تدوينات لأجل شهداء الخبز الحافي في مصنع الموت بطنجة!
نورالدين اليزيد
ضحايا فاجعة طنجة يسائلون السلطات المحلية المتغاضية الطرف عن مصانع سرية تُشغل الآلاف من المعوزين، تحت الأقبية وفي المستودعات بدون تراخيص..
تسائل الأجهزة الأمنية التي تتربص بالإرهاب وبالحقوقيين وبالصحافيين، حتى وهم في أحشاء الأمهات، وفي غرف النوم، ولا تلقي بالًا لهذه المصانع الخارجة عن القانون..!!
فاجعة طنجة تسائل مفتشي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الفاسدين المرتشين وإدارتهم ورؤساءَهم، حيث يتفادون تطبيق القانون على مثل هذه المصانع والمحلات التي تشغل آلاف الأرواح الهاربين من الفقر، في محلات عمل أشبه بالمقابر الآوية لأجساد قد تُزهَق أرواحها في كل وقت وحين..!!
فاجعة طنجة تسائل وزير الشغل، معجزة أو أعجوبة زمانه، كما قدمه رئيس حكومته للمغاربة، في مباهاة سياسوية لا تنفع المغاربة ولكن تنفع فقط الزبانية الحزبية، بينما هو نفسه الوزير/المحامي الذي ضُبط متلبسا بعدم أداء أقساط الضمان الاجتماعي للعاملين معه في مكتبه للمحاماة، فكيف بمثل هذا المسؤول أن يطبق القانون على مصانع سرية، لا يحق لها بالمطلق وبالمرة، إقامة معامل تحت الأقبية السكنية، فبالأحرى أن تكون تؤدي أقساط الضمان للعاملين..!
الفاجعة تسائل وتفضح الحكومة الفاشلة في أي شيء لصالح المواطنين، وناجحة فقط في “تخراج العينين”، وفي الصفاقة وفي الوقاحة، وفي لوك الكلام الخشبي، عبر إعلام رسمي لا يقل لغة خشبية، وقد عاد منذ سنوات، ومن الباب الواسع، إلى فترة إعلام #إدريس_البصري، وزير الإعلام ووزير الداخلية الأسبق، الذي لا يهمه إلا ترديد لازمة “قولوا العام زين”، وغنُّوا مع القطيع أغاني “العهد الجديد الزاهر”، ولا يوجد ضمن قاموسه الإعلامي ما يسمى التحقيقاتِ المهنيةَ التي تميط اللثام عن فساد اللوبيات المتاجرة في آمال وأحلام الكادحين من أبناء هذا الشعب..!!
فاجعة طنجة وأرواح هؤلاء الشهداء تسائل الدولة، وتكذب شعاراتها البراقة، وتعري حقيقة لجانها العديدة، التي لا حصر لها، والتي تزعم افتراء أنها لخدمة التنمية والأوراش الاجتماعية ومحاربة التهميش، ولكنها فقط هي منافذ جديدة، وثقب لإهدار المال العام على المنعم عليهم بعضوية هذه اللجان وحوارييهم..!!
لا تفتحوا تحقيقاتكم الروتينية البليدة، فما عادت تُقنع أحدا، ولكن تقنع فقط هواجسكم المرضية بالرغبة في إذلال الناس، وفي إهانتهم والدوس على كرامتهم، قبل أن تقتلوهم في السراديب والأقبية، أو تطحنوهم في حاويات الأزبال!!
*****
الفيديو الذي تقاسمه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فتياتٍ كُن يصرخن مستنجدات، وهن فوق مدخل المصنع القاتل.. هو صرخةُ الإدانة.. بعضهن غرق والبعض الآخر يصرخ ولا مجيب..
#فاجعة_طنجة التي ذهب ضحيتها أزيد من 20 (28 شخصا إلى غاية مساء الثلاثاء 9 فبراير) عاملا وعاملة مياومين، كافية لتُسقط حكومة، وتذهب بمسؤولين إلى السجن.. لأن مصانع في الأقبية، هي عنوان كبير للفساد والزبونية.. لكن ما دمنا في المغرب فإنهم سيشكلون لجان تحقيق فقط، حتى تمر الكارثة والفاجعة، كما مرّت غيرها من الفواجع.. ثم ينسون الأرواح المفقودة عبثا..!!
*****
ما يريدون التكتم عليه وتكذيب من يفضحه، بل وتلفيق التهم لفاضحيه ورميهم في السجن بتهم زائفة، تفضحه الأمطار في أبشع وأسوء وأفجع الصور.. هو الفساد البعبع الذي لا ينفع معه التضليل والكذب والشعارات عندما يأتي الفضح من السماء..!!
*****
نبكيكُم وأهليكم بدل الدمع دماً (أيها الراحلون عنا في سبيل بحثهم عن قوت يومهم!).. ونسأل الله أن يكون السجنُ مأوى كل فاسدٍ ساهم من قريب أو بعيد في المأساة، سواء بِغض الطرف أو بالتقصير في تحمل مسؤولياته، أو بالترخيص بقصد وبهدف ارتشاء، لإنشاء مثل ذاك المصنع القاتل.. وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل الفاسدين، مهما كانوا ومهما كانت مسؤولياتهم ومناصبهم.. و #خليونا_ساكتين
https://web.facebook.com/nourelyazid
ملحوظة: هذه المقالة هي في الأصل تدوينات لكاتبها على صفحته في الفيسبوك، إهداء إلى أرواح شهداء الخبز الحافي!