الملك معزيا في عائشة الشنا: كانت إحدى رائدات العمل الجمعوي والحقوقي ببلادنا

0

بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الناشطة الحقوقية عائشة الشنا، التي وافتها المنية، الأحد 25 سبتمبر، عن عمر يناهز 81 سنة بعد معاناة مع المرض.

ومما جاء في برقية الملك: “تلقينا ببالغ التأثر والأسى نبأ وفاة المشمولة بعفو الله، المرحومة عائشة الشنا، التي لبت داعي ربها راضية مرضية، تقبلها الله في عداد عباده المنعم عليهم بالجنة والرضوان”.

وبهذه المناسبة المحزنة، أعرب الملك لأفراد أسرة الفقيدة، ومن خلالهم لكافة أهلهم وذويهم ولسائر أصدقاء الراحلة المبرورة ومحبيها، “عن أحر تعازينا وأصدق مشاعر مواساتنا في رحيل إحدى رائدات العمل الجمعوي والحقوقي ببلادنا، والتي كرست حياتها الحافلة بالعطاء لخدمة المرأة المغربية والدفاع عن قضاياها بكل جرأة واستماتة ونكران ذات، مما أكسبها حب الناس وتقديرهم”.

وأضاف الملك: “وإذ نشاطركم أحزانكم، في هذا الرزء الذي لا راد لقضاء الله فيه، مقدرين ما كانت تتحلى به فقيدتكم العزيزة من دماثة الخلق، ومن غيرة وطنية صادقة، وحس نضالي إنساني متقد، لنسأل الله عز وجل أن يعوضكم عن رحيلها جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يشملها بواسع رحمته وغفرانه، ويجزل ثوابها على ما قدمت بين يدي ربها من خالص المبرات، وعلى ما أسدته لوطنها من جليل الخدمات، ويجعلها من الذين يجدون ما عملوا من خير محضرا، ويلقيها نضرة وسرورا”.

وختمت برقية التعزية الملكية بقوله تعالى: “وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون”. صدق الله العظيم”.

رحيل ناشطة حقوقية غير عادية..

وانتقلت إلى رحمة الله، يوم الأحد 25 سبتمبر 2022، الناشطة الحقوقية والمدافعة عن حقوق المرأة عائشة الشنا، وذلك عن عمر يناهز الـ 82 سنة بمستشفى الشيخ زايد بالدار البيضاء.

وكانت “الشنا” قد أدخلت المستشفى قبل يومين إثر مضاعفات صحية على مستوى الجهاز التنفسي، حيث خضعت للعلاجات الضرورية، إلا أنها أسلمت الروح إلى باريها بعد فشل جميع المحاولات.

وتعتبر عائشة الشنا، المزدادة في 14 غشت 1941 بالدار البيضاء، ناشطة اجتماعية مغربية ومدافعة عن حقوق المرأة، عملت كممرضة مسجلة وبدأت العمل بصفتها موظفة في وزارة الصحة بالمغرب مع النساء اللاتي تنقصهن الرعاية.

وفي عام 1985، أسست جمعية التضامن النسوي، وهي مؤسسة خيرية تقع في الدار البيضاء تهدف لمساعدة النساء العازبات وضحايا الاغتصاب، حيث حازت على عدة جوائز إنسانية مقابل عملها منها جائزة “أوبيس” عام 2009 والتي بلغت قيمتها مليون دولار.

وفي عام2002، اتصفت الجمعية بكونها منظمة رسمية غير حكومية، ثم حصلت بعد ذلك على تبرع من الملك محمد السادس.

في عام 1996، نشرت الشنا كتاب يسمى «البؤس: شهادات»، والذي سردت فيه عشرين قصة عن النساء اللاتي عملت معهن. وصف الكتاب بكونه «إعلان النسوية» وأيضاً «منوعات من القصص الحزينة». وحازت على جائزة في السفارة الفرنسية في الرباط، والتي ترجمت لاحقاً إلى اللغة العربية.

وصفت الشنا نفسها بأنها تتمتع بقلب مسلم ولكن عقلها علماني، ترجع شهرتها أثناء توليها منصب موظف في وزارة الصحة إلى عملها في المناطق الخاضعة للمحرمات الدينية والاجتماعية. بما في ذلك تنظيم الأسرة، ووضع الأمهات العازبات، ووضع الأطفال غير الشرعيين، ووضع ضحايا زنا المحارم.

تلقت انتقادات متوالية من الإسلاميين، الذين ادعوا أن عملها يجعل من فساد الأخلاق شيئاُ شرعياً. وفي عام 2009، حازت على جائزة أوبيس والتي يبلغ قدرها مليون دولار مكافأةً على عملها مع النساء المحتاجات للرعاية.

لقد كانت أول مسلمة تفوز بهذه الجائزة، وصرحت بأن أموال هذه الجائزة ستكون ضماناً لاستمرارية مؤسستها حتى بعد مماتها.

الناس/الرباط

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.