أصداء الحراك الجزائري تصل إلى تندوف والصحراويون ينتفضون ضد البوليساريو+فيديو
في مسيرة أخرى حاشدة شارك فيها العشرات من الصحراويين في مخيم “السمارة” بمنطقة تندوف الجزائرية، ردد غاضبون من سياسة عصابة البوليساريو شعارات رافضة للقبضة الحديدية التي يطبقها قادة الانفصاليين على آلاف الصحراويين في تلك المخيمات، مطالبين بالحرية والكرامة.
وجاء تنظيم المسيرة الحاشدة بما تسميه البوليساريو “ولاية” السمارة، يوم الجمعة 5 أبريل، وكان الداعي إلى تلك الاحتجاجات في البداية هو المكالبة بإلغاء الترخيص الذي فرضته ما تسمى “وزارة الداخلية” على حركة المواطنين الصحراويين في المخيمات إلى موريتانيا وبعض المناطق المنزوعة السلح التي تزعم البوليساريو أنها “مناطق محررة”.
المسيرة الحاشدة ليوم الجمعة والتي ليست الأولى من نوعها وتعتبر واحدة من أخريات توالت في الأيام والأشهر الأخيرة من طرف محتجزي مخيمات تندوف ما يعكس حالة التذمر والإحباط في صفوف الصحراويين هناك، كان لها صدى كبيرا في صفوف القيادة الانفصالية حيث هرعت القيادة إلى عقد اجتماع على أعلى مستوى، حيث أشرف من يسمى “الوزير الأول” في البوليساريو محمد الولي اعكيك، على اجتماع لـ”مجلس الحكومة”، وذلك لمناقشة جملة من القضايا المتعلقة بالتطورات الأخيرة التي شهدتها القضية الصحراوية على الصعيدين الداخلي و الخارجي.
ورغم ادعاء إعلام البوليساريو التطرق في هذا الاجتماع لقضايا خارجية إلا أن أبرز ما استدعى الاجتماع هو هذه المسيرة الحاشدة التي شارك فيها عشرات الصحراويين ومعهم عشرات السيارات رددوا فيها شعارات رافضة للقبضة الحديدية للبوليساريو ومنها “سلمية سلمية..حتى ننال الحرية”.
وبحسب مصادر إعلامية موالية للبوليساريو فإن الاجتماع “ناقش القرارات الأخيرة لوزارة الداخلية الخاصة بالترخيص والتي أثارت جدلا واسعا بسبب الغموض الذي رافقها والعشوائية التي اتخذت بها دون إشعار سابق، ما جعل الرأي العام يجهل فحوى هذه القرارات قبل الاحتجاجات المنددة بها والتي اعتبرتها تضييقا لحرية التنقل”، وبررت قيادة البوليساريو الخطوة بأنها تساهم في خفض أسعار المحروقات التي بات يستغلها أباطرة التهريب الذين يعملون لصالح شبكات في موريتانيا وشمال مالي ما أدى إلى نفاذها من السوق وبالتالي يدفع المواطن البسيط ثمن احتكار سوق المحروقات من قبل بارونات التهريب، والقيادات التي تمتلك شاحنات وصهاريج للوقود، وفق ذات المصادر.
ويرى بعض المطلعين من الصحراويين أن غضب ساكنة تندوف لا يمكن فصله عن السياق العام بالمنطقة ولاسيما الحراك الشعبي الجزائري الذي أطاح بالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، عدا عن الظروف الداخلية في المخيمات حيث تزداد ازمة الساكنة الاقتصادية والاجتماعية في ظل قبضة حديدية للبوليساريو تمنع على الصحارويين حرية التعبير والتعبير، هذا دون أن نستثني حالة الإحباط والتذمر التي بات يعيشها الصحراويون في تلك المخيمات، والتي جعلت العشرات منهم يتحينون الفرصة للعودة إلى أرض الوطن الأم المغرب، كما صرح بذلك أحد الجنود المنشقين عن البوليساريو وكان قائد كتيبة قبل أن يفر مؤخرا إلى الجدار حيث سلّم نفسه للقوات المسلحة المغربية معلنا عودته إلى الوطن الأم.
إدريس بادا