ائتلاف حكومي جشِع وُمدلّس وكسُول.. وجبان!

0

نورالدين اليزيد

لأن الساحة الإعلامية أصبحت، في غالبيتها، تُسبّح بُكرة وأصيلا، بحمد السلطة وتهلل وتطبل لهذه الحكومة “غير المحترمة”، وبالموازاة مع الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى عيد العرش، وهو ما تفاعل معه المواطنون بقوة، لأنهم رأوا فيه ولمسوا ملِكا، يتحدث حديثهم ويشعر بما يشعرون من تغوّل للمال واللوبيات، فإن هناك حدثا مرّ في صمت مريب، تماما كما يمر اللصوص والسراق في جنح الظلام!

أتحدث عن البلاغ الصادر عقب اجتماع مكونات التحالف الحكومي، مساء يوم الجمعة الماضي، والذي جمع قيادات ورؤساء أحزاب “الأحرار” و”الاستقلال” و”الأصالة والمعاصرة”. وهو اللقاء الذي حسِبانه، كما أخبرنا حزب “البام”، أنه سيتناول وضع القدرة الشرائية للمواطنين؛ وحرفيا جاء في بلاغ حزب “التراكتور”، بأن دعوته حليفيه الحكوميين للاجتماع، جاء بعد “متابعته المفتوحة للتطورات التي تعرفها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا؛ وتفاعلا مع التعبيرات المجتمعية المختلفة التي عبرت بشكل حضاري عن تضررها من ارتفاع الأسعار” (في إشارة واضحة إلى حملة هاتشاغ “اخنوش ارحل” المنددة بارتفاع الأسعار)، ثم أضاف، و”الاطلاع على بعض الاقتراحات العملية للتخفيف من حدة الأزمة”!!

قادة الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي، بعد اجتماعهم هذا، أظهروا كثيرا من اللامسؤولية، ومن اللامبالاة، ومن الاحتقار والتبخيس إزاء “التعبيرات المجتمعية”. وهو ما قد يكون له ما بعده. وبالنتيجة، فإن كل المسؤولية حينئذ ملقاة على مثل هؤلاء السياسيين، الذين يقامرون بمستقبل وطن وبأمنه وسلمه الاجتماعي، وينبغي حينها محاكمتهم سياسيا وحتى قضائيا إن اقتضت الظروف، لماذا؟

اجتمع الثلاثي الحكومي المغضوب عليه شعبيا، وأكلوا ما لذ وطاب من الحلوى بمختلف أشكالها وألوانها طبعا، وضحكوا بوجوههم الصفيقة الصلبة أمام الكاميرات المواكبة لبهرجتهم، وأصدروا بلاغا وكلاما خشبيا تافها بخسا، لا تساوي قيمته حتى الحبر الرخيص الذي صيغ به. بل الأنكى من ذلك والأمَر، وبكل وقاحة الكون ورعونة السياسيين البلداء، تحدثوا بقاموس يمتح من سنوات “قولوا العام زين !!”، بما حبل من شعارات “الأوراش الكبرى” و”المنجزات”… وووو !! ولم يعبأوا بالمرة والمطلق بهذا الذي سماه “البام” “التعبيرات المجتمعية”، ومرّوا مرور غير الكِرام الأرعنين، الذين لا يلقون بالًا ولا اهتماماً لهموم وتعبيرات المواطنين!

قادة الأحزاب المشكلة للائتلاف الحكومي، بعد اجتماعهم هذا، أظهروا كثيرا من اللامسؤولية، ومن اللامبالاة، ومن الاحتقار والتبخيس إزاء “التعبيرات المجتمعية”. وهو ما قد يكون له ما بعده. وبالنتيجة، فإن كل المسؤولية حينئذ ملقاة على مثل هؤلاء السياسيين، الذين يقامرون بمستقبل وطن وبأمنه وسلمه الاجتماعي، وينبغي حينها محاكمتهم سياسيا وحتى قضائيا إن اقتضت الظروف، لماذا؟

لأن الأسبوع الذي انعقد فيه هذا الاجتماع “الحميمي” الأهوج، بين هؤلاء الذين يديرون شأننا العام، للاحتفاء بما لذ وطاب من أكل وشراب، بعد ضمان -طبعا- الرواتب الدسمة والتعويضات الفاحشة من ريع المناصب، وبعد تبادل القهقهات الخرقاء، وهم يصيغون بلاغهم ذاك البليد، (هذا الأسبوع)، اجتمع فيه وزير الداخلية، كما نقلت بعض المصادر، بكبار أرباب شركات توزيع المحروقات، وحثَّهم على ضرورة التضامن والتحلي بالمواطنة الصادقة، والتخلي عن “الجشع”، أو هكذا قال، في تفاعل لـ”أم الوزارات” مع نبض المجتمع؛ وعندما تتحرك وزارة الداخلية، مثل هذه الخطوات، وفي ظل تأجج الغضب الشعبي، فلأنها تعرف حجم الخطر الداهم، على الأمن والسلم الاجتماعيين.

وبينما كان من البديهي، ومن الحكمة، أن يلتقط هؤلاء الأرعنون السذج، الذين يتولون التدبير الحكومي، الرسالة من وزير الداخلية، ضربوا صفحا عن الموضوع وتجاهلوه، كما تجاهلوا “التعبيرات المجتمعية” المتصاعدة احتجاجا وتنديدا!

ولكي تعرفوا أن هذا الائتلاف في وادٍ، وواقع المغاربة في وادٍ جارف ثانٍ، فإن خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش ليوم السبت 30 يوليوز 2022، جاء هو الآخر ليفضح قِصر رؤيتهم وكسلهم وجُبنهم، أمام مواجهة المشاكل المجتمعية، وعدم قدرتهم على الإبداع، بل حتى على التفاعل مع نبض المجتمع وآهاته ومعاناته، على الأقل من باب إبداء التفهم والتضامن؛ فأبى الملك محمد السادس، إلا أن يسير على نفس نهج ما بدأته “السلطة”، في شخص وزير داخليتها، ودعا هو الآخر، إلى التصدي للمضاربين الجشعين ومحاربة ارتفاع الأسعار. ليبدو هذا التحالف الثلاثي تائها مرتبكا عاريا من أية ملكة تدبيرية أو اجتهاد رصين أو رؤية ثاقبة لمستقبل البلاد والعباد..

أخيرا، نريد من حزب “التراكتور”، الذي يقوده شخص ادعى بتنطع فريد، ذات يوم، أنه مطلع ويعرف حتى لون جوارب المواطنين، أن يعطينا تفسيرا لخرجته الطائشة الشريدة، وأين يمكن تصنيفها؛ أضِمن خانة التدليس والكذب على الناس، أم أنها مجرد مزايدة رخيصة وخبيثة على حليفيه؟

#خليونا_ساكتين

ملحوظة: هذه المقالة نشرها صاحبها بداية على شكل تدوينة مطولة على حسابه في الفيسبوك

[email protected]

https://www.facebook.com/nourelyazid

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.