعدة أنشطة منها العسكرية.

ودفع ذلك بالرباط إلى الاحتجاج، كما أن الأمم المتحدة تعتبر تلك الأراضي “منطقة خالية” لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991.

وفي رسالة بعثتها إلى الأمم المتحدة، نددت البوليساريو بالعملية، متهمة قوات الأمن المغربية بـ”اختراق الجدار”، وكتب الأمين العام للجبهة المطالبة بالاستقلال إبراهيم غالي في رسالته التي نشرت على الموقع الإلكتروني للجبهة الأربعاء “أن القوات المغربية التي قامت باختراق الجدار من منطقة الكركارات، مدعومة بمعدات للنقل والهندسة العسكرية ومرفقة باستطلاع جوي، تشكل خرقا جديدا وخطيرا للاتفاقية العسكرية”.

توتر بين الرباط ونواكشوط

وتأتي هذه “العمليات التطهيرية” المغربية في ظل التوتر المتزايد بين نواكشوط والرباط منذ وصول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز إلى السلطة عام 2008 بانقلاب عسكري.

ويذكر أن التوتر بدأ حينما طردت موريتانيا عام 2009 مراسل وكالة الأنباء الرسمية المغربية، معتبرة إياه “عميلا” للمخابرات المغربية، كما رفضت السلطات الموريتانية مرارا تجديد إقامة كوادر مغربية.

وفي العام 2015، أدى دخول جنود موريتانيين ورفعهم علم بلادهم في مدينة الكويرة، أقصى نقطة في الصحراء الغربية قبالة ميناء نواديبو الموريتاني، إلى إثارة غضب الرباط التي تعتبر هذه المنطقة “جزءا لا يتجزأ” من المغرب.

كما ازداد التوتر بسبب التقارب بين ولد عبد العزيز وجبهة البوليساريو.

وقد استقبل عبد العزيز في 12 آب/اغسطس وفدا من الجبهة، فيما تجنب في المقابل استقبال مبعوثين للملك محمد السادس، تاركا لوزير خارجيته هذه المهمة لبحث عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي.

وسفارة موريتانيا في المغرب دون سفير منذ خمس سنوات تقريبا، كما أن المستشار السياسي الأول في سفارتها في الرباط غادر المغرب منذ سنتين.

 الناس

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.