بعدما استثناها من رسائله.. أخبار عن زيارة الملك محمد السادس دول الخليج دون الإمارات
كشفت مصادر مطلعة، في إفادات إعلامية، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، يقوم بجولة رسمية في بعض الدول الخليجية، الأسبوع المقبل، تأتي في سياق الأزمة الخليجية، وأنباء عن توتر العلاقات بين الرباط وكل من الرياض وأبو ظبي.
ووفقا لإذاعة “مونت كارلو” الفرنسية، فمن المنتظر أن “يحل الملك محمد السادس في كل من المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان، لكنه لن يزور الإمارات العربية المتحدة”، مشيرة إلى أن “جولة قام بها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، شملت عددا من دول الخليج للتحضير للزيارة الملكية”.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية أن هذه الزيارة تأتي، في وقت برزت فيه بوادر أزمة مغربية خليجية كانت أبرز معالمها انسحاب المغرب من التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، ووقوف السعودية ضد ترشح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026، بالإضافة إلى الأزمة الأخيرة التي أدت إلى استدعاء الرباط لسفيريها في كل من الرياض وأبو ظبي للتشاور دون الإفصاح عن الأسباب.
ويقول المراقبون إن الرباط التي أعلنت على لسان وزير خارجيتها رفضها وصاية دبلوماسية من طرف دول الخليج، تحاول القيام بدور الوساطة لإنهاء الحرب في اليمن، وتصفية الأزمة بين الدوحة ودول الخليج، وبالأساس تهدئة التوتر الجديد في الملف الليبي والعودة للمسار السياسي الذي توجته محادثات واتفاق الصخيرات المغربية سنة 2016، حسب الإذاعة الفرنسية.
وكشفت نفس المصادر المصادر أن موضوع الجولة سيكون محادثات تتعلق بآخر التطورات على الساحة العربية، بما في ذلك الأزمة الخطيرة في ليبيا والصراع العربي الإسرائيلي، ولاسيما ما يروج له من “صفقة القرن” التي تهم خطة امريكية إسرائيلية بدعم من دول عربية رئيسية هي مصر والسعودية والإمارات كحل نهائي للقضية الفلسيطينة، وهو ما ترشحت عنه تسريبات ورفضه الفلسطينيون جملة وتفصيلا.
وكانت العلاقات بين الرياض والرباط شهدت بعض التوترات، خلال الأسابيع الماضية، حيث نقلت وكالة “أسوشييتد برس”، عن مسؤولين حكوميين (لم تسمهم) زعمهم، إن المغرب انسحب من التحالف الذي تقوده السعودية، في الحرب اليمنية.
وادعت الوكالة أن المغرب استدعى سفيره لدى المملكة العربية السعودية، لإجراء مشاورات بعدما بثت قناة العربية فيلما وثائقيا أغضب المغرب لأنه يدعم جبهة “البوليساريو” التي ترى أن سيادة المغرب على الصحراء “استعمار”.
ورغم أن السفير المغربي لدى السعودية أكد بنفسه خبر الاستدعاء “للتشاور”، في تصريحات مع موقع مغربي، نفى وزير الخارجية ناصر بوريطة ذلك الكلام، وقال إن “الخبر غير مضبوط ولا أساس له من الصحة ولم يصدر عن مسؤول، وأن تاريخ الدبلوماسية المغربية يؤكد أنها تعبر عن موقفها بوسائلها وليس من خلال وكالة أنباء أمريكية”.
والقصة كما ترويها الوكالة الأمريكية، تقول إن العلاقة متوترة بين البلدين منذ أن صوتت السعودية لغير صالح المغرب في ملف استضافة كأس العالم 2026.
ونتيجة لهذا التوتر، بدأ المغرب يقاطع اجتماعات التحالف لأنه اعتبر تصويت السعودية لصالح الملف الثلاثي بين أمريكا وكندا والمكسيك “خيانة”، واستمر التوتر غير المعلن، إلى أن خرج وزير الخارجية المغربي على قناة “الجزيرة” القطرية متحدثا عن أن مشاركة المغرب في اليمن “تغيرت”.
بعدها بثت قناة “العربية” السعودية فيلما وثائقيا، يدور حول الصحراء المتنازع عليها، ويدعم وجهة نظر جبهة البوليساريو التي تدعي أن المغرب غزاها بعد أن غادر المستعمرون الإسبان في عام 1975، وهو أمر لا يتهاون فيه المغرب مع أي دولة، إذ يقاطع أي دولة تتبنى وجهة النظر هذه، عندئذ استدعى المغرب سفيره للتشاور، وفقا لرواية الوكالة الأمريكية.
الناس