التحقيق مع رئيسة جامعة كولومبيا المصرية الأصل بسبب استدعائها البوليس لمواجهة احتجاجات الطلاب ضد الحرب على غزة
صوّت مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية لصالح قرار يدعو للتحقيق مع إدارة الجامعة، بعد استدعائها الشرطة إلى طلبة وأساتذة متضامنين مع فلسطين عموما وغزة بشكل خاص، ومنددين بالعدوان الهمجي الإسرائيلي المتواصل ضدها، والذي يقترب من شهره السابع.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز“، فجر يوم السبت، أنه تمت الموافقة على القرار بأغلبية 62 صوتا، مقابل رفض 14 وامتناع 3 عن التصويت.
ويتهم القرار إدارة الجامعة بانتهاك البروتوكولات المعمول بها وتقويض الحرية الأكاديمية وانتهاك حقوق الإجراءات القانونية الواجبة لكل من الطلاب والأساتذة، بحسب المصدر نفسه.
وتعرضت رئيسة الجامعة، المصرية الأصل نعمت شفيق، لانتقادات كبيرة إثر قرارها الأسبوع الماضي استدعاء شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي، والتي قامت باعتقال أكثر من 100 طالب متضامن مع غزة، وكذلك بسبب شهادتها السابقة أمام الكونغرس، والتي اتهمها فيها اساتذة جامعيين بالاستسلام لمطالب الجمهوريين في الكونغرس بشأن حرية التعبير وتأديب الطلاب والأساتذة.
وكانت مجلة “إيكونوميست” اعتبرت في تقرير لها حول الاضطرابات التي اندلعت في الجامعات الأمريكية، أن ما فعلته جامعة كولومبيا من خلال استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي بأنه عمل كان سيئا أدى إلى ردة فعل سلبية على مستوى الولايات المتحدة.
وقالت “إيكونوميست” إن رؤساء الجامعات وجدوا صعوبة في التعامل مع حرية التعبير في الجامعات وسط التظاهرات المؤيدة لفلسطين، وبخاصة بعد المحاكمة التي تعرضت لها رؤساء جامعات وأدت إلى استقالة كل من رئيسة جامعة هارفارد وبنسلفانيا.
وبحسبها فالدرس الذي تعلمه رؤساء الجامعات الأخرى هو الظهور بمظهر المتشدد أمام موجة التظاهرات، ولكن هناك مخاوف من الإفراط في نهج إعادة تصحيح المسار. وكان المحفز للاحتجاجات الأخيرة هي دعوة جامعة كولومبيا في 18 أبريل شرطة نيويورك لدخول الحرم الجامعي وتفكيك مخيم احتجاج، حيث اعتقلت الشرطة أكثر من 100 محتج. وكتب جميل جعفر، مدير المركز في الجامعة الذي يتعامل مع الحريات المدنية أن القرار “كان مثيرا للقلق”، مضيفا إنه “لم يكن هناك ما يشير إلينا لخطر اعتصام أو احتجاج”، كسبب لتصعيد الوضع.
وبحسب شرطة نيويورك، فإن المحتجين الذين اعتقلتهم لم يمثلوا خطرا ولم يقاوموا اعتقالهم. وقالت ليلى صليبا التي شاهدت الاعتقالات “كان الأمر مخيفا” و“كل هؤلاء الشرطة الذين تدفقوا في كل مكان وكان بعضهم في كامل عتاده”. وأدى تفكيك المخيم إلى ظهور مخيم احتجاج جديد في ساحة قريبة.
وفي رسالة نشرتها رئيسة الجامعة، المصرية الأصل نعمت مينوش شفيق على موقع الجامعة، قالت فيها إنها قررت استدعاء الشرطة بعدما فشلت كل العروض، وأنها طلبت تدخل الشرطة “بسبب القلق الكبير على سلامة حرم جامعة كولومبيا”، إلا أن قرارها أشعل الوضع.
ويقول ديفيد بوزين، أستاذ القانون في الجامعة ”المفارقة هي أن محاولة تهدئة الأمور وتأكيد السيطرة على الحرم الجامعة أطلقت هذه العاصفة”.
ونعمت شفيق وشهرتها مينوش، من مواليد عام 1962 في الإسكندرية، وهي مصرية وتحمل أيضا الجنسيتين البريطانية والأمريكية. هي رئيسة جامعة كولومبيا العشرين منذ عام 2023، وكانت قبلها رئيسة كلية لندن للاقتصاد بين العامين 2017-2023. وشغلت منصب نائب محافظ بنك إنكلترا مسؤولة عن الأسواق والخدمات المصرفية، وعضو ببنك إنكلترا في لجنة السياسة النقدية بين العامين 2014-2017. كما كانت نائبة المدير العام لصندوق النقد الدولي، بين العامين 2011-2014.
الناس/وكالات