الأمن يستعمل خراطيم المياه والقوة لتفريق مسيرة لمهنيي الصحة وسط العاصمة الرباط+صور وفيديو
أسفر تدخل السلطات الأمنية بالعاصمة الرباط مع استعمال خراطيم المياه، اليوم الأربعاء 10 يوليوز 2024، لتفريق مسيرة احتجاجية وطنية لمهنيي الصحة، عن إصابات في صفوف المحتجين بعضها بليغة، وتوقيف عدد من المحتجين.
وشهدت ساحة باب الأحد وسط العاصمة الرباط صباح يومه الأربعاء ومحيط الساحة حضورا أمنيا مكثفا قبيل انطلاق المسيرة، التي كان مخططا لها أن تنطلق من الساحة العريقة وتسير في اتجاه مقر البرلمان، احتجاجا على ما يصفه المحتجون بتنكر الحكومة ورئيسها لمطالبهم.
وما لبثت قوات الأمن أن تدخلت بعدما أعطوا أوامر للمتظاهرين بفك التجمع، لتشرع العناصر الأمنية في الاحتكاك بالمتظاهرين واستعمال خراطيم المياه القوية لتفريقهم، وسط استنكار أصحاب البزة البيضاء الذين رفعوا شعارات منددة بقمع مسيرة احتجاجية سلمية دعت إليها ثمان نقابات صحية.
وبالإضافة إلى خراطيم المياه، تدخلت عناصر القوات العمومية لدفع وتفريق الأطباء والممرضين وتقنيي الصحة، ومنعهم من مواصلة مسيرتهم التي تأجلت من الأسبوع الماضي إلى اليوم بسبب وفاة والدة الملك محمد السادس.
توقيفات وإصابات..
أفادت مصادر نقابية أن السلطات الأمنية في الرباط أوقفت على إثر تدخلها لتفريق المسيرة اليوم الأربعاء عدا من المشاركين في مسيرة مهنيي الصحة، والتي دعا إليها التنسيق النقابي بقطاع الصحة.
وكشفت ذات المصادر في إفادات صحفية أن عدد الموقوفين على خلفية المشاركة في مسيرة اليوم، وصل إلى أزيد من 20 شخصا، من بينهم أطباء وممرضون وإدرايون، افترضت ذات المصادر إخلاء سبيلهم مباشرة بعد استكمال إنجاز محاضر في حقهم.
وفيما يخص الإصابات، علمت جريدة “الناس” أن العديد من المتظاهرين أصيبوا بدمات وجروح، بينما تعرض أحد الأطر الصحية المشارك في المسيرة الوطنية للمهنيين، إلى كسر على مستوى القدم، مما اضطر رجال الإسعاف نقله إلى المستشفى حيث ما يزال يرقد إلى ليلة الأربعاء الخميس، بينما لم تصدر توضيحات من السلطات في الآن.
نقابة تستنكر
في سياق ذلك استنكر المكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل التدخل العنيف وغير المبرر الذي استهدف المسيرة الوطنية الاحتجاجية السلمية لمهنيي الصحة دفاعا عن حقوقهم، اليوم الأربعاء بالعاصمة الرباط.
وأعلنت الفيدرالية، في بلاغ لها، عن تضامنها الكامل واللامشروط مع كافة مناضلات ومناضلي قطاع الصحة في معركتهم البطولية على إثر المنع غير المبرر للمسيرة الوطنية السلمية التي دعا إليها التنسيق الوطني بقطاع الصحة.
وأضافت النقابة ذاتها أن المسيرة الممنوعة تأتي في إطار البرنامج النضالي الذي تخوضه الأطر الصحية دفاعاً عن مطالبها العادلة والمشروعة وأمام تعنت الحكومة وتنكرها للوفاء بالتزاماتها.
وتوقفت عند القمع والاعتقالات التي تعرضت لها الأطر الصحية خلال المسيرة الوطنية، مستنكرة هذا التعامل مع الشكل الاحتجاجي السلمي.
وأعلنت النقابة مراسلة وزير العدل ووزير الداخلية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان بخصوص هذه الأحداث، داعية إلى إطلاق سراح الموقوفين على ذمة هذه الواقعة المؤسفة.
وجاءت مسيرة اليوم في إطار البرنامج الاحتجاجي التصعيدي الذي أعلن عنه التنسيق النقابي بقطاع الصحة، والذي يتضمن احتجاجات إلى جانب إضرابات أسبوعية، لثلاثة أيام، من الثلاثاء إلى الخميس، تشل المرفق الصحي منذ عدة أسابيع.
ويحتج مهنيو الصحة بسبب ما يسمونه تجاهل رئيس الحكومة لمطالبهم التي تضمنها اتفاق بين نقاباتهم والقطاعات الوزارية المعنية، على إثر سلسلة طويلة من اللقاءات في إطار الحوار القطاعي.
وتؤكد النقابات أنها لم تتلق أي رد بخصوص الاتفاق الذي تم رفعه لأخنوش منذ أشهر طويلة، والذي تضمن عدة مطالب، وهو ما أجج الاحتقان بالقطاع، ودفع مهنيي الصحة إلى التصعيد.
الناس/سعاد صبري