ارتياح روسي على أعلى مستوى من موقف الرباط في الأمم المتحدة وموسكو توجه سياحها إلى المغرب بدل أوروبا

0

يبدو أن تبريرات وأسباب إقدام المملكة المغربية على عدم التصويت على القرار الأممي الذي أصدرته الجمعية العامة، قبل أسبوع، والذي يدين روسيا لغزوها جارتها أوكرانيا، بادت اليوم أكثر وضوحا من أي وقت مضى، بعد الكشف عن ارتياح روسي على أعلى مستوى إزاء الموقف المغربي، بالموازاة مع إعلان موسكو توجيه السياح الروس صوب الوجهة المغربية بدل الأوروبية، والعمل على تعزيز الشراكة التجارية المغربية الروسية. 

فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا والمغرب في نهاية عام 2021 بنسبة 42٪ إلى 1.6 مليار دولار، حسبما أفاد الممثل التجاري للاتحاد الروسي في المغرب “أرطيم تسينامدزجفريشفيلي” (Artem Tsinamdzgvrishvili)، الأربعاء 9 مارس الجاري، لوكالة “طاس” الروسية.

وأكد المصدر ذاته أنه “بنهاية عام 2021 زاد حجم التبادل التجاري بين روسيا والمغرب بنسبة 42 بالمائة وبلغ 1.6 مليار دولار. وتبقى المملكة المغربية الشريك التجاري الأهم لروسيا في إفريقيا”.

وتابع المتحدث بالوكالة قوله: “تظهر الصادرات الروسية إلى المغرب اتجاها إيجابيا واثقا. ففي عام 2021 نمت بنسبة 60 بالمائة، وهذا هو أفضل مؤشر بين جميع دول القارة، كما ارتفعت الواردات من المغرب في نهاية العام ونمت بنسبة 11 بالمائة، وبلغ الميزان الإيجابي للتجارة الثنائية 778.4 مليون دولار.

وأضاف “إنه لمن دواعي السرور أنه بالإضافة إلى النمو المتوقع في حصة قيمة المواد الخام، ولا سيما المواد الكيميائية والبتروكيماويات والمعادن، فقد احتلت المنتجات عالية التقنية حصة كبيرة في الصادرات الروسية. وزادت شحنات المركبات التجارية من روسيا إلى المغرب 6 مرات، والمنتجات الغذائية، وكذلك منتجات اللب والورق 3 مرات. وفي عام 2021، تم تسليم لحم البقر والعسل الروسي إلى المغرب لأول مرة “.

وقال تسينامدزجفريشفيلي إنه بالإضافة إلى ذلك، بدأ توريد الزجاج المسطح. الآن في المغرب هناك طلب كبير على هذا النوع من الزجاج، بعد انخفاض مستوى الإمدادات في سنوات الوباء لعامي 2020 و2021، فضلا عن نقص الكميات اللازمة في المستودعات ومشاكل تنظيم اللوجستيات من الصين. ويبلغ الحجم السنوي لواردات المملكة من الزجاج نحو 250 مليون دولار”.

منتجات جديدة من روسيا

وأضاف المتحدث ذاته “ظهر عدد من السلع في الصادرات الروسية عام 2021 لم يسبق توريدها للسوق المغربي، وهي الغازات البترولية والمحروقات الغازية، ومحركات الاحتراق الداخلي، ومستحضرات التجميل، وصفائح الزجاج، ومعدات تحضير التبغ، والآلات الكهربائية والميكانيكية المنزلية ولحوم الأبقار المجمدة والعسل”.

“بشكل عام، أود أن أشير، يقول المسؤول الروسي، إلى زيادة كبيرة في المشاريع الروسية المغربية المشتركة الحالية.وفي عام 2022، نتوقع زيادة في عدد الشركات الروسية الصغيرة والمتوسطة الحجم في السوق المغربي. أعتقد أن المهمة التجارية لمركز التصدير الروسي (REC)، المخطط لها للعام الحالي، يمكن أن تصبح أداة فعالة”.

إلى ذلك قررت شركة الخطوط الملكية المغربية (RAM) زيادة عدد الرحلات إلى روسيا. ومن المتوقع أن يصبح المغرب أحد الوجهات السياحية الرئيسية للروس في المستقبل القريب.
وبحسب مصدر دبلوماسي مغربي، فإننا نتحدث عن إطلاق رحلة أسبوعية ثالثة بين الدار البيضاء وموسكو في المستقبل القريب، إضافة إلى الرحلتين اللتين تعملان حاليا. كما يمكن زيادة عدد الرحلات في المستقبل المنظور من خلال افتتاح شركة طيران ستربط روسيا بأكادير والصويرة. وستتمكن شركات الطيران الروسية إيروفلوت وإس 7 إيرلاينز أيضًا من تسيير رحلات على هذه المسارات، بحسب ما نشر موقع التمثيل التجاري لروسيا الاتحادية بالمملكة المغربية.

بالموازاة مع ذلك وجه المجلس التنسيقي للمنظمات والمواطنين الروس في المغرب، والتمثيلية التجارية لروسيا في المغرب دعوة للمواطنين الروسيين، من أجل الإقبال على السياحة في المغرب بدل أوروبا، ليصبح الوجهة الرئيسية للراغبين في السياحة خارج البلاد، وهو ما تزامن مع قرار الناقل الجوي المغربي الرئيسي عزمه إضافة رحلات جوية جديدة تربط موسكو بعدد من المدن المغربية.

ووكان موقع  “maghreb-intelligence”، نقل عن دبلوماسيين مغاربة كشفهم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قد وجه رسالة شكر إلى السلطات المغربية، عبر القنوات الدبلوماسية، معبرا عن ترحيب روسيا بالقرار الذي اتخذه المغرب في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة يوم الأربعاء ما قبل الماضي.

جدير بالذكر أنه خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا حول النزاع الروسي الأوكراني آثر المغرب عدم المشاركة في عملية التصويت، وهو ما طرح عدة تساؤلات حول خلفيّات القرار المغربي، علماً أنه يعتبر حليفاً تقليدياً للولايات المتحدة الأميركية.

وبحسب ما جاء في بيان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، في توضيح للموقف المغربي، فإنَّ عدم مشاركة المغرب لا يمكن أن يكون موضوع أيّ تأويل بخصوص موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا.

وجدَّد بيان وزارة الخارجية الموضح لموقفه من التصويت ما أعربت عنه الحكومة المغربية في بيان سابق صدر يوم 26 فبراير 2022، عبرت فيه “عن قلقها وأسفها من تطوّر التصعيد العسكري”، وشددت على “احترام سيادة الدول”، داعيةً الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تسوية نزاعاتهم بالطرق السلمية.

عبدالله توفيق

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.