الإبادة الجماعية لأعداء النفس والجسد البشري
أسماء أطرسى
المقصود هنا بالأعداء كل مكونات السيجارة القاتلة للحياة والوجود. تخيلوا معي للحظة أن يكون مسرح الجريمة المشروعة طبعا مكان واسع وموسع، عالٍ وواضح فيه كل مكونات تركيب السيجارة، وفي لحظة وجيزة تحدث الإبادة الجماعية للنيكوتين وثاني أوكسيد الكربون وكل المواد المعادية للراحة البدنية والنفسية للإنسان.
من المستحب أن يشارك كل أعداء السيجارة ويتسلحوا بالإيمان والقناعة والتغلب عن الشهوات ليزيحوا الأعداء المتكتلة في مكون سام يغزو الجسم البشري، يستعمر الرئتين، يرهق اليدين ويتحكم في الجانبين: الجسم و الروح.
إذن لنعلن الحرب على أعداءنا المجتمعين في سيجارة بخسة تلهي اليدين عن خير الأعمال وتسكت الشفتين عن ذكر الأماني والآمال وتهدم الرئتين من الجذور إلى الأطراف. كفانا تخريبا للجسم نصيب، كفانا تكليفا للروح حبيب وكفانا تعذيبا للنفس مجيب.
في يوم وليلة، تجرعنا مرارة الدم والقتال بين نفوس ستجتمع يوما حول نفس الآمال. فإذا كانت المعارك تتولد لأسباب سياسية اجتماعية أو تاريخية، فإن معركة الإبادة الجماعية لحظر دخول السيجارة هي حرب تجند معها كل الأعداء بل وتجمعهم حول هدف موحد: الإبادة الجماعية للسيجارة.
تخيلوا معي أن يتفق من لم يتفقوا سالفا حول فكرة الإبادة الجماعية للسيجارة. تخيلوا معي أن يجتمع من لم يجتمعوا سابقا وأن يتوافق من لم يتوافقوا سالفا حول فكرة توحدهم وتغنيهم عن شر العدو الذي يكسر جناح الصحة وسلامة البدن.
في غابة الوجود وأرض الموعد الموعود، يلتقي المحاربون وهم متسلحون بالعتاد ويعلنون الحرب بعد رفعهم لشعارهم الموحد: ” لنتحد ضد إبادة العدو. لا للسيجارة نعم للنضارة”. عندئذ يحزم الجيش أمتعته، يتسلح بخططه، يتقوى بأعمدته ويتجه الجميع للقاء العدو وفي يده أسلحة الدمار الشامل لعدو بلا روح ولا خير كامل.
أمام المطر، ينطفئ الدخان. مع الرعد والبرق ينجلي شر الزمان. تتوقف السموم عن التكاثر ويتعطل تيار التدخين. يا ويلتاه لما انطفأت سيجارتي!! يا سيدي يا سيدتي يا شاب يا شيخ يا نساء، سيجارتكم شر لكم تنخر نفوسكم وتلهي دماغكم. الحرب ضد الدخان تعلن بدايتها في كل زمان ومكان. لنتحد ضد الدخان، لننظف المكان وننقذ الأرواح والرئتين. اتحدوا ولا تلحدوا، فإيماننا جميعا بضرورة إبادة العدو لازمة والحرب ضده مستمرة ودائمة. غابة الدخان وارض الكربون وتراب النيكوتين ساحات حروبنا لإنقاذ أرواحنا والاستمتاع بوجودنا. شكرا لنضالكم من اجل قضية إنسانية وجودية دون حسابات خارجية أو سياسية.
