في خطوة تؤشر على انتقالها من موقف الحياد إزاء الحرب الروسية الأوكرانية، إلى الانضمام للمعسكر الرافض للغزو الروسي لجارته أوكرانيا، شاركت المملكة المغربية في اجتماع لحلف “الناتو” العسكري، ترأسته الولايات المتحدة الأمريكية، ودرس فيها المشاركون سبل تقديم الدعم لأوكرانيا.
وشارك المغرب من بين 43 دولة في القمة الدفاعية، ضمن دول من الشرق الأوسط، من بينها أيضا إسرائيل وقطر والأردن وتونس، بشأن الحرب في أوكرانيا، واستضافت القمة وقادها واشنطن، حيث ناقش المشاركون موضوع تزويد الجيش الأوكراني بأسلحة حديثة، الأمر الذي سيمثل أول تفاعل مباشر من المغرب مع حلفائه العسكريين.
وشارك المغرب بوفد رفيع ترأسه عبد اللطيف اللوديي الوزير المنتدب لدى رئاسة الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، حضر في المؤتمر الدولي الذي حمل اسم “المجموعة التشاورية من أجل الدفاع عن أوكرانيا”، الذي نظمته وزارة الدفاع الأمريكية بقاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا.
وتعتبر المشاركة المغربية في مؤتمر دعم أوكرانيا بألمانيا، تحولا في موقف الرباط، ومؤشرا على اصطفافها إلى جانب أمريكا ضد روسيا، بعدما كانت اختارت عدم التفاعل الدبلوماسي لاسيما في حملات التصويت لإدانة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
ووفق ما كشفت عنه مصادر مطلعة فإن هذا الاجتماع خُصص لمناقشة تقديم المساعدات الدفاعية الدولية لأوكرانيا، وأن أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى جانب 14 دولة أخرى من خارجه تلقت دعوة للحضور، كما حضره أيضا وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف.
وقال موقع Breaking Defense المتخصص في المواضيع العسكرية، إن قائمة الدول المشاركة تشمل 4 بلدان عربية، هي المغرب وقطر والأردن وتونس، إلى جانب مجموعة من الحلفاء العسكريين للولايات المتحدية الأمريكية، من مختلف قارات العالم، مثل إسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا والسويد وفنلندا وكينيا وليبيريا.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، إن “الهدف الرئيس لهذه الخطوة هو تنسيق المساعدات العسكرية الموجهة لكييف في حربها مع روسيا، بما في ذلك منحها مجموعة جديدة من الأسلحة الثقيلة تثمل في مدافع “هاوتزر”، وكذا تعزيز منظومتها الجوية الدفاعية بطائرات مسيرة عن بعد، مضيفا أن “الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة للغاية، وأوكرانيا في حاجة إلى دعم مستمر من أجل تحقيق التفوق في ساحة المعركة، وهذا هو الغرض من المؤتمر”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
ونظمت المؤتمر وزارة الدفاع الأمريكية بقاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، وترأسه وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بمشاركة دول أعضاء في حلف الناتو وأخرى من خارجه، وحمل اسم “المجموعة التشاورية من أجل الدفاع عن أوكرانيا”، ويهدف إلى تعزيز أمن أوكرانيا وسيادتها على المدى الطويل وتسليحها وتلبية احتياجاتها الدفاعية، في الفترة التي تلي الحرب. والهدف من المؤتمر هو تأمين أمن أوكرانيا وسيادتها على المدى الطويل.
وكان المغرب فضل عدم المشاركة بأي موقف بعدما لم يستعمل حقه في التصويت، إزاء القرار الذي صوتت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة، بداية شهر مارس الماضي، وأدان الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو الموقف الذي تقاسمه المغرب مع كل من أذربيجان وبوركينافاسو والكاميرون وإثيوبيا وغنينيا وغينيا بيساو وتوغو وتركمنستان وأوزباكستان وفنزويلا.
ووقتتها بررت الحكومة المغربية موقفها ذاك، وقالت وزارة الخارجية المغربية، في بيان حينها، “إن عدم مشاركة المغرب لا يمكن أن يكون موضوع أي تأويل بخصوص موقفه المبدئي المتعلق بالوضع بين فيدرالية روسيا وأوكرانيا”.
وأبرز البيان أن “المملكة المغربية تواصل متابعة، بقلق وانشغال، تطور الوضع بين أوكرانيا وفدرالية روسيا”، مشيرا إلى أن “المغرب أعرب عن أسفه إزاء التصعيد العسكري الذي خلف، مع الأسف، إلى حدود اليوم، مئات القتلى وآلاف الجرحى، والذي تسبب في معاناة إنسانية للجانبين، بالإضافة إلى أن هذا الوضع ينعكس على مجموع السكان ودول المنطقة وغيرها”.
وجددت المملكة المغربية تشبثها القوي باحترام الوحدة الترابية والسيادة والوحدة الوطنية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
عبدالله توفيق