حصري.. المغرب كان من أوائل الدول التي أرسلت مساعدات لتركيا بعد وقوع الزلزال

0

بعكس ما ذهبت إليه تكهنات عدد من المراقبين والنشطاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن المغرب كان من المبادرين الأوائل إلى إرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة إلى تركيا، بعد الزلزال العنيف الذي ضرب هذا البلد إلى جانب مناطق من سوريا البلد المجاور.

وكشفت مصادر متطابقة لجريدة “الناس” الإلكترونية أن المغرب، وبتعليمات من العاهل المغربي محمد السادس أرسل أول أمس الثلاثاء 7 فبراير الجاري، أي في أقل من 24 ساعة على حدوث الزلزال، أطنانا من المساعدات الإنسانية عبارة عن مواد طبية وغذائية وأغطية، إلى تركيا، في إطار العمل الإنساني الدولي الذي تقوم به المملكة بإشراف من مؤسسة محمد السادس للتضامن.

ولم يصدر عن الحكومة المغربية أي بيان بهذا الخصوص، واكتفت الوكالة الرسمية للأنباء، مساء الاثنين 6 فبراير، يوم حدوث الزلزال المدمر، بنشر برقية تعزية ومواساة من العاهل المغربي إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من بين ما جاء فيها: “لقد تلقيت بعميق التأثر وبالغ الأسى، نبأ الزلزال العنيف الذي ضرب مناطق جنوب شرق بلدكم الشقيق، مخلفا العديد من الضحايا والمصابين وخسائر مادية جسيمة”.

وأضاف الملك محمد السادس في برقيته، “وبهذه المناسبة الأليمة، أعرب لفخامتكم، باسمي وباسم الشعب المغربي، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، راجيا منكم أن تنوبوا عنا في إبلاغ الأسر المكلومة مشاعر تعاطفنا وتضامننا معهم إزاء هذه الكارثة الطبيعية”.

إلى ذلك، وفي جواب عن سؤال لجريدة “الناس”، عما إذا كانت المساعدات همّت حتى المناطق المتضررة من سوريا، لم يؤكد كما لم يُنف مصدران تحدّثا للجريدة ذلك، معتبرَين أن المؤكد هو أن المساعدات المغربية كانت من أولى المساعدات التي وصلت إلى الضحايا في الجان التركي.

وبخصوص عما إذا كان المساعدة المغربية تتضمن أيضا إقامة مستشفى ميداني في المناطق المتضررة من الزلزال، أفادت المصادر ذاتها أن ذلك يرجع للسلطات العليا التي تقرر بهذا الخصوص، مؤكدة أن هناك اعتبارات تؤخذ بعين الاعتبار قبل أي قرار بإقامة مثل هذه المستشفيات، ومن ذلك طبيعة الكارثة الطبيعية، ووضعية البنية الصحية في البلد المستهدف، حيث إذا كان معروفا على تركيا أنها من البلدان التي تتمتع بقطاع صحي محترم، فإن المنطقة المنكوبة بالزلزال والتي عرفت هزات ارتدادية متتالية يصعب معها المبادرة بتقديم هذا النوع من المساعدة.

وكانت وسائل التواصل الاجتماعي عجّت بالتساؤلات المشوبة بكثير من الاستغراب، من طرف بعض الكتاب والنشطاء، حول ما سموها “الغياب غير المبرر” للمغرب على مستوى تقديم المساعدات لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب فجر الاثنين الماضي كلا من تركيا وسوريا، وخلف لحد الآن الآلاف من الضحايا ما بين قتيل وجريح، إضافة إلى عدد من الضحايا ما يزالون تحت الأنقاض، بعد نحو أربعة أيام من الزلزال العنيف.

واعتبر هؤلاء أن المغرب يكون دائما سباقا في مثل هذه الأحداث والكوارث الطبيعية، وقارنوا بين المغرب المعروف عنه يده البيضاء في تقديم المساعدات الإنسانية، بغض النظر عن أية خلفيات سياسية، كما فعل مع اللاجئين السوريين في سنة 2012، عندما أقام مستشفى عسكريا في مخيم الزعتري بالأردن واستقبل الآلاف من المرضى والمحتاجين للرعاية الصحية، إضافة إلى مساعدات عينية غذائية وأغطية، (قارنوه) بدول فقيرة سارعت إلى تقديم المساعدة للمتضررين من الزلزال، بينما لم يصدر عن الجهات الرسمية أي بيان بهذا الشأن.

ويقدم المغرب مساعدات إنسانية على المستوى الدولي بواسطة مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تتدخل عند وقوع حوادث جسيمة أو كوارث طبيعية بالتنسيق مع الإدارات العمومية المكلفة بالتعاون الدولي والصحة.

وتقوم المؤسسة المعروفة بقدرتها على التدخل في حالات الطوارئ والحالات التي تستدعي متابعة إنساني، بتنظيم مساعدات إنسانية مخصصة للفئات المصابة أو المنكوبة.

ومن العمليات والتدخلات التي قامت بها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، على المستوى الدولي، عملياتها في الجزائر على إثر الفيضانات القوية التي حدثت هناك عام 2002، كما قدمت المساعدة للاجئين السوريين في الأردن سنة 2012، بالإضافة إلى أنها تقدم بانتظام دعما إنسانيا للشعب الفلسطيني. كما قدم المغرب للباراغواي، في بداية يناير 2016، بتعليمات مباشرة من الملك، مبلغا ماليا بمليون دولار كمساعدة عاجلة لهذا البلد الأمريكولاتيني بعد فيضانات هائلة ضربت البلاد.

نورالدين اليزيد

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.