
السعودية تحكم على خمسة بالإعدام وتبرئ مقربين من ولي عهدها في مقتل خاشقجي
قضت محكمة في السعودية بإعدام خمسة أشخاص، وسجن آخرين في قتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، العام الماضي.
وقتل خاشقجي، الذي كان منتقدا بارزا للحكومة السعودية، داخل قنصلية بلاده في اسطنبول بأيدي فريق من العملاء السعوديين.
وقال النائب العام السعودي إن القتل كان نتيجة “عملية مارقة” وأن 11 شخصا، لم يفصح عن أسمائهم، يحاكمون في القضية.
وقال النائب العام السعودي الاثنين إن، سعود القحطاني، المستشار السابق في الديوان الملكي حُقق معه، لكن لم توجه إليه تهمة “بسبب قلة الأدلة”، وإن العسيري وجهت إليه تهمة ولكن أخلي سبيله لقلة الأدلة.
كما برئ القنصل السعودي في اسطنبول محمد العتيبي.
ردود فعل
وصفت تركيا الأحكام التي أعلنت عنها السعودية بأنها أبعد ما تكون عن تحقيق العدالة، ودعت أنقرة السلطات السعودية إلى التعاون القضائي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، حامي أقصوي، في بيان “الأحكام المعلنة اليوم … بعيدة عن تحقيق توقعات بلادنا والمجتمع الدولي بكشف كل جوانب هذا القتل وتحقيق العدالة”.
وأضاف البيان أن هناك قصورا في العدالة، من مظاهره مصير جثة خاشقجي، وتصميم المحرضين على القتل، وعزم المتعاونين المحليين (إن وجد) على البقاء في الظلام.
وطالب البيان “بكشف كل الحقائق المتعلقة بهذه الجريمة التي وقعت في بلدنا … ويجب تحديد جميع المسؤولين والمحرضين ومعاقبتهم”.
وقال الأمين العام لمنظمة “مراسلون بلا حدود”، كريستوف دولوار، إن “العدالة لم تحترم” في قضية خاشقجي، بينما قالت منظمة العفو الدولية إن الحكم عبارة عن “تبرئة لا تحقق العدالة ولا تظهر الحقيقة”.
ما الذي قالته محققة الأمم المتحدة؟
وكتبت انييس كالامار المحامية التي شاركت في التحقيق المستقل الذي أجرته الأمم المتحدة في قتل خاشقجي، على حسابها على تويتر “وفقا لمصادري، قال النائب العام إنّ قتل خاشقجي كان بنية مسبقة، لكن ولي العهد قال إنه حادثة (…). فاحذروا إلى من استند القاضي”.
وكانت كالامار قد انتهت إلى أن قتل خاشقجي كان “إعداما خارج نطاق القضاء”. وطالبت بالتحقيق مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي.
ونفى بن سلمان أي ضلوع له في العملية، لكنه قال في أكتوبر/تشرين الأول إنه يتحمل “المسؤولية كاملة باعتباره قائدا في السعودية، خاصة وأن القتل ارتكبه أفراد يعملون للحكومة السعودية”.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان، إن المحاكمة التي جرت سرا لا تساير المستويات الدولية، وإن السلطات السعودية “عرقلت إجراء مساءلة ذات مغزى”.
كيف قتل خاشقجي؟
شوهد خاشقجي، الذي كان في 59 من عمره، لآخر مرة وهو يدخل القنصلية السعودية في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، للحصول على بعض الوثائق التي كان بحاجة إليها لإتمام زواجه من خطيبته خديجة جنكيز.
وقالت المحققة الخاصة، كالامار، بعد أن استمعت إلى تسجيلات صوتية أعدتها الاستخبارات التركية ويدعى أنها للمحادثات التي تمت داخل القنصلية، إن خاشقجي “ذبح بوحشية” في ذلك اليوم.
وكان نائب النائب العام السعودي، شلعان الشلعان، قد قال للصحفيين في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 إن القاتل تلقى أمرا من رئيس “فريق المفاوضات”، الذي أرسله إلى اسطنبول نائب رئيس المخابرات لإحضار خاشقجي إلى المملكة، “بطريق الإقناع”، أو “بالقوة” إذا لم ينجح الإقناع.
وانتهى المحققون إلى أن خاشقجي قيد بعد مقاومة وحقن بكمية كبيرة من المخدر، أدت إلى تلقيه جرعة زائدة تسببت في وفاته، بحسب ما قاله الشلعان.
وأضاف أن الجثة قطعت بعد ذلك، وسلمت إلى “متعاون” محلي خارج القنصلية. وحتى الآن لم يعثر على الجثة.
وأصر الشلعان على أن الأمير محمد “لم يكن لديه أي علم بذلك”.
من المسؤول؟
قبض على 18 شخصا في السعودية، وطرد خمسة مسؤولين كبار في الحكومة، في التحقيق الذي تجريه المملكة في القضية.
وكان من بين المسؤولين، نائب رئيس المخابرات السابق، أحمد العسيري، وسعود القحطاني، مستشار الديوان الملكي السابق.
وفي يناير/كانون الثاني، مثل 11 شخصا أمام المحاكمة في محكمة في الرياض لعلاقتهم بالقتل، وطالبت النيابة العامة بإعدام خمسة منهم. ولم يكشف عن هوية المتهمين.
وقالت كالامار في يونيو/حزيران إن الخمسة الذين يواجهون حكم الإعدام هم: فهد شبيب البلوي، وتركي مصرف الشهري، ووليد عبد الله الشهري، وماهر عبد العزيز مطرب، وهو ضابط استخبارات قالت الولايات المتحدة إنه كان يعمل للقحطاني، ودكتور صلاح محمد الطبيجي، وهو طبيب شرعي يعمل في وزارة الداخلية.
أما المتهمون الستة الآخرون فهم منصور عثمان أباحسين، ومحمد سعد الزهراني، ومصطفى محمد المدني، وسيف سعد القحطاني، ومفلح شايع المصلح، الذي قيل إنه كان من موظفي القنصلية، وأحمد العسيري، نائب رئيس المخابرات السابق.
وبحسب المقابلات التي أجرتها كالامار، فإن محامي المتهمين قال في المحكمة إن المتهمين موظفون في الدولة، ولا يمكنهم مخالفة أوامر رؤسائهم.
الناس/عن بي بي سي