الأمير هشام العلوي يهاجم “المخزن” ويصفه بالمتوجس من الحراك الجزائري ولا يستبعد انتقاله إلى المغرب
في خروج إعلامي جديد، وانطلاقا من حسه “المخزني” وخلفيته الأكاديمية، حذر الأمير مولاي هشام، ابن عم الملك محمد السادس وصديقه في الطفولة، من مغبة انتقال عدوى الحراك الجزائري إلى المملكة العلوية المغربية، واعتبر ابن “دار المخزن” أن النظام المغربي سيكون في وضع محرج إذا ما نجح الحراك الشعبي في الجزائر.
وقال الأمير مولاي هشام، إن “المخزن المغربي سيكون في وضع حرج إذا نجح الحراك الجزائري”، وتابع متحدثا، خلال تقديم كتاب عن السلطوية في البلدان المغاربية في جامعة جورج تاون بواشنطن، نهاية الأسبوع الماضي، أنه “لا يوجد شيء اسمه الاستثناء المغاربي”.
وبحسب ما نقل عنه، الخميس، موقع “أصوات مغاربية”، فقد أكد الأمير الذي ينعته جانب من الإعلام المغربي بـ”الأمير الأحمر”، أنه “منذ مدة طويلة وفكرة الاستثناء المغاربي مختبئة في الخطاب السياسي وداخل الدوائر السياسية، وتعني أن الثقافة المختلفة لمنطقة شمال أفريقيا تجعلها لا تتأثر بالاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط”.
الأمير مولاي هشام برفقة الملك محمد السادس عندما كان وليا للعهد وقد كانا صديقين مقربين جدا
وأضاف الأمير أن فكرة الاستثناء المغاربي “وظفها رافضو الديمقراطية في المنطقة”، مشيرا إلى أن “فرنسا كانت وراء هذه الفكرة لتبرير حكمها الاستعماري، ثم استخدمتها بعض النخب خلال العقود الماضية للتأكيد على أن الأهم بالنسبة لمجتمعات شمال أفريقيا هو الاستقرار وليس التحول السياسي”.
وأكد أن “السياسة المغربية أيضا تضرب باستمرار على وتر الاستثناء، ولكن في الحقيقة البلد شهد اضطرابات كثيرة منذ 1960، مرورا بالانقلابين العسكريين في السبعينات، ثم احتجاجات 2011، وأخيرا حراك الريف في 2017″.
واعتبر الأمير مولاي هشام أن النظام المغربي “ضاق صدره، مؤخرا، بالمجتمع المدني الذي ينادي بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان”، مضيفا “رغم أن المغرب ليس مثل مصر أو دول الخليج، إلا أنه أصبح جد قاس في التعاطي مع المعارضة المدنية، مستخدما المؤسسة القضائية كأداة جديدة لقمع المعارضين”.
حركة 20 فبراير التي انطلقت بالموازاة مع الربيع العربي في سنة 2011 كانت السبب وراء
إدخال النظام مجموعة من الإصلاحات
وتحدث “الأمير الأحمر” عن الحراك الجزائري، قائلا: “الجيش الجزائري يحاول أن يتعلم من المخزن المغربي الأدوات التي وظفها ضد الاحتجاجات الاجتماعية، وكيف قام لاحقا بالالتفاف على التغيير”، معتبرا أن “العسكر سيحاول، مجددا، أن يعيد تدوير النظام نفسه بوجوه مدنية جديدة من دون أن يتغير شيء”.
واستدرك قوله: “لكن الحراك الجزائري اليوم يلتحق بالحراك التونسي والمغربي، وأساسا اليوم يحاول العودة لاستكمال مسلسل التغيير، الذي تعثر في التسعينات”.
وخلص الأمير مولاي هشام الذي يتخذ من الولايات الأمريكية المتحدة الأمريكية مقرا رسميا له ونادرا ما يتردد على المغرب، إلى أن النظام المغربي “يتابع ما يقع في الجزائر بتوجس، فإذا نجح الحراك هناك في الوصول إلى ديمقراطية حقيقية، سيجد المخزن نفسه في موقف حرج، إذ ستكون التغييرات التي جاء بها الحراك في المغرب متجاوزة”.
الناس-متابعة