الريسوني في رسالة “وداع” مؤثرة من زنزانته يرفض التهم الموجهة إليه ويخبر الرأي العام باحتمال وفاته
في رسالة “وداع” مؤثرة، رفض الصحافي المعتقل والمضرب عن الطعام لازيد من 70 يوما، سليمان الريسوني، التهم الموجهة إليه، كاشفا أن حالته الصحية تدهورت، وملمحا على إمكانية وفاته.
ونشرت خلود مختاري زوجة الصحافي الريسوني رسالة منسوبة إلى زوجها، يؤكد من خلالها تدهور حالته الصحية، إلى درجة فقدانه ما يناهز 35 كيلوغرام من وزنه، وإصابة أحد ساقيه بشلل، إثر خوضه إضرابا على الطعام لأزيد من 70 يوما، مؤكدا انه بريء من تهمة هتك عرض أحد الأشخاص.
وقال الريسوني في رسالته: “لقد دخلت اليوم، الخميس 17 يونيو 2021، 71 يوما من معركة الأمعاء الفارغة، وهذا أمر لا تشكك فيه لا إدارة السجن ولا النيابة العامة، فهل يعقل أن يكون (بصحة جيدة من يضرب عن الطعام للشهر الثالث) ويفقد 35 كيلوغرما منذ اعتقاله، و18 كيلو منذ إضرابه، وأضحت قدمه اليمنى شبه مشلولة بإقرار طبيب وطبيبة السجن، وكذا البروفسور بوطيب الذي صدمني أمام بعثة المجلس الوطني لحقوق الانسان CNDH، التي زارتني يوم الأربعاء 16 يونيو، حيث قال لي: “للأسف لن تستعيد الإحساس برجلك اليمنى حتى وإن استعدت المشي بها بعد علاج طويل وترويض؟””.
وأضاف الريسوني: “إضرابي عن الطعام هو أقصى وأقسى شكل احتجاجي. ولا يقوى على ركوبه إلا من ظُلم ظلما كبيرا.. ، فهل كان البوعزيزي وهو يحرق نفسه جبانا؟!”، في رده على اتهام النيابة له بـ”الجبن”.
وردا على بلاغ وكيل الملك الذي ورد فيه أن الصحفي المعتقل هو من يطلب تأخير المحاكمة، قال سليمان الريسوني، إنه منذ اعتقاله يتطلع إلى اليوم الذي يتمكن فيه من “الكلام أمام محاكمة مستقلة وعادلة لأفضح الجريمة التي ارتكبت في حقي. أنا مستعد، بل متلهف للمحاكمة وأنا في كامل حريتي، هذا حقي وسوف أصل إليه: إما أمام محكمة الدار البيضاء أو محكمة الله”.
وفي ختام الرسالة التي قال إنها قد تكون الأخيرة أوضح دفاعا عن براءته بقوله: “-أنا أب لطفل لم يكمل عامه الثاني، ولو أني ضبطت شابا يعتدى على ابني “لا قدر الله” قد أفقد عقلي، ولا أتوقع ما يمكنني القيام به، ومع ذلك أقول: إن أنا هتكت عرض أحد، أو حاولت، أو حتى فكرت يوما في اقتراف مثل هذا الفعل، فاللهم سلط على إبني من يهتك عرضه”.
ثم زاد الريسوني في رسالته المؤثرة: “أنا الذي قد يقودني هذا الإضراب الممتد والمستمر، في أية لحظة إلى الموت، أقول: إن أنا احتجزت أحدا، اللهم احتجزني في نار جهنم ولا ترحمني ولا تخرجني منها أبدا”. ثم قال مودعا “إلى اللقاء…أين؟ لا أعرف”.
وكان سليمان الريسوني قد تم توقيفه بشبهة تعريض المشتكي للاحتجاز والاعتداء الجنسي، وقوبل طلب متابعته في حالة سراح بالرفض، ولذلك دخل في إضراب عن الطعام لم يستجب لمناشدات عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية لإيقافه حماية لصحته، دون أن يلبي الريسوني تلك المناشدات.
الناس/الرباط