بعيدا عن البروباغندا.. الجزائر تبعث وزيرا إلى المغرب لدعوته لحضور القمة العربية
بعيدا عن البروباغندا والدعاية المضللة التي خاضتها الدبلوماسية الجزائرية طيلة أشهر، متحرشة بالمملكة المغربية، وملمّحة على إمكانية إبعادها من المشاركة في القمة العربية المقررة في الجزائر بعد نحو شهرين، وفيما يبدو أنه رضوخ لتهديدات عربية للجزائر من مغبة إلغاء القمة في حالة استمرار استعداء المغرب، تعتزم الجزائر بعث وزير إلى الرباط لتوجيه دعوة للمملكة لحضور اجتماع القمة للجامعة العربية في نوفمبر المقبل.
وكشفت وزارة الخارجية المغربية، يوم أمس الأربعاء 7 سبتمبر 2022، إن وزير العدل الجزائري، سيزور المملكة لتسليم دعوة حضور القمة العربية التي يرتقب أن تعقد في الجزائر مطلع نوفمبر المقبل.
وكانت أخبار تم تداولها على نطاق واسع في الأيام الأخيرة، كشفت عن وجود تهديدات من أطراف عربية، خليجية بالخصوص، باحتمال إلغاء القمة العربية بالجزائر، بسبب عدم وجود اتفاق مع البلد المنظم على مجموعة من النقاط، خاصة فيما يتعلق برغبة الجزائر باستدعاء النظام السوري للعودة إلى مقعده بالجامعة العربية، وكذا في ظل استمرار تبني خطاب عدائي للنظام الجزائري ضد المغرب، الذي كشفت مصادر دبلوماسية، أن قادة دول الخليج اشترطوا حضوره في القمة كشرط لحضورهم فيها.
وأورد بيان صادر عن الخارجية المغربية أن “السلطات الجزائرية قررت، في إطار التحضير للقمة العربية المقبلة المقرر عقدها بالجزائر العاصمة في فاتح نوفمبر المقبل، إيفاد عدد من المبعوثين إلى العواصم العربية، حاملين دعوات إلى جميع قادة الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية”.
وأضافت الوزارة أنه سيتم إيفاد وزير العدل الجزائري إلى المغرب، بعد المملكة العربية السعودية والأردن؛ في حين سيسلم وزير الداخلية الدعوة نفسها إلى القمة إلى تونس وموريتانيا.
وتابع البيان أنه في هذا السياق سيتم استقبال وزير العدل الجزائري، عبد الرشيد طبي، بالمغرب.
وكانت إحدى الصحف المقربة من دوائر السلطة في الجزائر، المعروفة بتحاملها وتهجمها على المملكة المغربية، قد أشارت في وقت سابق، في خبر أقرب إلى البيان الرسمي، دون أن تذكر ذلك، إلى أن سلطات بلادها سترسل مبعوثاً خاصاً لدعوة المملكة المغربية لحضور القمة العربية، معتبرة أنه “وفق القاعدة المعمول بها، سترسل الجزائر مبعوثا خاصاً للمملكة المغربية، وهو ما يعتبر واجباً أخلاقيا وسياسيا، يستلزم معاملة جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة، لأن الأمر لا يتعلق بالعلاقات الثنائية، بل بعلاقات متعددة الأطراف”.
وبحسب الصحيفة (الشروق)، التي كان واضحا جنوحها لاستعمال لغة دبلوماسية، بدل مصطلحات تعتقدها قدحية من قبيل “مملكة المخزن”، فإنه “بهذا تكون الجزائر قد رفعت الحرج عنها وعن الدول الأعضاء، سواء بالموافقة أو رفض طلب الاستقبال الذي سترسله الجزائر”، مؤكدة أن “الجزائر شاركت سابقاً في قمتين عربيتين بالمغرب، في وقت كانت العلاقات بين البلدين تعيش قطيعة تامة”.
وفي غشت من سنة 2021، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، ثم أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية في وقت لاحق.
ومنذ ذلك الحين زاد العداء الإعلامي والتصريحات الرسمية المتهجمة على المملكة المغربية ورموزها، وفي مرحلة معينة هددت بشن حرب ضدها، وهي لغة التهديد التي سرعان ما اختفت من خطاب المسؤولين الجزائريين، مباشرة بعد توقيع المغرب وإسرائيل اتفاقية تعاون في مجال الدفاع والأمن.
إدريس بادا