الدركية رحاب نماري.. حينما يجتمع شغف ترويض الكلاب بواجب خدمة الوطن

0

مهن عدة ظلت حتى عهد قريب حكرا على الرجال، ربما نظرا لصعوبتها والمشاق التي تتخللها. بيد أن هذه الفجوة بين الجنسين باتت تتضاءل بشكل لا تخطئه العين، وصارت المرأة تنافس الرجل في شتى المجالات، لا بل تتفوق عليه في بعضها.

الرقيب رحاب نماري مثال جلي لهذا الارتقاء والتفوق. فقد تمكنت هذه الدركية الشابة من اقتحام عالم ترويض “الكلاب العسكرية” داخل مصالح الدرك الملكي بكل شجاعة وإقدام لتفرض ذاتها بجدها ومثابرتها وشغفها الذي هو مفتاح نجاحها. إذ لم يكن تخصصها في ترويض الكلاب العسكرية صدفة محضة، بل كان حلما راودها، وهي تتحسس خطاها في مدارج الصبا، ولازمها إلى أن نالت شهادة البكالوريا ليحين بعدها وقت جعله واقعا عيانا.

وفي هذا الصدد، تقول الرقيب نماري، في بوح لقناة الأخبار “إم 24” التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 مارس من كل سنة: “كان أكبر أحلامي منذ الطفولة ارتداء البذلة العسكرية وخدمة الوطن، أيا كان المنصب أو الموقع”.

وبما أن الطرق تتعدد لخدمة الوطن، فقد قررت رحاب الالتحاق بصفوف الدرك الملكي سنة 2019. وبعد تكوين دام سنتين بمركز الدرك الملكي ببنسليمان، شمل المجالين المهني والعسكري على السواء، تخصصت في ترويض الكلاب العسكرية بالمصلحة المركزية لتكوين تقنيي التأنيس بتمارة، حيث اكتسبت جميع التقنيات المستخدمة في هذا المجال قبل أن يقع اختيارها على تدريب كلاب الدفاع والهجوم.

“كان دخولي لهذا المجال بدافع عشقي وبالغ اهتمامي بترويض الكلاب”، تقول الرقيب نماري قبل أن تستطرد: “صحيح أنني واجهت في البداية بعض التحديات، لكنني تمكنت من تجاوزها بفضل توجيه المؤطرين وشغفي بهذه المهنة التي أتاحت لي خوض تجربة فريدة من نوعها”.

تجربة تتقاسمها مع “رفيق” دربها “سايدر”، الكلب الذي تعمل حاليا على ترويضه للقيام بمختلف المهام المتمثلة أساسا في تقفي الآثار والكشف عن الجرائم والمتفجرات والبحث عن المخدرات.

ولتكوين فريق متلاحم وخلق علاقة تناغم مع الكلب، توجز رحاب وصفتها الناجعة في “بناء علاقة وطيدة قوامها الثقة والحب والعطاء”، مشددة على أهمية ربط أواصر الألفة والوفاء في الأسابيع الأولى بين الكلب والمروض لتحقيق الفعالية المرجوة على المستوى المهني.

وتحرص الرقيب نماري على ترويض الكلب وتدريبه على استعمال حواسه ومراقبة ردود أفعاله وتطوير قدراته على السمع والشم بغية الاستفادة منها في شتى العمليات والتدخلات.

ولا تخفي رحاب سعادتها وهي تتوجه كل صباح إلى قفص كلبها للانطلاق في تدريبات جديدة، مؤكدة أن كل يوم يمر عليها يزيدها تعلقا به وبمهنتها ويدفعها لمواصلة تأدية مهامها على الوجه الأكمل.

وبخصوص تعامل زملائها معها، أكدت مروضة الكلاب عدم وجود فرق بين الجنسين داخل المصلحة المركزية لتكوين تقنيي التأنيس التي “يسود فيها التعامل على قدم المساواة في إطار مهني يتسم بالاحترام والمعاملة الجيدة”.

وخلصت الرقيب رحاب نماري إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لمناسبة للفخر والاعتزاز بالمرأة المغربية التي أثبتت جدارتها بنجاحها في اقتحام شتى الميادين، حتى تلك التي كانت إلى زمن قريب حكرا على الرجال.

الناس/حسين الحساني (ومع)

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.