الجزائر والبوليساريو فرضوا الحرب.. الجيش المغربي يرد بـ”تشطيب” الانفصاليين من المعابر مع موريتانيا وينشئ حزاما أمنيا
يبدو أن صبر المغرب قد نفذ، فقرر التدخل لرد الأوضاع في منطقة لكركرات غلى حالته الطبيعية، قبل أن تعبث بها عناصر انفصالية تابعة للبوليساريو، أغلقت المعبر، وتمادت في استفزاز قوات الجيش المغربي الحدود.
وأفاد بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الجمعة، أن القوات المسلحة الملكية أقامت ليلة الخميس- الجمعة، حزاما أمنيا من أجل تأمين تدفق السلع والأفراد عبر المنطقة العازلة للكركرات التي تربط المغرب بموريتانيا.
وأوضح المصدر ذاته أنه “على إثر قيام نحو ستين شخصا مؤطرين من قبل ميليشيات مسلحة تابعة للبوليساريو، بعرقلة المحور الطرقي العابر للمنطقة العازلة للكركرات التي تربط بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، ومنع الحق في المرور، أقامت القوات المسلحة الملكية حزاما أمنيا بهدف تأمين تدفق السلع والأفراد عبر هذا المحور”.
وخلص المصدر ذاته إلى أن هذه العملية التي “ليست لها نوايا عدوانية تتم وفق قواعد التزام واضحة، تقوم على تجنب أي احتكاك مع أشخاص مدنيين وعدم اللجوء إلى استعمال السلاح إلا في حالة الدفاع الشرعي”.
ووصفت البوليساريو الخطوة المغربية بأنه “خرق ينسف نهائيا وقف إطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع عام 1991، بعدما أقدمت قوات الجيش المغربي في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة على فتح ثلاث ثغرات شرق ثغرة الكركرات”.
وقال بيان صادر عن البوليساريو صباح اليوم الجمعة 13 نوفمبر 2020، إن “هذا الفعل الدنيء واليائس تصدى له جيش تحريرنا الشعبي المغوار”، ولم تذكر البوليساريو ما إذا كانت تبادلت إطلاق النار مع الجيش المغربي، وهو ما لم يذكره أيضا بلاغ وزارة الخارجية المغربية.
لكن البوليساريو أضافت “بالمحصلة بدأت المعارك واندلعت الحرب المفروضة على شعبنا ومعها ولجنا مرحلة جديدة وحاسمة من كفاح شعبنا الأبي المدافع عن حقه المشروع في الحرية والكرامة والسيادة”.
ودعت قادة البوليساريو ميليشياتها إلى الاستنكفار قائلة “إن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تدعو كافة أفراد الشعب الصحراوي إلى الوقوف وقفة رجل واحد بالحزم المطلوب والشجاعة المعهودة ردا على العدوان الغاشم واستكمال تحرير الوطن المحتل بكل ما يقتضي ذلك من تضحيات وعطاء على طريق الشهداء الأماجد”.
وكان الملك محمد السادسهدد في خطاب المسير الخصراء الذي وجهه إلى الامة يوم 7 نونبر الجاري بالرد على تصرفات البوليساريو، وأكد الملك محمد السادس، يوم السبت 7 نونبر 2020، أن المغرب لن تؤثر عليه الاستفزازات العقيمة، والمناورات اليائسة، التي تقوم بها الأطراف الأخرى.
وقال الملك في خطابه الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، إن المغرب سيظل “ثابتا في مواقفه. ولن تؤثر عليه الاستفزازات العقيمة، والمناورات اليائسة، التي تقوم بها الأطراف الأخرى، والتي تعد مجرد هروب إلى الأمام، بعد سقوط أطروحاتها المتجاوزة”.
وفي هذا الصدد، أكد الملك الرفض القاطع “للممارسات المرفوضة، لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة”.
وشدد الملك على أن “المغرب، سيبقى، إن شاء الله، كما كان دائما، متشبثا بالمنطق والحكمة؛ بقدر ما سيتصدى، بكل قوة وحزم، للتجاوزات التي تحاول المس بسلامة واستقرار أقاليمه الجنوبية”، مضيفا “إننا واثقون بأن الأمم المتحدة والمينورسو، سيواصلون القيام بواجبهم، في حماية وقف إطلاق النار بالمنطقة”.
وفي ما يبدو أنه رد على خطاب الملك محمد السادس بمناسبة المسيرة الخضراء، الذي هاجم فيه أطروحة الانفصال وقال إنها باتت “متجاوزة”، أعلنت البوليساريو في اجتماع طارق لقيادتها حالة الطوارئ استعداد لأي احتمالات بما في ذلك العودة لحمل السلاح ضد المغرب.
وأعلنت ما تسمى الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، في بيان لها عقب اجتماع طارئ ترأسه زعيم الانفصاليين إبراهيم غالي، عن حالة الطوارئ القصوى، داعية “الشعب الصحراوي إلى التجند واليقظة”.
وأكدت القيادة الانفصالية عن الإعلان عن “حالة طوارئ قصوى، حاثة الشعب الصحراوي وجميع مؤسسات الحركة والدولة للتسلح بأعلى درجات اليقظة والتجند، لمواجهة كافة الاحتمالات بقيادة طليعته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء، ووادي الذهب وجيشها المغوار، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الانفصاليين.
وجاء الاجتماع الطارئ لقيادة الرابوني بمخيمات تندوف “لتدارس التداعيات المترتبة عن استمرار الاحتلال المغربي لخرقه للاتفاق العسكري رقم 1 ووقف إطلاق النار”، بحسب بيان الجبهة الانفصالية.
وكانت مصادر مطلعة أفادت لجريدة “الناس” أنقوات من الجيش المغربي وآليات ثقيلة قد تم حشدها على الجدار الأمني وبمحاذاة المعابر الحدودية مع موريتانيا تحسبا لأي طارئ.
وبعد تدخل الجيش المغربي ورد الوضع على ما كان عليه أعلنت البوليساريو حالة الاستنفار فجر الجمعة 13 نونبر، وأعلنت عن “توافد صباح اليوم الجمعة مئات الشباب الصحراوي أمام مقر (وزارة الدفاع الوطني)، وذلك تلبية لنداء الواجب الوطني من أجل الالتحاق بصفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي”، وفق بيان صادر عن قيادة الرابوني.
عبد الله توفيق