نورالدين اليزيد
=تعليقا على فيديو متداول لمتظاهرين موالين للبوليساريو أمام قنصلية المغرب في برشلونا الاسبانية، ومتظاهرين مغاربة بدوا أقل عددا=
الانطباع الأولي يفيدك أن الطرف الآخر أكثر حضورا وكثافة من الحضور المغربي.. هذا طبيعي ومتوقع.. فالجانب الآخر يضم مرتزقة البوليساريو، ومرتزقة النظام الجزائري من الجنس الأشقر الذين يقتاتون على الارتزاق في قضية الصحراويين المغاربة، بالشعارات البراقة لحقوق الإنسان ودعم الشعوب المقهورة وهلُم جرا وتشبيها من الشعارات الجالبة للأموال الجزائرية التي يحرم منها الشعب الجزائري الشقيق، ليضخها جنرالات العسكر في أرصدة جمعيات متهافتة على الانتهازية والسمسرة في قضايا الشعوب.. لاحظوا الرايات الملونة والمزركشة والحاملة لكل ألوان طيف الارتزاق التي يحملها المحتجون في التظاهرة المؤدى عنها مسبقا، بنظام كلما تظاهرت اكثر ضد المغرب كلما جنيت اكثر من الدينار الجزائري وبمقابله من العملة الصعبة، فهل من مرتزق؟!
هذه حكاية بات الشعب الجزائري يعيها جيدا، بل وقبله وبعده حتى الصحراويون المحبوسون في مخيمات الذل والهوان في #تندوف. الذين لسان حالهم يردد بأنفاسهم المكتومة من قبل قادة البوليساريو بالترهيب والقمع، متى سيأتي ذاك اليوم ونعود إلى أرض الوطن الذي سرقوه منا وسرقونا منه وباعونا الوهم والسراب!!
الإشكال الذي يهمنا أكثر في هذه التظاهرة، هو محاولة الإجابة عن السؤال المؤرق: أين السلطات والماسِكون بلهيب القضية؟
نتساءل عن دور السفراء والقناصلة وموظفي البعثات في الخارج، في مثل هذه المناسبات، وعما إذا كانوا قادرين على جمع المغاربة على قضية سواء بينهم جميعا، في لحظات معينة، أم أنهم يتخذون الوظيفة الدبلوماسية فقط مطية للاستفادة من الجواز الدبلوماسي العابر للدول والقارات، وللعيش في عواصم بلدان العالم مع علية القوم، في الفنادق والمقاهي والمطاعم الفاخرة، وارتياد المحلات التجارية واقتناء الماركات العالمية من محلات #لفري_زون free zone !!
فلا يبدو أن الجهات المعنية بالحشد والتعبئة للقضية في الخارج، تقوم بواجبها الوطني كما ينبغي؛ هنا تصبح المخابرات الخارجية أيضا، المسماة “المديرية العامة للدراسات والمستندات” (#لادجيد) محل ريب وانتقاد لدورها في هذه الوظيفة الحيوية والحساسة؛ وهنا يصبح محل تساؤل مشروع مدى أهلية المنتسبين لهذا الجهاز، بكل امتيازات وتعويضات المنصب، الذي في الغالب يتخذه كثيرون مجرد وظيفة للبريستيج؛ والعبد الضعيف إلى الله، كاتب هذه السطور، شِيء له أن احتك عن قرب بنماذج من الذين يحظون بنيل هذه الوظيفة، ذات سنوات، عندما اجتاز وراء أسوار #تواركة وداخل المشور في العاصمة، اختبار التوظيف في هذه المؤسسة، ولم يكن يعلم أنها هي.. و #خليونا_ساكتين بدون تقديم تفاصيل أكثر!!
الإشكال يهم أيضا قيمة مؤسسة تضخ الدولة في ميزانيتها الملايين، اسمها “مجلس الجالية المغربية بالخارج”، التي باتت مؤسسة ريعية بامتياز تجمع ما يمكن تسميتهم #الأعيان، إسوة بأعيان الغرفة الثانية بالبرلمان، مثلا، فتنفق عليهم الملايين في الرحلات والإقامات في فنادق 5 نجوم. وعندما يريدون إظهار أنهم “يخدمون” #الوطن، ينظمون ندوات بالملايين، يرددون فيها فقط كلاما خشبيا بخسا، ويعزفون النغمات البليدة المشروخة: المغرب أجمل بلد في العالم، ومرحبا بكم في بلدكم، وقولوا “العام زين آلبنات”.. وهلُم تطبيلا وتشطيحا!!
اليوم كل شيء يظهر عاريا مكشوفا مفضوحا.. إذا لم تكن كالجندي الذي لا يتخلى عن سلاحه، طرفة عين، ولا ينال منه الفتور ولا الكسل، ولا يتخذ من وظيفته مناسبة استجمام له ولأهليه وأقاربه، تماما كما هو الجندي الذي استجاب مؤخرا لنداء الواجب، في #الكركرات وكان الرجلَ المناسب في المكان والوقت المناسبين، وحقق النصرَ كما عادته.. وإذا كنتَ لا تستطيع تحشيد المواطنين، وهُم بالملايين في بلد كاسبانيا، فعُد إلى الوطن واكتفِ بوظيفتك البيروقراطية واترك مكانك للذي يستحق.. والسلام و#خليونا_ساكتين
ملحوظة: المقالة نشرها كاتبها بداية في شكل تدوينة، كما هي، على حسابه في فيسبوك