خنيفرة.. صغار مربي الماشية يحاولون التكيف مع المراعي الطبيعية المكسوة بالثلوج

0

يحاول صغار مربي الماشية في المناطق الجبلية بإقليم خنيفرة، التكيف قدر الإمكان مع الثلوج التي تغطي جزءا كبيرا من مراعي العشب الطبيعية ، المصدر الرئيسي لتغذية القطيع بالمنطقة.

لقد تقلصت مساحات المراعي بشكل كبير بسبب تساقط الثلوج بكثافة في الآسابيع الماضية على مرتفعات الأطلس المتوسط ، مما دفع العديد من هؤلاء المربين إلى إبقاء قطعانهم داخل الحظائر في انتظار أيام أفضل.

ولكي يتمكنوا من توفير الكلأ لقطعانهم خلال فترة الحجر الصحي هذه ، ليس أمام صغار المربين هؤلاء خيار آخر سوى الاعتماد على احتياطياتهم الضئيلة، المكونة من مخلفات المحاصيل والأعلاف المزروعة.

هذه هي حالة رشيد بشكل خاص، وهو أحد صغار مربي الماشية ببلدة أكلمام أزكزا، التي تقع على ارتفاع يفوق 1400 متر على مرتفعات الأطلس المتوسط، منطقة حيث الرعي وتربية الماشية هو النشاط الرئيسي للفلاحين.

بمساعدة اثنين من الرعاة وعدد قليل من الكلاب، يحاول وسط طبقة سميكة من الثلوج التي تكسو غابة الأرز، أن يجد طريقا لقطيعه المكون من مائة رأس، والتوجه إلى أقرب السهول التي تبعد بضعة كيلومترات عن منزله، على أمل العثور على أراض لا تزال خضراء حتى تتمكن ماشيته من الرعي على العشب الطازج، في انتظار أن يتحسن الوضع في المناطق العالية.

وقال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “منذ أزيد من أسبوعين لم تغادر فيه قطعان الماشية الحظائر بسبب الثلوج التي اجتاحت المرتفعات التي تغطي معظم مراعينا”.

وأضاف “على الرغم من أن الثلج لا يزال يعلو الأرض بمستويات تصل إلى أكثر من 50 سنتيمترا، قررنا إخراج القطيع إلى الفضاء الطلق حتى يتمكن من الرعي على عشب جيد إن وجد..”.

وبنبرة حزينة، قال إنه لا يستطيع إبقاء قطعانه في الحظائر لمدة أطول من ذلك، لأن إمداداته من العلف بدأت في النفاذ، مشيرا إلى أن مصادر المياه بدورها كانت مجمدة خلال فترة الشتاء هذه. فنحن مجبرون على إذابة الثلج في المراجل (الغلايات) من أجل توفير الشرب للماشية.

وإدراكا منها للصعوبات التي يواجهها كل عام صغار المربين في المناطق الجبلية خلال موسم البرد القارس، وضعت الحكومة برنامج دعم محدد لتوفير العلف للماشية.

ويتم اعتماد هذا البرنامج في كل مرة شهد الموسم الفلاحي عجزا في التساقطات المطرية، مما يؤثر على أراضي البور ومحاصيل العلف اللازمة لتغطية الاحتياجات الغذائية للماشية.

ووفقا لمعطيات للمديرية الجهوية للفلاحة لبني ملال – خنيفرة ، فقد تم توزيع منتصف يناير الجاري ، ما مجموعه 693 ألفا و825 قنطارا من الشعير لصالح 167 ألف و822 كسابا ، في إطار تنفيذ البرنامج الخاص بدعم علف الماشية الذي تشرف عليه وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حيث خصص لإقليم خنيفرة 130 ألف و910 قنطارا من الشعير المدعوم لفائدة 29 ألف و 203 كساب.

وفي هذا الصدد، نوه رشيد بالجهود المبذولة لصالح صغار مربي الماشية، مشيرا إلى أنه على الرغم من تسويق كميات كبيرة من الأعلاف المدعمة بأسعار ميسرة للغاية، فإن معظم هؤلاء لا يستطيعون تحمل تكاليفها بسبب ضعف الإمكانيات.

واستطرد قائلا “بالكاد نكسب عيشنا من تربية المواشي. فالأمر يتطلب مصاريف كثيرة لتوفير الأعلاف للماشية، والحفاظ على صحتها في وضعية جيدة”.

ومن أجل معالجة مشكلة تقلص المراعي وتعزيز تنمية تربية المواشي بشكل مكثف وعصري بالإقليم ، يرى بعض المزارعين أنه من الضروري توسيع المساحات المخصصة للزراعات والمحاصيل العلفية.

ولكن هذا الخيار لا يبدو واقعيا في ظل الظروف الراهنة، نظرا لسنتين متتاليتين من الجفاف حيث كانت الأمطار شحيحة وتراجعت حقينات السدود إلى مستويات مقلقة.

وتحتل تربية الماشية مكانة بارزة في الأنشطة الفلاحية بإقليم خنيفرة ، الذي يزخر بمؤهلات كبيرة للإنتاج الحيواني. ويتوفر على أزيد من 1,3 مليون رأس من الماشية، منها الماعز (196 ألف و300) ، والأغنام (1,05 مليون رأس) ، والأبقار (42 ألف و800 رأس).

محمد حميدوش أكلمام أزكزا (إقليم خنيفرة) (ومع) 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.