…. سألوني خلايا الدماغ عن سر غيابي نهاية الاسبوع. هدفهم تعويدي على الكتابة بين رفوف المعرفة وأوراق الأفكار الهادفة. على هذا الأساس عدت وعددت، رجعت واسترجعت سلسلة الحرب ضد النيكوتين وحلفائه أعداء الصحة والحياة. ساحة المعركة ضد العدو مفتوحة. ارضها اشواك من الاماني تحز في النفس وتشجع الروح على الحرب ضد سيجارة تلهي عن الخير وتهوي بصاحبها الى ردهات الالام. معركتنا ضد النيكوتين مستمرة. ضد كل الألوان والاشكال السامة نرفع راية الحرب ضد نيكوتين قاتل يسود بفعله الجسم، تهوي المناعة الى حفرتين وتغرق العروق في الذنبين: ذنب الأذى وذنب التمريض او التسبب في المرض. لهذا يحضر الجيش الرافع لراية السلم البدني وفي جعبته الزاد والعتاد. نقيب الجيش عدو السواد، يلقي بالسرطان في كل واد، وتتحول النبرة الى مذياع متهالك صوته يتزلزل كالعاصفة التي تخرب كل زاد وعتاد، كل سقف ودواب.
يحمل الجيش أسلحته النارية ويتجه صوب مكان تجمع مكونات السيجارة القاتلة. في لحظة، يدهس الدخان بوصول أعداء مسلحة. يتكاثر النيكوتين ويرتفع مقياس ثاني أوكسيد الكربون، فيسود المكان وتصبح الساحة غماما أسود. عندئذ، يرفع الجيش أسلحة الدمار الشامل، يرددون شعار الفلاح والنجاح ويطلقون نيران الحياة التي تودي بحياة نيران كربونية. يوم يتساءل النيكوتين ما خطب هذا الجيش العنيد؟ هل للسيجارة هو غير مجيب؟ أم له –هو- فكرة أن التدخين شر بلا وعد وضده نحن الوعيد؟ أهو خير الشرور أم سر كل الأمور…؟
وتستمر المعارك الدامية بين مؤمنين بخير الصحة وآخرين لاهين عن خير الوجود، يجتمعون للشر وبكربون السيجارة لاهون. سيجارة تلهي ولا تشفي تقتل ولا تقاتل تستعبد ولا تعبد. فهل لجيش الدمار الشامل ان يستمر في مسلسل الإبادة الجماعية لمكونات السيجارة وأعداء الخير البشري؟ بالتأكيد مستمرون وضد السيجارة مجندون. وبهذا إذن تستمر الحرب ضد عدو الراحة: سيجارة تستهلك بمرارة. أجل وبالتأكيد مستمرون وضد السيجارة مجندون. نحن جيش بأسلحة نارية تقضي على كل شجرة تتغذى على السموم. سموم هي أصل كل الهموم. سموم سيجارة ألوانها الظاهرة روعة وباطنها شوكة. في صباح كل يوم جديد، يتسلح الجيش برغبة من حديد. صلابتها تتغذى على واقع مرير يقوي الجيش ولو في أصعب الظروف. بلباس مانع للسموم يقي الجسم من سيجارة الهموم، بزي دافع للخراب يحمي العروق من سيجارة الذنوب، يتسلح جنود الخير ورايتهم ترفرف عاليا ضد جبروت النيكوتين وطغاة الكربون. على عتبة الحلبة العسكرية، تتشابك ايدي الجيوش لترفع وعد الوفاء من اجل خدمة صالح الجسم والبدن، خدمة صالح العباد والبلاد.
نحو الإبادة الجماعية للسيجارة متوجهون، ضد النيكوتين متسلحون، أعداء الكربون نظل ونكون. عندئذ تتعالى أصوات الإبادة. يتبارز النيكوتين مع الرئتين، فتتصدى أسلحة الدمار الشامل لأعداء العروق، تسحقهم من الغروب حتى الشروق. وعندما تنجلي شمس الوجود، يسود محيط الكربون فيختنق بلهيب الخير وينطوي الكبريت على جانبيه من شدة صلابة الدفاع وهجوم جيش تحرير الجسم البشري من احتلال عدو سام ينخر الجسد ويعذب الوجود.
