أسر شهداء حرب الصحراء المغربية: هل توزيع البقع عليهم حقيقة أم إشاعة؟

0

يتابع أبناء وأرامل شهداء حرب الصحراء المغربية 1975 /1991، وكذا “الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية”، ما ينشر عبر وسائل الإعلام، بخصوص ما أقدمت عليه مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، من تسوية قانونية للمنازل التي منحت في ثمانينيات القرن الماضي، وأيضا منح سكن وبقع أرضية لهذه الفئة، في كل من وجدة وبعض مدن الجنوب، في أفق أن تعمم العملية على أسر الشهداء في كل ربوع المملكة.

وأفاد بيان صادر عن المكتب الوطني للجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية، أنه لا حديث في هذه الأيام، بين الأسر، إلا عن الاستفادة من السكن أو البقع، وعن حقيقة ما يروج؛ إذ لم يستبعد البعض التعامل بانتقائية مع هذا الأمر، وذهب البعض الأخر إلى عدم الوثوق في كل ما ينشر، لأن ذاكرتهم عن المؤسسة العسكرية تعج بالخيبات، ومثقلة بهموم ومآسي استمرت لأزيد من 46 سنة، لأن هذه القضية اكتنفها الكثير من الظلم من طرف المؤسسة العسكرية التي لم تضمن حقوق هذه الفئة، التي يوليها الملك كل العناية.

واستطرد المصدر ذاته بالقول: إلا أن هذه المؤسسة كانت غير منصفة وتتبجح بإنجازات واهية، ساهمت في تفقير وتشريد عدد كبير من أسر شهداء حرب الصحراء المغربية، وتركتهم يتموقعون في الضياع ويضيعون في الموقع، لأن هذه المؤسسات تخلت عن مسؤوليتها تماما اتجاه هذه الشريحة، التي عاشت ولا تزال تعيش كل أشكال التمييز والإقصاء والتهميش والويلات (لا سكن لا تشغيل لا تعويض لا راتب يقي من العوز لا…)، مما أثر بشكل سلبي على حياتهم.

وأضافت جمعية شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية، أن هذه الحقائق المعيشة من طرف عوائل حرب الصحراء المغربية، هي دلائل واضحة على فشل المؤسسة العسكرية المختصة، في النهوض بالشق الاجتماعي لهذه الفئة، واتهمت الجمعية المؤسسة المعنية بأنه “لم يكن من أولوياتها حل مشاكل هذه الشريحة بشكل نهائي”.

ورغم الأوامر الملكية السامية والصريحة والقاضية بتمتيع هذه الأسر بكل العناية والاهتمام، إلا أن الحال ظل على ما هو عليه لأزيد من 46 سنة، بسبب السياسة الأحادية الفاشلة للمؤسسات الوصية، التي تتجاهل الأوامر الملكية وتضرب مطالب الفئة عرض الحائ، يورد المصدر.

وأشار بيان الجمعية إلى أن ما تعيشه أسر شهداء حرب الصحراء المغربية، من بؤس، تقع مسؤوليته على عاتق من لم يطبق هذه الأوامر الملكية السامية، وبذلك فهم (المسؤولين) يسيئون للقضية الوطنية من حيث لا يدرون؛ إذ عليهم أن يضعوا أسر الشهداء ضمن أولوياتهم الأولى لارتباطهم بالقضية الوطنية، لأن حالتهم المزرية تستغل من طرف أعداء الوحدة الترابية للمملكة، (آخرها كما لا يخفى عليكم ما تم الترويج له من طرف أحد المرتزقة، وهو محمد سالم أحمد لعبيد مدير تلفزيون البوليساريو، والتي حاول فيها إحباط معنويات القوات المسلحة الملكية، من خلال الزعم بأن كل من خاض حرب الصحراء 1975/ 1991 واستشهد فيها، فعوائلهم يعيشون الفقر والبؤس والحكرة و..) !

لذا على الدولة بكل مؤسساتها أن تقف اليوم مع أسر الشهداء وتدعمهم وتشغل أبناءهم وتعوض وتكرم أسرهم وتوفر لهم سكنا يأويهم في أقرب الآجال، ليعيشوا حياة كريمة وسعيدة تنسيهم جراح الماضي، ويتذكرون تضحيات آبائهم بفخر واعتزاز، يقول المصدر، قبل أن يستطرد بقول: “نحن الشهداء حياتنا طويلة، فنحن خالدون ولا نموت، فنحن التاريخ، ونحن حصن الوطن ودماء ولعنة الشهداء ستطال كل من تنكر لتضحياتنا”.

وخلص المكتب الوطني لجميعة شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء إلى القول، “لهذا نطالب مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، بالإعلان عن برنامجها الزمني المتعلق باستفادة باقي أسر الشهداء من السكن”.

الناس/الرباط

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.