الأنيق سعيد شيبا!

0

نورالدين اليزيد

قطيعتي بكُرة القدم الوطنية كمتابع مجنون لكرة القدم في أواخر التسعينيات، لم تمحِ من ذاكرتي إعجابي وتقديري الكبيرين لنجوم تلك الفترة الكُروية وما قبلها في الثمانينيات، وهي الفترة التي ستستمر إلى منتصف العشرية الأولى من القرن الحالي وتألق أسود الأطلس في أمم إفريقيا لسنة 2004 بتونس عند وصولهم إلى النهائي وخسارتهم بصعوبة أمام نسور قرطاج تحت إدارة بادو الزاكي أسطورة حراسة المرمى والتدريب كناخب وطني !

نورالدين اليزيد

من تلك الأسماء التي ترسخت بذهني نتيجة إعجابي الشديد بها، كان هناك اللاعب سعيد شيبا، لاعب الوسط الأنيق الذي يجيد اللعب عندما يلعب في البساط الأخضر، ويتقن الحديث عندما يصرح للصحافة، ويملأ الأجواء هدوءً ولُطفا من حيث المعاملة مع زملائه والمشرفين على كل الفرق التي لعب فيها سواء على المستوى الوطني من خلال فريق الفتح الرياضي والمنتخب الوطني، أو في السعودية ومنها إلى اسبانيا حيث كان تألقه هناك رفقة فريق كامبسطيلا، منتصف التسعينيات في الوقت الذي بدأ اهتمام المغاربة يزداد شغفا بالكرة الاسبانية، ثم فرنسا التي استقطبه فريق نانسي الذي اعجب به وهو يتألق إلى جانب أسود الأطلس في مونديال فرنسا 1998، فاسكتلندا التي ظلت أعين الاسكتلانديين مركزة عليه منذ اللقاء الملحمي بين فريقهم والنخبة في مونديال 1998، وبعدها اليونان فقطر ثم الإمارات قبل أن يعود للفتح الرباطي، وطيلة هذه المحطات قضى سنوات غنية من الاحتراف الفعلي الذي أفاده الشيء الكثير..

سعيد شيبا هذا الذي يقود فتيان/أشبال الأطلس حاليا، ويصنع معهم ملحمة كروية في الجزائر التي وصلها رُفقة فريقه الفتي كآخر منتخب يلتحق بالدورة الإفريقية الأممية، وفي ظل أجواء مشحونة سياسيا ومحتقنة بأشياء لا علاقة لها بالكُرة كما أقحمها ويقحمها جيراننا عنوة في ذلك، ليس مفاجئا ولا غريبا أن يكون صانعَ هذا الإنجاز الكروي الوطني الحالي الباهر، على الأقل بالنسبة للذين كانوا يضعونه ضمن خانة اهتمامهم وتقديرهم لأدائه، خُلقا وتقنيا؛ لأن هذا الإطار الوطني، وبعكس كثير من النجوم ممن يفضلون في الغالب الاستثمار في مجالات لجلب الثروة، وهذا حق لهم لا ينازعهم أحد في ذلك، فإن الأنيق سعيد فضل طيلة مساره الرياضي الكُروي أن يصقل تجربته الحياتية، ويغني تكوينه التعليمي والأكاديمي، في الرياضة وفي واللغة والتعلم عموما، بحيث طوّر كثيرا إمكانياته التواصلية، وأتقن ببراعة اللغات الحية حيث يتحدث بطلاقة بالإضافة إلى لغته الأم العربية التي يتحدثها لغة فصيحة مدرجة يفهمها حتى غير المغاربة فإنه يجيد أيضا اللغات الفرنسية والإنجليزية والاسبانية، بالإضافة إلى أنه اجتهد كثيرا في الحصول على شواهد تقنية للتدريب..

سعيد شيبا هذا الذي يقود فتيان/أشبال الأطلس حاليا، ويصنع معهم ملحمة كروية في الجزائر التي وصلها رُفقة فريقه الفتي كآخر منتخب يلتحق بالدورة الإفريقية الأممية، وفي ظل أجواء مشحونة سياسيا ومحتقنة بأشياء لا علاقة لها بالكُرة كما أقحمها ويقحمها جيراننا عنوة في ذلك، ليس مفاجئا ولا غريبا أن يكون صانعَ هذا الإنجاز الكروي الوطني الحالي الباهر، على الأقل بالنسبة للذين كانوا يضعونه ضمن خانة اهتمامهم وتقديرهم لأدائه، خُلقا وتقنيا؛ لأن هذا الإطار الوطني، وبعكس كثير من النجوم ممن يفضلون في الغالب الاستثمار في مجالات لجلب الثروة، وهذا حق لهم لا ينازعهم أحد في ذلك، فإن الأنيق سعيد فضل طيلة مساره الرياضي الكُروي أن يصقل تجربته الحياتية، ويغني تكوينه التعليمي والأكاديمي، في الرياضة وفي واللغة والتعلم عموما، بحيث طوّر كثيرا إمكانياته التواصلية، وأتقن ببراعة اللغات الحية حيث يتحدث بطلاقة بالإضافة إلى لغته الأم العربية التي يتحدثها لغة فصيحة مدرجة يفهمها حتى غير المغاربة فإنه يجيد أيضا اللغات الفرنسية والإنجليزية والاسبانية، بالإضافة إلى أنه اجتهد كثيرا في الحصول على شواهد تقنية للتدريب..

عمل بمجال التدريب ولو أنه كان غير منصف لكفاءته، بحيث بعدما أوكلت له مهمة في الدفة التقنية للمنتخب المغربي إلى جانب مصطفى حجي وبادو الزاكي، وبعد ما غادر تلك “الدفة” في هدوء عندما جاء إلى الإدارة التقنية الفرنسي هيرفي رونار، لم يُشرف قبل عودته للإدارة التقنية على مستوى المنتخبات الوطنية، إلا فرقا متواضعة من قبيل شباب الريف الحسيمي ونهضة الزمامرة، في الوقت الذي ظلت أندية وطنية عتيدة تتخبط وتعاني فراغا في إدارتها التقنية وتتقلب بين مدربين أجانب من الدرجة الثالثة أو الرابعة، دون أن تفتح المجال لإطار وطني ولاعب دولي يحمل رصيدا احترافيا محترما اسمه سعيد شيبا..

ويبدو أن إعادته للإدارة التقنية للمنتخبات الوطنية، على غرار وليد الركراكي، بفضل السياسية البراغماتية التي بدأ ينهجها مؤخرا رئيس الجامعة الكروية السيد فوزي لقجع، والتي أبرز تجلياتها “مغربة” الإدارة التقنية ومنح الثقة في الكفاءات الوطنية، وبعد التألق اللافت لأشبال الأطلس وتأهلهم لنهائي أمم إفريقيا ونهائيات كأس العالم، على غرار التألق التاريخي لأسود الأطلس بقيادة الأسطورة وليد الركراكي، سيجعل المسؤولين والمشرفين على كرة القدم الوطنية يعيدون النظر في كثير من أمور، خاصة في ظل استمرار أندية وطنية من قبيل الرجاء والوداد وأندية أخرى تتخبط في الحلول الترقيعية البليدة وضخ أموال طائلة في جلب مدربين أجانب لا يستحقون حتى إدارة فرق أحياء..

تبارك الله على ولاد البلاد وخلاص..

و #خليونا_ساكتين

ملحوظة: المقالة نشرها صاحبها على شكل تدوينة مطولة بداية على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي

Toutes les réactions :

45عبد السلام كشتير, Fouad Ferhane et 43 autres personnes

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.