ومع حلول قمر المساء، تذوب سموم الكربون وتضعف مكونات السيجارة من شدة صلابة جيش صامد يرفرف علمه عاليا ضد كل أعداء الجسد والعروق. بالروح بالدم نفديك يا جسد، بالروح بالدم نبقى على العهد. صامدون وضد سموم السيجارة محاربون.
جيش التحرير كخلية نحل تتكتل أعضاءها لتقوية مناعتها ضد أعداء السلم البدني والسلام الروحي. حتى مساءا، وعند عودة الجيش الى الثكنة العسكرية، يستمر النقاش حول خطط إبادة السيجارة والقضاء على أعداء النضارة. على مائدة الطعام يتغذى الجسم العسكري على مواد مقوية تساعدهم على الصمود لبذل أكبر مجهود وحرق ساحة الشر النيكوتينية التي تغزو ارضا يسكنها جسد بشري ولد بلا دخان. سمر الليل قمر، نواته حرب ضد السم وشكله جهاد ضد الهم. مساءا يحتسي الجيش شاي المناعة ليحاربوا سرطان السيجارة.
رائحة الشاي تذهب العقل إيجابا فتسافر به نحو تحضير مخططات استراتيجية تولد ليلا على سمر الدجى وتطبق نهارا على بريق الشمس. تلك حكاية جيش يصبو الى حياة أحسن وجو أعذب، فيعلن حرب إبادة جماعية لأعداء الجسد. أشهر الجيش السيوف ليقتلوا شرا سكن، اطال، فأصبح للأسف مألوفا. لا للسيجارة.
ارفعوا أعلام النفس الصحي والروح الطيبة واقتلوا مكروبات النيكوتين التي تقضي على رئتين نفسهما زكية. نحو الحرب متوجهون وضد النيكوتين متضامنون.
لا لا ثم لا. ليست نهاية السرد ولا الحرب. وأنا في استراحة الغذاء، فاجأتني نبرة حبيب كان للسيجارة مجيب. “تعاطيت للتدخين عن مضض. صدمة حادثة سير كانت السبب”.. عندئذ تذكرت ضرورة الحرب ضد الدخان الذي استبد البدن والروح.
أنا عضو في جيش الإبادة الجماعية للسيجارة، واجبي بتر كل جذر سام يلوث شجرة الرئتين ويضعف عروق اليدين. مصرة على المضي قدما لمجابهة العدو وانقاذ كل المواد السامة، احتضنت الحبيب وكنت معه ضد السيجارة نحارب. أنظم معي لجيش التحرير رافعا شعار الإبادة الجماعية للسيجارة مقتنعا بجسامة الفعل الاجرامي للنيكوتين. أخبرته أن جيش التحرير خلية نحل لا تتعب لا تقهر ولا تغيب. نستيقظ كل صباح باكرا وننشد شعارنا الصحي مع تحية لعلم السلم الروحي في بلاد الصفاء الرئوي. لباسنا رمز جيش متجند ضد افات النفس والتنفس. سلاحنا منغرس في أيدينا وعلى خطوط الكف ترسم خريطتنا. ننحني لراية السلم الروحي لنتوجه صوب حلبات الحرب وساحات الذنب. ذنب هو أصله سيجارة تلهي الروح، تمرض الجسم وتلهي الدماغ عن خير الأعمال واعتد الافعال.
حينها تعالت أصوات الإصرار ونبرات التجنيد، والجيش يلوح برايات الحرب ليتجند أكثر يتقوى أكثر ويرمي رمحه صوب الهدف المنشود: تنفس بلا مجهود، رئتين صافيتين بلا سواد، ودماغ طبيعي بلا تخريب ولا تدنيس. “نحن جيش الإبادة الجماعية لأعداء الروح والجسد، صامدون وضد الدخان متحدون.”: بهذا يتسلح الجيش ليقضي على شر الوجود ويرجع للبدن والروح شكله المعهود.