الملك يرد في خطاب المسيرة الخضراء على أطماع الجزائر وانحراف المحكمة الأوروبية
اتهم العاهل المغربي محمد السادس أطرافا لم يسمها بـ”استغلال قضية الصحراء للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي”.
وأضاف، في خطاب بثه التلفزيون المغربي الرسمي مساء الأربعاء بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء، “لهؤلاء نقول: نحن لا نرفض ذلك؛ والمغرب كما يعرف الجميع، اقترح مبادرة دولية، لتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، في إطار الشراكة والتعاون، وتحقيق التقدم المشترك، لكل شعوب المنطقة”، فيما يبدو أنه إشارة إلى الجزائر التي يرى مراقبون عديدون أن الإطلالة على المحيط الأطلسي هي ما يغذي عداءها الشديد للمغرب أملا في تقسيمه، وهو ما يبدو أن العاهل المغربي يرد عليه بدعوة الجزائر إلى الانخراط في مبادرة من قبيل التي اقترحها المغرب على دول الساحل، بهذا الخصوص.
بالمقابل أرسل العاهل المغربي رسالة قوية إلى النظام الجزائري، دون أن يسميه، معتبرا أنه “يستغل قضية الصحراء ليغطي على مشاكله الداخلية الكثيرة”، في الوقت الذي أرسل فيه رسالة أخرى لا تقل من حيث الصرامة عن سابقتها، وموجهة على ما يبدو إلى المحكمة الأوروبية التي أصدرت قرارا في الأيام الأخيرة ترفض فيه الاتفاقية الاتجارية المبرمة ما بين المغرب والاتحاد الأوروبي وتشمل المناطق الجنوبية الصحراوية للمملكة، قائلا في هذه الناحية: “هناك كذلك من يريد الانحراف بالجوانب القانونية، لخدمة أهداف سياسية ضيقة، لهؤلاء أيضا نقول: إن الشراكات والالتزامات القانونية للمغرب، لن تكون أبدا على حساب وحدته الترابية، وسيادته الوطنية”.
ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب والبوليساريو المدعومة من الجزائر بشأن الصحراء الغربية.
ووجه العاهل المغربي حيزا من خطابه للأمم المتحدة قائلا “لقد حان الوقت لتتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها، وتوضح الفرق الكبير، بين العالم الحقيقي والشرعي، الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين عالم متجمد، بعيد عن الواقع وتطوراته”.
وكان المغرب عبر، في أكتوبر الماضي، عن رفضه فكرة تقسيم الصحراء الغربية مع جبهة البوليساريو، التي أعاد طرحها مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا؛ فخلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي منتصف أكتوبر، قال دي ميستورا “لقد قمتُ، بسريّة تامّة، باستئناف وإعادة إحياء مفهوم تقسيم الإقليم مع جميع الأطراف المعنية”، وهو المقترح الذي لقي رفض البوليساريو أيضا.
وتحدث العاهل المغربي عن “الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، والدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي”، قائلا “بموازاة مع هذا الوضع الشرعي والطبيعي، هناك مع الأسف، عالم آخر، منفصل عن الحقيقة، ما زال يعيش على أوهام الماضي، ويتشبث بأطروحات تجاوزها الزمن”.
ومطلع الأسبوع الماضي، جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارة للمغرب، تأكيده اعتراف بلاده بـ”السيادة المغربية على الصحراء”، قائلا إن الحكم الذاتي هو “المقترح الأنسب” لحل النزاع بشأنها.
وقبل أربع سنوات، كانت الولايات المتحدة، في ولاية رئيسها المنتخب الثلاثاء، دونالد ترامب، قد اعترفت بـ”سيادة المغرب على الصحراء”، كما تبنت إسبانيا هي الأخرى موقفا داعما لخطة الحكم الذاتي التي اقترح المغرب، في 2007، منحها لأقاليم الصحراء كحل للنزاع.
الناس/الرباط