بعيدا عن تقطير الشمع.. تبّون يهنئ محمد 6 بعيد العرش ويُذكر بروابط الأخوة وحسن الجوار والتعاون بين الشعبين الشقيقين
على الرغم من مواصلته “تقطير الشمع” على المغرب منذ مجيئه إلى قصر المرادية في خريف السنة الماضية، وخروجه إعلاميا في أكثر من مناسبة لاستفزازه المغرب، أبى الرئيس الجزائري إلا أن يغتنم مناسبة احتفال المغرب بعيد العرش ليُبرق مهنئا الملك محمد السادس بذكرى تربعه على العرش، ليعبر عن “سعيه الثابت لمزيد من توثيق روابط الأخوة وحسن الجوار والتعاون بين الشعبين الجارين الشقيقين”.
توصل العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمناسبة ذكرى عيد العرش، ببرقية تهنئة من رئيس الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية، عبد المجيد تبون، قال فيها الأخير “يطيب لي والمملكة المغربية تحتفي بالذكرى الحادية والعشرين لعيد العرش، أن أتوجه إلى جلالتكم بأصدق التهاني وأخلص تمنياتي للشعب المغربي الشقيق بمزيد التطور والرفاه”.
وأضاف الرئيس عبد المجيد تبون “وإنها لمناسبة أغتنمها لتأكيد عمق أواصر الأخوة الصادقة التي تجمع شعبينا الشقيقين، والتي تطبعها على الدوام قيم الترابط والتعاضد الراسخة في التاريخ المشترك، وبالإعراب في هذه السانحة الطيبة عن سعينا الثابت لمزيد من توثيق روابط الأخوة وحسن الجوار والتعاون بين شعبينا الجارين الشقيقين”.
وأعرب الرئيس الجزائري في ختام هذه البرقية للملك عن أسمى عبارات التقدير والاحترام.
ويسود جو من انعدام الثقة بين البلدين منذ وصول تبون إلى قصر المرادية في الخريف الماضي، وهو ما كرس الأزمة القائمة أصلا بين الشقيقين المغرب والجزائر، على خلفية ملف الصحراء حيث ما فتئت الجزائر تعلن دعمها بصراحة لأطروحة الانفصال، وتقدم الدعم المادي واللوجيستي والعتاد لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وبدا الرئيس الجزائري الحالي أكثر تشددا من سابقيه منذ خوضه انتخابات التسابق على رئاسيات الجزائر في خريف السنة الماضية، حيث أدلى في اكثر من مناسبة بتصريحات تربط أي تطبيع محتمل مع “المخزن” –كما يحب الجزائريون نعت النظام المغربي- بتقديم اعتذار للجزائر على إغلاق الحدود في العام 1994 على إثر اتهام الرباط وقتها المخابرات الجزائرية بالوقوف وراء تفجيرات فندق إسني بمراكش الإرهابية.
ومنذ ذاك الحين والحدود بين البلدين مغلقة، رغم تقديم المغرب والملك شخصيا أكثر من مبادرة في عديد من المناسبات لطي تلك الصفحة وفتح الحدود بين البلدين الشقيقين، وكانت الجزائر ترد على ذلك، بالإضافة غلى طلب الاعتذار من المغرب، بوقف ما يسميه الساسة الجزائريون تدفق المخدرات المغربية على بلادهم، وهو ما يعتبره مراقبون إنما هو هروب إلى الأمام، لتغطية الخلاف الرئيسي والأساسي بين البلدين وهو قضية الصحراء المغربية، حيث يؤكد النظام الجزائري أنه المعني الأول والأخير بالملف، وان البوليساريو إنما دمية وورقة يستغلها النظام الجزائري لتحقيق مآرب وأطماع في الصحراء.
عبدالله توفيق