المغرب له بدائل.. هل أجلت نيجيريا تنفيذ مشروع أنبوب الغاز العملاق الرابط بين البلدين؟
يُعوّل المغرب على الاستفادة من مشروع أنبوب الغاز النيجيري الذي اتفق البَلدان على تنفيذه مؤخرًا، لتكون الرباط نقطة عبور الغاز إلى أوروبا؛ ما يحقق للطرفين استفادة مالية ضخمة، إلى جانب استفادة المغرب محليًا من الغاز في تشغيل محطات الكهرباء، وتعويض الإمدادات التي توقفت من الجزائر، وفق ما نقل موقع “الطاقة” المتخصص.
ووبحسب الموقع ذاته، فبدلًا من تسريع وتيرة المشروع؛ فاجأت نيجيريا الجميع بتأجيل موعد الانتهاء من المشروع، الذي تتنافس عليه الجزائر أيضًا؛ إذ نقلت “الطاقة” عن موقع نايراميتركس المحلي، في 17 أبريل الجاري، تصريحات أدلى بها رئيس شركة النفط الوطنية المحدودة في نيجيريا “إن إن بي سي”، ميلي كياري، تحدث فيها عن هذا الإطار.
وقال كياري إن مشروع خط أنابيب نقل الغاز، الذي سيربط بين “آجاوكوتا – كادونا” و”كانو”، وتبلغ تكلفته الاستثمارية 2.8 مليار دولار، ستكتمل أعماله في الربع الأول من 2023، بدلًا من العام الجاري.
نيجيريا لم تتواصل مع المغرب
قالت مصادر مُطلعة، في تصريحات خاصة إلى “الطاقة”، إن الجانب النيجيري لم يتواصل -حتى الخميس 21 أبريل- مع وزارة الطاقة المغربية، أو يبلغها بهذه التطورات.
وأضاف المصدر المغربي أن “المملكة لديها بدائل كثيرة ستفكر فيها إذا توقف مشروع خط الأنابيب، لكن الأولوية حاليًا لتعزيز التنقيب عن الهيدروكربونات”، خاصة بعد الاكتشافات الأخيرة التي نجحت البلاد في تحقيقها، مثل حقل تندرارة.
وتابع: “لا نُنكر أهمية مشروع أنبوب الغاز النيجيري بالنسبة للمغرب، لكن في الوقت نفسه نتحرك في أكثر من مسار، ولدينا الكثير من البدائل”.
المغرب يرد
أرسلت “الطاقة” طلبًا رسميًا إلى وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب؛ للحصول على تعليقها، والرد على ما ذكرته لنا المصادر.
ونفت الوزارة، في ردها، صحة تأجيل هذا المشروع، أو وجود تطورات تتعلق به، قائلة: “لا مستجدات في ملف أنبوب الغاز النيجيري”.
واكتفت بالتعليق على جزئية “المغرب لديه بدائل كثيرة سيفكر فيها إذا توقف مشروع خط الأنابيب” بأنها “لا تعلم مصدرها ولا سياقها”.
وكانت نيجيريا والمملكة المغربية أبرمتا في يونيو 2018 في الرباط اتفاقيات من أجل تمديد خط أنابيب الغاز الإقليمي الذي سيشهد تقديم نيجيريا للغاز لدول في منطقة غرب إفريقيا الفرعية إلى المغرب وأوروبا.
وكان البلدان قد صادقا على هذا المشروع، خلال زيارة قام بها الملك محمد السادس إلى نيجيريا في دجنبر من سنة 2016، وهو أحد المشاريع الإستراتيجية التي أعلنت عنها المملكة من أجل المساهمة في التكامل الطاقي لإفريقيا، وتشرف كل من شركة النفط الوطنية النيجيرية والمكتب الوطني للهيدروكاربورات بالمغرب على المشروع.
وينتظر أن ينطلق هذا الخط من نيجيريا ويعبُر البنين والتوغو وغانا والكوت ديفوار وليبريا، مروراً بسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسينغال ثم موريتانيا، وصولاً إلى المغرب المحطة الأخيرة قبل مده إلى أوروبا.
الناس/متابعة