اغتيال عالم نووي إيراني في العاصمة طهران وأصابع الاتهام تشير إلى الموساد الإسرائيلي

0

أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية في بيان، أورده التلفزيون الرسمي، مساء الجمعة، وفاة العالم النووي البارز محسن فخري زاده، بعد وقت وجيز من استهدافه من قبل “عناصر إرهابية” قرب طهران.

واتهمت إيران بشكل مباشر إسرائيل بالوقوف وراء حادث اغتيال رئيس منظمة الأبحاث والابتكار بوزارة الدفاع الإيرانية محسن فخري زاده، في هجوم مسلح على سيارة تقله مع فريق الحماية الخاص به في منطقة آبسرد التابعة لدماوند في العاصمة طهران.

يُعد محسن فخري زاده من أكثر العلماء نفوذاً في مجال الأبحاث العلمية في إيران، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مؤامرةً لاغتياله كانت قد فشلت في السنوات الماضية.

وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، أعلن عن “مؤشرات جدية لدور إسرائيلي” في اغتيال العالم النووي البارز، وكتب عبر حسابه على تويتر “قتل إرهابيون عالماً بارزاً اليوم. هذا العمل الجبان، مع مؤشرات جدية لدور إسرائيلي، يُظهر نوايا عدوانية يائسة من قبل المنفذين”.

خبير استخباراتي إسرائيلي رجح أن يكون فخري زادة ضمن قائمة
مسرح العملية الإجرامية نواحي العاصمة الإيرانية طهران (الجمعة 27 نونبر 2020)

تغريدة ظريف سبقتها تغريدة أخرى للمستشار العسكري لخامنئي يتهم إسرائيل بمحاولة التحريض على حرب شاملة بقتل العالم النووي الإيراني.

تعليق إسرائيلي

عادة ما تلتزم إسرائيل الصمت الرسمي حيال أي عمليات خارج الحدود، أو تكشف عن تفاصيلها في وقت لاحق، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علق الجمعة، على نبأ اغتيال العالم الإيراني محسن زاده بجملة “غير مألوفة”.

حيث نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن “رئيس الوزراء نتنياهو صرّح في مؤتمر صحفي الجمعة، بعد إعلان نبأ اغتيال العالم النووي الإيراني، قائلا: “لا أستطيع مشاركة كل ما فعلته هذا الأسبوع”.

يُذكر أن اسم محسن فخري زاده، واحد من خمس شخصيات إيرانية ضمن قائمة أقوى 500 شخصية في العالم وفق مجلة فورين بوليسي الأمريكية.

وتم تصنيف فخري زاده باعتباره “عالماً أول في وزارة الدفاع ودعم القوات المسلحة الإيرانية والمدير السابق لمركز أبحاث الفيزياء (PHRC)” في 24 مارس/آذار 2007، على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد إيران.

وكان الخبير الاستخباراتي الإسرائيلي “رونين بيرغمان”، قد رجح في حديث إلى “القناة العاشرة” الإسرائيلية أن يكون فخري زاده ضمن قائمة “الموساد” السوداء، نظراً لدوره البارز في برنامج إيران النووي، مضيفاً أن خطة اغتياله وُضعت جانباً، على الأرجح، في عهد حكم سلف نتنياهو بمنصب رئيس الحكومة، إيهود أولمرت.

“تذكروا هذا الاسم جيداً”!

اسم العالم الإيراني محسن فخري زاده، ليس غريباً على نتنياهو، فقد ذكره رئيس الوزراء الإسرائيلي من قبل في مؤتمر صحفي عام 2018، ليكشف عن ما أسماه “الأرشيف النووي السري” الإيراني، الذي تمكن الموساد من الحصول عليه.

وعرض نتنياهو حينها صورة للعالم محسن فخري زاده، واصفاً إياه بأنه “رجل الظل” الذي ترأس “مشروع عماد” الإيراني، الذي هدف حسب إسرائيل والغرب إلى تطوير أسلحة نووية.

وقال نتنياهو” “تذكروا هذا الاسم جيداً، -مشروع عماد- توقف بعد عام 2003، لكن زاده لا يزال يلعب دوراً رئيسياً في البرنامج النووي الإيراني”.

العالم الإيراني فخري زاده ليس الأول في قائمة العلماء الإيرانيين الذين اغتيلوا في السنوات الأخيرة، فقد اغتيل أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين وهم مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد، ومصطفى أحمدي روشن، في طهران خلال عامي 2010-2012، باستخدام القنابل المغناطيسية في اغتيال ثلاثة منهم، وأطلق الرصاص على أحدهم أمام منزله.

ولطالما حامت الشبهات حول إسرائيل في تنفيذ سلسلة الاغتيالات التي استهدفت العلماء النوويين الإيرانيين منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

لكن في حالة واحدة فقط (اغتيال أستاذ الفيزياء البارز مسعود محمدي عام 2010 بجوار منزله)، أعلنت السلطات الإيرانية القبض على”مجيد جمالي فشي” الحاصل على الميدالية البرونزية في الملاكمة، الذي اعترف في تسجيل تلفزيوني بتنفيذ عملية الاغتيال، وتلقيه تدريبات على يد الموساد الإسرائيلي، وحصوله على جواز سفر إسرائيلي و120ألف دولار، مقابل تنفيذه العملية؛ ليتم بعدها محاكمته والحكم عليه بالإعدام.

توتر قادم في المنطقة..

وكالة رويترز نقلت عن قيادي من الحرس الثوري الإيراني على تويتر، قوله، تعليقاً على اغتيال العالم محسن فخري زاده : “سنثأر لقتل العلماء النوويين كما فعلنا في الماضي”.

بينما أشارت قناة “كان” العبرية الرسمية، إلى أن نتنياهو قال خلال المؤتمر الصحفي، الجمعة: “أود أن أقول لكم إن هناك شيئاً ما يتحرك في الشرق الأوسط، وإن أمامنا فترة متوترة”.

وكانت وكالة رويترز أفادت بأن البنتاغون الأمريكي امتنع عن التعليق على مقتل العالم النووي الإيراني فخري زاده. إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعاد نشر تغريدة لصحفي إسرائيلي قال فيها إن: “اغتيال العالم (النووي) يوجه ضربة لإيران”.

تقارير أمريكية ذكرت مؤخراً أن الرئيس ترمب طلب خيارات لمهاجمة موقع نووي إيراني رئيسي، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم اتخاذ هذه الخطوة.

صحيفة نيويورك تايمز قالت حينها إن المستشارين أقنعوا ترمب بعدم المضي قدماً في تنفيذ الضربة بسبب خطر نشوب صراع أوسع.

لكن قدوم الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض، -وهو من أنصار العودة إلى الاتفاق النووي الأمريكي مع إيران-، يمكن أن يحمل توجهاً أقل حدة في التعامل مع طهران، وهو ما لا تحبذه تل أبيب.

لم تعلن إسرائيل صراحة مسؤوليتها عن عملية الاغتيال الأخيرة. ومع ذلك، أشارت جميع وسائل الإعلام الإيرانية إلى الاهتمام الذي أبداه نتنياهو سابقاً بفخري زاده؛ لذلك يُعتقد أن عملية الاغتيال هذه تخاطر بلا شك بإثارة التوترات في أنحاء الشرق الأوسط.

الناس/متابعة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.