أصغر رئيس وزراء في تاريخ بريطانيا منذ 200 سنة.. تكليف الهندي الأصل ريشي سوناك لتشكيل الحكومة

0

كلّف ملك بريطانيا تشارلز الثالث، يوم الاثنين، ريشي سوناك، بتشكيل الحكومة الجديدة، ليصبح رئيسا للوزراء في بريطانيا، وليكون أول مواطن من أصل هندي يصل إلى هذا المنصب.

وقال رئيس الوزراء البريطاني الجديد، ريشي سوناك، إنه مستعد لقيادة البلاد “نحو المستقبل ووضع احتياجاتكم فوق السياسة”.

وأضاف، في أول خطاب له عقب توليه رسميا مهام منصبه، أنه سيشكل حكومة وصفها بأنها “تمثل أفضل ما في حزبي”، وقال إنه يتفهم جيدا أن لديه عمل يقوم به لاستعادة الثقة بعد كل ما حدث. وقال سوناك إن هناك “قرارات صعبة قادمة” وتعهد بتوحيد البلاد.

وهذه هي المرة الثانية التي يتنافس فيها سوناك على منصب رئيس حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، بعدما تنافس في الصيف الماضي مع ليز تراس على شغل المنصب وبالتالي رئاسة الحكومة، إثر استقالة بوريس جونسون الذي حاصرته فضائح الحفلات إبان جائحة كورونا.

وفي المرة الأولى، فشل ريشي سوناك في السباق نحو زعامة الحزب، لكن إخفاق ليز تراس في تنفيذ خطتها الاقتصادية التي وعدت بها والاضطرابات التي أحدتثها في الأسواق، دفعتها إلى الاستقالة، ما جدد آمال سوناك في الوصول إلى الحكم مجددا.

وأصبح سوناك (42 عاما) أول بريطاني من عائلات المهاجرين الهنود يسكن في “10داونينغ ستريت”، ويدير حكومة بريطانيا التي احتلت بلاده في زمن “الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس” نحو 100 سنة، من منتصف القرن 19 حتى 1947.

وتولى سوناك رسميا منصب رئيس الوزراء في بريطانيا بعد أن كلفه الملك تشارلز الثالث بتشكيل الحكومة الجديدة.

استقبال ريشي سوناك من طرف ملك بريطانيا تشارلز الثالث يوم الاثنين 24 أكتوبر 2022

كما تعهد بمعالجة “الأخطاء التي ارتكبتها حكومة ليز تراس”، محذرا من أزمة اقتصادية عميقة تواجه المملكة المتحدة. وقال إنه “مستعد لقيادة بلاده نحو المستقبل واستعادة الثقة بالحكومة”، وشدد على “تلبية حاجات المواطنين وإعطائها الأولوية على السياسة”.

يأتي هذا بعد فوزه يوم الاثنين بالتزكية في انتخابات زعامة حزب المحافظين، التي حركتها استقالة رئيسة الوزراء ليز تراس الأسبوع الماضي.

وأُعلن فوز سوناك، وزير المالية السابق، بزعامة حزب المحافظين الاثنين بعد انسحاب منافسته بيني موردنت – زعيمة الأغلبية في مجلس العموم – قبل الموعد النهائي للترشح.

وسوناك أول شخص غير أبيض يشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا. وفي سن الثانية والأربعين، سيكون أصغر رئيس حكومة منذ أكثر من 200 عام.

وسيتعين عليه معالجة أعلى معدل تضخم في بريطانيا منذ أربعين عاما، واستعادة الثقة في السياسات الاقتصادية للحكومة بعد فترة الحكم القصيرة والفوضوية لتراس.

وسيتعين عليه أيضا محاولة توحيد حزب المحافظين المنقسم.

وُلد سوناك في مدينة ساوثهامبتون عام 1980 لأبوين من أصل هندي هاجرا من شرق أفريقيا. وكان والده طبيبا عاما وكانت والدته تدير صيدليتها الخاصة.

وأصبح سوناك الآن أول رئيس وزراء بريطاني من أصول آسيوية.

وتلقى سوناك تعليمه في مدرسة داخلية خاصة هي وينشستر كوليدج، ثم التحق بجامعة أكسفورد البريطانية وجامعة ستانفورد الأمريكية في كاليفورنيا.

والتقى في الولايات المتحدة بزوجته أكشاتا مورتي، وهي ابنة ملياردير هندي وقطب من أقطاب تكنولوجيا المعلومات. ولديهما ابنتان.

ولم يعلق سوناك علنا على مقدار ثروته، لكن يقال إن حياته المهنية في مجال المال قبل دخول السياسة جعلت منه مليونيرا، بينما كان لا يزال في العشرينيات من عمره.

وتعرضت شؤون سوناك المالية هو وعائلته لتدقيق شديد هذا العام، كما ألقي الضوء على الوضع الضريبي لزوجته.

ويتزامن فوز سوناك بزعامة حزب المحافظين مع الاحتفال بـ”ديوالي” وهو مهرجان الأضواء الهندوسي.

وكان ريشي سوناك مرشحا بارزا لخلافة رئيسه السابق بوريس جونسون في رئاسة الحكومة بعد استقالة الأخير في يوليو/تموز.

لكن سوناك فشل حينها في إقناع أعضاء الحزب، الذين اختاروا ليز تراس في نهاية المطاف في سبتمبر/أيلول.

وركز سوناك حملته خلال الصيف على قضية واحدة بشكل أساسي: وهي الحالة المتدهورة للاقتصاد البريطاني وخطته للتغلب عليها.

وقال سوناك لبي بي سي خلال المنافسة السابقة إنه يفضل خسارة سباق زعامة حزب المحافظين على “الفوز بوعد كاذب”.

الناس/وكالات

 

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.