تبنت نفس خطاب النظام الجزائري.. إيران ترد على اتهامات المغرب لها بزعزعة استقرار المنطقة
بعد مرور 24 ساعة على تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة المتهمة لطهران بتهديد السلم والأمن في المنطقة، رد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، على هذه الاتهامات الموجهة ضد بلاده بالتدخل في اليمن وشؤون الدول العربية.
وقال كنعاني أمس الثلاثاء 4 أكتوبر 2022، إنه “يجدر بالمغرب الرد على هواجس انعدام الأمن الذي يهدد المنطقة بسبب تطبيع المغرب مع الاحتلال”.
وأفادت وكالة “مهر” للأنباء، بأن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية “رفض المزاعم الكاذبة والمتكررة لوزير خارجية مملكة المغرب، الذي ادعى في تصريحات له تدخل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الشؤون الداخلية اليمنية والعربية”.
وقال كنعاني في بيان: “بدلا من الإسقاطات وتوجيه الاتهامات العارية من الصحة للجمهورية الإسلامية في إيران، يجدر بالمغرب أن يهتم وأن يرد على هواجس انعدام الأمن الذي يهدد دول وشعوب المنطقة بسبب تطبيعه للعلاقات مع نظام الفصل العنصري الصهيوني”، وهو الاتهام الذي يعتبره عدد من المراقبين أنه يتماهى مع الخطاب الرسمي للنظام الجزائري.
ونصح المتحدث الإيراني المغرب، وفق الوكالة الإيرانية ذاتها، “بقضاء وقته في حل مشاكل ومعاناة الشعب اليمني المظلوم، ووضع الأسس لتحديد مصير الشعب الصحراوي وفق أصول وأنظمة الأمم المتحدة، بدلاً من الاعتماد على الكيان الصهيوني لفرض أهدافه في المنطقة”.
وكان وزير الخارجية المغربية ناصر بوريطة، وجه الاثنين 3 أكتوبر 2022، اتهامات مباشرة إلى إيران “بتسليح الجماعات المتطرفة والكيانات الانفصالية داخل المنطقة العربية”، من بينها جبهة البوليساريو، بتسليمها الطائرات المسيرة عن بعد (الدرونز) بهدف “تقويض الأمن والسلم بالمنطقة”.
وقال وزير الخارجية المغربي، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك، الاثنين 3 أكتوبر2022 بالرباط، إن “طهران، بتبنيها لفاعلين غير حكوميين مسلحين، أصبحت تهدد السلم الإقليمي والدولي، عن طريق حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وتقنيات متطورة، على غرار الطائرات المسيرة”.
وأكد بوريطة أن “اليمن صارت مجالا للتدخل الإيراني عبر ميلشيات الحوثيين”، شأنها شأن “مجموعة من الدول العربية على غرار قصف إقليم كردستان العراق الذي يندد به المغرب والذي خلف ضحايا من المدنيين، كما تابعنا تدخلات في مجموعة من الدول الأخرى، سواء مباشرة أو عبر جماعات إرهابية ومسلحة، وعلى المجتمع الدولي أن يُحمل إيران مسؤوليتها في ما يحدث”.
وأشار بوريطة إلى أن الجماعات المسلحة التي تقلق الدول العربية لا تتمتع بالصفة الحكومية ولا مسؤولية قانونية لها، “وليسوا أطرافا في اتفاقيات نزع السلاح ولا في اتفاقيات استخدام الأسلحة، وبالتالي من عليه أن يتحمل المسؤولية أمام المجتمع الدولي هي الدول التي تسلمهم هذه الأسلحة، وإيران لا يمكنها أن تستمر في استغلال هذا الفراغ وأن تستمر في تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة العربية”.
ومن جهته جدد وزير الخارجية اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، التأكيد على موقف بلاده الثابت الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، وقال: “إننا نجدد موقف اليمن الثابت الذي عبرنا عنه مرارا، والذي يشكل موقفا أصيلا لليمن تجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية ولمغربية الصحراء”.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، قد اجتمع مع نظيره اليمني، أحمد عوض بن مبارك، أمس الاثنين، بالرباط.
وشدد الوزير اليمني على أن أي حل للنزاع المفتعل حول الصحراء “لا يمكن أن يكون إلا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية”.
وكان قيادي في جبهة البوليساريو، تحدث من الأراضي الموريتانية بعد استقباله رسميا، الخميس 29 سبتمبر 2022، من طرف الرئيس الموريتاني محمد الشيخ ولد الغزواني، عن سعي الجبهة للاستفادة من الطائرات المسيرة لتوظفها لتهديد أمن المغرب وسلامة أراضيه.
وكشف المدعو عمر منصور الذي يحمل صفة “وزير الداخلية” في “البوليساريو، عن تخطيط الجبهة للاستعانة بالطائرات المسيرة ضد المغرب بعد تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار، كما قال، وحرب البوليساريو التي لا يشعر بها أحد، والتي تقول إنها دخلتها بعدما قررت القوات المسلحة الملكية المغربية “التدخل وبقوة لإبعاد عناصر الجبهة من على معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا.”
ووفق ما نشرته مواقع إلكترونية تابعة لجبهة البوليساريو، فهذه الأخيرة “ستستخدم قريبا طائرات بدون طيار في الحرب ضد المغرب”.
يأتي ذلك في سياق الدعم، الذي لا تخفيه المعطيات والوقائع، من الجزائر وإيران للبوليساريو، من خلال مدها بالوسائل السياسية والمالية واللوجستيكية والعسكرية، التي توظفها لتهديد أمن المغرب وسلامة أراضيه.
الناس/الرباط