بنكيران يهاجم بوعياش ولشكر وبنعبدالله ويلوح بمسيرة مليونية دفاعا عن مدونة أسرة ذات مرجعية دينية
شن عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يوم أمس الأحد 3 مارس الجاري، هجوما لاذعا على مذكرة المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول إصلاح مدونة الأسرة، واعتبر أنها تتعارض مع الدين والدستور ومع التأطير الملكي، ومع ما يريده المواطنون وما تؤكده استطلاعات الرأي حول تشبث المغاربة بإصلاح المدونة وفق المرجعية الإسلامية.
ووجه “زعيم” “بيجيدي” ورئيس الحكومة الحكومة الأسبق، خلال مهرجان حزبه حول إصلاح مدونة الأسرة، انتقاداته أيضا إلى حزبي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، وقال إنهما، وبعد اختلافات طويلة، قررا الاتفاق حول موضوع إصلاح المدونة، وشرعا في عقد الاجتماعات، وخاطب قائدي الحزبيني، إدريس لشكر ونبيل بنعبد الله قائلا: “ردو البال بينكم وبين الله.. و سأحترمكم إذا قلتم للمغاربة مابغيناش القرآن والمذهب المالكي، وإن كنتم تقولون هذا الأمر بطريقة مغلفة، حينما تتحدثون عن “المحافظة”، وهذا كتاب الله تريدون تغيير أحكامه، والمجتمع لا يتفق على ذلك، فأين الديمقراطية”؟!
ونوه بنكيران إلى كون وزير العدل عبد اللطيف وهبي “جمع النساء وقال لهن إن إصلاح المدونة سيكون محافظا، لأنكم لم تساندوني، وهذا تأجيج من عضو في اللجنة عليه واجب التحفظ”.
وأشار إلى أن تجريم زواج القاصر قد يؤدي إلى عدة نتائج سلبية، معتبرا أن التحجج بالدراسة واهٍ، فحوالي 350 ألف تلميذ يغادرون سنويا الأقسام، لا يتم الحديث عنهم، ويتم الحديث فقط عن حوالي 6000 فتاة تتزوج.
واعتبر أن من ينادون بتقنين الإجهاض “مجرمون وقتلة”، لأن الجنين من حقه أن يولد، ويجب ألا نتخلى عن المرأة في هذه الحالة.
كما توقف بنكيران على ما ستسببه المساواة في الإرث من خلاف وقطيعة بين الإخوة، وما سيسببه اقتسام الأموال بعد الطلاق من عزوف عن الزواج ضاربا المثل ب”رونالدو” وتزايد الطلاق، مشيرا في ذات الصدد إلى أن مدونة 2004 تسببت في ارتفاع الطلاق ب50% بسبب أن الطلاق بات من حق الطرفين،
وأضاف أن العنف ضد المرأة في أوروبا ودول أخرى أكثر من المغرب، وأن الإصلاحات التي هناك رغبة في إدخالها تسببت في عدة مشاكل بدول سبق أن طبقتها.
وشدد على أن إصلاح المدونة ينبغي أن ينبني على المرجعية الإسلامية، داعيا استفتاء حول هذا الأمر، وأضاف أن الشعب المغربي عليه أن يتحرك اليوم، و”إذا كان خاصنا نديرو مسيرة مليونية فنحن مستعدون لها مرة أخرى”.
ومنذ تنصيب الملك محمد السادس لجنة للتقدم باقتراحات حول إصلاح مدونة الأسرة دأب بنكيران على إثارة الموضوع أسبوعيا في لقاءاته الحزبية لحشد مزيد من الأنصار من المجتمع المغربي المحافظ، لاسيما بعد انتكاسة الحزب في انتخابات 2021 التي أكدت افتقاد الحزب “الإسلامي” لشعبيته التي اتضح أنها بنيت على شعارات انتخابية لم يلتزم له حزب المصباح بعد عقد وهو يتولى مقاليد رئاسة الحكومة، مما خيب ظن الناخبين فيه فكانت سقطته الكبرى في الانتاخابات الأخيرة، مما جعل زعيم الحزب لا يتردد في تجريب استعمال ورقة “مدونة الأسرة” بأبعاده الاجتماعية والدينية لعله يحشد من جديد قاعجة انتخابية من حوله تعيد حزبه إلى الواجهة.
الناس/الرباط