يبدو أن عدم الإجماع على اسم شخص محدد والخشية من تقسيم حزب “الأصالة والمعاصرة”، ثاني أكبر الأحزاب المقربة من الإدارة، والحليف الرئيسي في الحكومة الحالية، جعل المؤتمرين خلال المؤتمر الخامس للحزب المقام منذ يوم أمس الجمعة ببزنيقة، يهتدون إلى طريق وسط وهو “قيادة جماعية” لـ”الجرار”.
فقد صادق المؤتمر على التعديلات المطروحة على القانون الأساسي، حيث أُلغي منه هيكل الأمانة العامة، ما ينهي القيادة الفردية التي قادت الحزب منذ 14 سنة في أي منذ النشأة الأولى لـ”البام” سنة 2008.
وفيما يؤكد قوة ما يسمى “تيار مراكش” الذي تتزعمه المرأة القوية بالحزب فاطمة الزهراء المنصوري، فإنه كان من وراء طرح هذه الصيغة في قيادة “الباميين” تجنبا للانقسام، بعدما فشلت القيادة في الاتفاق على مشبقا على اسم شخص معين، وبعدما فضل الأمين العام المنتهية ولايته عبد اللطيف وهبي (2020-2024) عدم المغامرة بإعلان ترشحه لولاية جديدة، بعد أن تلقى مؤشرات بعدم وجود قاعدة مؤيدة له من الصف الأمامي للحزب.
وهبي لم يتردد في تخليه عن الترشح لولاية ثانية، في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، أمس الجمعة 9 فبراير، وهو ما كان مفاجأة بالنسبة للبعض، ولكن بالرغم من تخليه عن المنافسة على منصب الأمانة العامة، فإن الريب والشك وعدم اليقين لدى بعض القيادات في الترشح لخلافة وهبي، جعل الأطماع والرغبة في ذلك تضعف أكثر وتتلاشى، خاصة في ظل بروز فكرة القيادة الجماعية، التي لقيت ترحيبا واسعا خلال المناقشات داخل لجنة القوانين، ولاسيما مع إصرار القيادية ورئيس المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري على تبني المقترح.
وسيكشف لاحقا من يومه السبت 10 فبراير عن صيغة هذه القيادة الجماعية بعدما يتم الإعلان عن ذلك من طرف المؤتمرين، وكذلك عن الاسم الذي سيشغل منصب رئيس المجلس الوطني للحزب.
وبحسب مصادر حزبية يشرف كل من فاطمة الزهراء المنصوري (رئيسة المجلس الوطني المنتهية ولايته)، والمهدي بنسعيد (عضو المكتب السياسي)، وسمير كودار (رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر)، على الترتيبات النهائية لهذه القيادة، لكن ليس محسوما حتى الآن من أن تكون هذه الأسماء هي نفسها القيادة الجماعية، وفق ذات المصادر الحزبية.
وكان وهبي، أعلن في كلمته الافتتاحية للمؤتمر الخامس يوم أمس الجمعة نيته عدم الترشحه لولاية ثانية، مؤكدا تحت عاصفة من تصفيقات المؤتمرين، قوله “أعلنها أمامكم من موقعي هذا أنني لن أترشح لولاية ثانية وسأفسح المجال لغيري”.
وشدد وهبي على ضرورة التحلي “بالكثير من الصرامة النقدية الموضوعية تجاه السلوك النضالي”، مضيفا أن الحزب “قام في السنوات الأربع الأخيرة بمجهود مقدر على مستوى توفير الإمكانيات المادية واللوجستيكية والتنظيمية لمناضليه”.
الناس/الرباط