إلى متى يتشبث النظام الجزائري بخيار التجاهل لمطالب الشعب رغم غليان الشارع؟

0

يواصل الداعمون لخيار الاستمرارية تمسّكهم بترشيح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، متجاهلين غليان الشارع الجزائري الرافع لمطلب التغيير عبر مسيراته الحاشدة المتواصلة منذ يوم 22 فبراير الماضي.

ورغم وصول رسالة الشعب إلى العالم بأسره، لاتزال السلطة تصم آذانها عن سماع صوت الشعب الرفض لخامسة النظا، وفق ما كتب موقع “كل شيء عن الجزائر”.

ورغم نجاح الجزائريين في تنظيم مسيرات سلمية بطريقة عفوية عبر أكثر من أربعين ولاية، بما فيها الجزائر العاصمة التي لاتزال وإلى غاية اليوم الأحد 24 فيفري تعيش على وقع المسيرات المطالبة بتغيير النظام. تواصل أجنحة النظام “حكومة وأحزابا موالية” تمسّها بخطاب الاستمرارية التي تراه حجر الأساس لاستكمال معركة بناء الجزائر.

خطاب أكدته رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي وجّهها اليوم الأحد للعمال الجزائريين بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، والتي قرأها وزير الداخلية نور الدين بدوي من أدرار. وهي الرسالة التي تعدد فضائل الاستمرارية التي تجعـل حسب نص الرسالة “كل جيل يضيف حجـرة على ما بُني قبله، استمرارية تضمن الحفاظ على سداد الخطى وتسمح بتدارك الاخفاقات الهامشية، استمرارية تسمح للجزائر بمضاعفة سرعتها في منافسة بقية الأمـم في مجال الرقي والتقـدم”.

وتأكيدا على خطاب الرئيس المنتهية ولايته في نص الرسالة التي تأتي أقل من 72 ساعة من المظاهرات، يشدّد مدير حملة المترشح بوتفليقة الوزير الأول الأسبق عبد المالك السلال، في تصريح له اليوم على ضرورة الالتزام بحفظ سلم وأمن البلاد وتجنب الفوضى، مؤكدا “حتى وإن كان الشباب غير موافق على استمرارية النظام فلا داعي للفوضى”. و فيما حرص سلال على تأكدي أهمية الدعم الذي حظي به خيار الاستمرارية من قبل مشايخ الاّ انه تعمد عدم الإشارة الى أصوات المحتجين الذين كانوا في استقبال الوفد الرسمي الذي تنقل الى عاصمة الطوارق اليوم الأحد.

من جانبه لم يتأخر الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، في التعبير عن دعم المركزية النقابية لمترشح النظام عبد العزيز بوتفليقة، وعاد سيدي السعيد المحسوب على النظام الى التأكيد على خطاب التخويف من الشارع محذرا من العودة الى سنوات الدم والدموع. وطال سيدي سعيد الذي رافع عن فضائل الاستمرارية الطبقة العمالية بأن “ترد الدين الى بوتفليقة الذي لم يتأخر عن تلبية طلبات الاتحاد العام للعمال الجزائريين يوما”.

حزب الجبهة التحرير الوطني لم يفوت فرصة التأكيد على ان صوت النظام اعلى من صوت الشارع، حيث خرج منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب أمس السبت، بتصريح مثير من وهران وصف فيه “بوتفليقة بأنه مرسول من الله الى الجزائر”. متهما المعارضة بتحريك الشارع و السعى إلى إشعال الفتنة.

و فيما جاء خطاب رئيس تجمع أمل الجزائر عمار غول، أكثر هدوءا معترفا بشرعية مطالب المواطنين. تتجه انظار الراي العام نحو مبنى زغوت يوسف مترقبة نزول الوزير الأول أحمد أويحيى يوم غد الاثنين، لعرض بيان السياسة العامة للحكومة، أمام نواب الشعب ، و هي الخرجة التي توصف بالمهمة لدى المراقبين باعتباره الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي وأحد أكبر الداعمين للعهدة الخامسة للرئيس بوتفليقة. ليبقى خروجه المنتظرا بوصلة لفهم موقف السلطة من حراك الشارع الجزائري.

الناس

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.