بيانَان مُلتبِِسان.. مِن قطر والمغرب!
نورالدين اليزيد
أول شيء يثير الانتباه في بيانَي الديوان الملكي المغربي، والديوان الأميري القطري، هو استعمال كل من الطرفين كلمة “تلقّى”/ استقبل، (تلقى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يومه الاثنين، اتصالا هاتفيا من أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر). يعني بالنسبة للديوان الملكي، فالملك #محمد_السادس هو مَن تلقى الاتصال، أي أن الأمير #تميم هو صاحب المبادرة والمُبادر بفعل الاتصال الهاتفي. وهي نفس العبارة التي استعملها بيان الديوان الأميري القطري (تلقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، اتصالا هاتفياً مساء اليوم، من أخيه جلالة الملك محمد السادس ملك #المملكة_المغربية الشقيقة).
ماذا يعني هذا؟ يعني غياب عنصر التدقيق، حتى لا نقول شيئا آخر، في لغة البيانين الصادرين عن كل من الديوان الملكي المغربي، والديوان الأميري القطري.
ملاحظة ثانية تهم مضمون بلاغ الديوان الملكي المغربي، الذي حاول كاتبوه ما أمكن استنطاقه أكثر مما لم تنطق به ربما المكالمة الهاتفية لأمير قطر. واتضح ذلك من خلال عدم تضمين الجملة التي تعمل الدبلوماسية المغربية على التسطير عليها وإبرازها للرأي العام، بما يفيد “أن الدولة الفلانية أكدت/جددت دعمها الثابت/الراسخ لوحدة المغرب الترابية، وسيداته على صحرائه، واعتبارها أن #مخطط_الحكم_الذاتي ذو مصداقية ويضمن تحقيق مصير وحقوق ساكنة الصحراء”!
ما يؤكد عدم سير مكالمة الأمير تميم في هذا الاتجاه هو طريقة الإعلان عن المكالمة، التي جاءت خجولة وفضفاضة: (جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك). إضافة إلى تضمينها أن الملك هو الذي اتصل (وهذه إشارة وحدها كافية لمن يهمه الأمر= #الجزائر طبعا)، عدا عن كونها تجعل بلاغ القصر الملكي المغربي في وضع الشبهة في تحريف الكلام! وإلا فقد كان مطلوبا من قطر التنويه صراحة في البيان الذي أصدرته دعمها لمغربية الصحراء، وعدم الاكتفاء بكلام مسترسل، لأنها أدرى بغيرها بما تمثله قضية الصحراء للملغرب، فكيف تعرض عن الإشارة إلى ذلك، ما لم تكن في نفسها إنّ مِن حتّى؟!
إصرار البلاغ الملكي المغربي على تحميل المكالمة ما لم تحتمل وتمطيطه (145 كلمة)، في مقابل بيان الديوان القطري (47 كلمة) يصبح يفتقد للمصداقية، ويجعل المستشارين بالقصر الملكي القائمين على صياغة بيانات الملك، محل انتقاد وموضع تساؤل مشروع حول أهليتهم وكفاءتهم وقدرتهم على إدارة دبلوماسية #المغرب و #القصر تحديدا، في ظرفية جد حرجة. لأنهم تعوزهم، على ما يبدو، الآليات والإمكانيات وروح المبادرة والإبداع، لأن إصدار مثل هذا البيان المختل من حيث الشكل، دون التواصل والتنسيق مع الجهة الأخرى (قطر)، يدعو إلى أكثر من سؤال!
صلب الموضوع: قطر لا شك أنها جد قلقة من التقارب المفاجئ والسريع الذي حدث مؤخرا بين #أبو_ظبي و #الرباط، وهو التقارب الذي ترْجمه ولي عهد أبو ظبي #محمد_بنزايد عمليا وبقوة، عندما بادر مؤخرا إلى الاتصال بالملك وأكد له صراحة دعم #الإمارات_العربية للمملكة في وحدة أراضيها، بل والإعلان عن فتح قنصلية في الصحراء، وخلال ساعات فقط بعد قطع المكالمة الهاتفية كان المسؤولون من الجانبين يدشنونها على الأرض..
خلاصة الكلام: بالنسبة للمغرب عليه التحفظ أكثر في التعامل مع جميع البلدان العربية، بدون استثناء، بما فيها #فلسطين، التي صدر عن دبلوماسييها تحرش بيّن وملحوظ بوحدة المغرب الترابية. وفي المقابل يجب تعزيز اللحمة الوطنية وتصفية الملفات العالقة المتعلقة بقمع الرأي والحريات، وكذا بالتعجيل بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية لكسب ولاء المواطنين، وهذا هو الأهم، ثم تكريس وتوطيد علاقتنا بالدول الإفريقية ودول آسيا وأمريكا اللاتينية أكثر. و #خلوينا_ساكتين
ملحوظة: هذه المقالة نشرها صاحبها في البداية كتدوينة على حسابه الفيسبوكي