دي ميستورا يعتزم التشاور مع أطراف النزاع في الصحراء والبوليساريو تستفز عناصر مينورسو

0

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الخميس 30 مارس الجاري، إن مبعوث الأمين العام الأممي للصحراء ستيفان دي ميستورا، يعتزم تنظيم “مشاورات ثنائية غير رسمية” الأسبوع الوشيك مع أطراف النزاع في الصحراء، استعدادا لمثوله أمام مجلس الأمن في أبريل المقبل، وفقا لمقررات قرار مجلس الأمن 2654.

وشدد المسؤول الأممي على أن “الغرض من المشاورات الثنائية غير الرسمية هو مناقشة الدروس المستفادة من العملية السياسية؛ تعميق فحص المواقف، ومواصلة البحث عن صيغ مقبولة للطرفين لدفع العملية السياسية قدما”.

وأشار دوجاريك إلى أن “دي ميستورا دعا إلى نيويورك، ممثلي المغرب، وجبهة البوليساريو والجزائر، وموريتانيا، وكذلك أعضاء مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، وهم فرنسا، وروسيا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، إلى المشاورات الثنائية غير الرسمية معه، قبل تقديم إحاطته الإعلامية نصف السنوية إلى مجلس الأمن”.

وأكد مبعوث الأمم المتحدة في دعواته “أنه لا يزال يأمل في إمكانية التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، والذي سيضمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”.

وكان دي ميستورا، قد التقى، أمس الثلاثاء، مع المندوبين الدائمين لدى الأمم المتحدة لفرنسا وموريتانيا، وتباحث ستافان دي ميستورا، مع السفير ممثل موريتانيا لدى الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، حول مستجدات الملف على ضوء قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2654 الصادر في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وذلك في سبيل استئناف العملية السياسية للنزاع، وتصورات مختلف الفاعلين الدوليين والمعنيين بالملف لصيغة إعادة بعثها، بعد توقفها منذ استقالة المبعوث الأممي السابق، هورست كولر.

 وأبرز السفير الموريتاني، سيدي محمد لغظف، للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ما تراه موريتانيا حلا لملف الصحراءحيث أعربت استعدادها للانخراط بإيجابية في حلحلته، ودعمها للجهود الأممية في الملف، وإيمانها بدور بعثة الأمم المتحدة “مينورسو” في حفظ أمن واستقرار المنطقة، وشدد الدبلوماسي الموريتاني أن بلاده تتبنى موقفا إيجابيا يتأسس على الحياد، والوقوف على مسافة واحدة من مختلف الأطراف.

لقاء دي مستورا والسفير الموريتاني يأتي في سياق الاستعدادات الجارية القاضية بضرورة تقديم المبعوث الشخصي والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إحاطة لأعضاء المجلس، حول تطورات نزاع الصحراء، والجهود المبذولة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، بواقع إحاطة واحدة كل ستة أشهر.

وفي السياق أجرى وزير الخارجية الجزائري الجديد، أحمد عطاف، اتصالا هاتفيا مساء الثلاثاء مع ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية لأمريكية، حسبما أفاد به مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان وجاء فيه أن “نائبة الوزير أكدت على أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة والجزائر في مواجهة جملة واسعة من التحديات المشتركة”. وتابع “وناقش كل من السيدة شيرمان ووزير الخارجية عطاف الجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك دعم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا في دفع حلّ سياسي دائم وعادل لنزاع الصحراء الغربية”.

البوليساريو تستفز عناصر مينورسو

بالموازاة مع ذلك منعت عناصر مسلحة من جبهة البوليساريو قافلة من سيارات بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء “المينورسو”، من الوصول إلى موقع البعثة الواقعة شرق الجدار الرملي المغربي، كانت قد غادرت بداية الأسبوع المنصرم مدينة السمارة، واضطروا إلى العودة.

أفراد من بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء (مينورسو) عند هبوطهم من مروحية ميل مي 8 عند على الجانب المغربي من المعبر الحدودي بين المغرب وموريتانيا الكركرات الواقعة جنوب الصحراء في 25 نوفمبر 2020

وقال مصدر أممي، وفق تقارير، “لم يتمكن جنود حفظ السلام من إنجاز مهمتهم. منعت عناصر مسلحة من البوليساريو وصولهم إلى المنطقة، وكان عليهم العودة”، وأضاف أن المينورسو أعدت تقريرا عن هذه الواقعة من أجل تسليمه للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

وكان المغرب قد هدد على لسان سفيره في الأمم المتحدة عمر هلال في أكتوبر المنصرم، بأنه قد يضطر الى استعادة السيطرة على الأراضي الواقعة شرق الجدار الدفاعي في الصحراء، في حال استمرت جبهة البوليساريو في فرض العراقيل على بعض مواقع بعثة المينورسو.

ودفع هذا الحادث الولايات المتحدة للتدخل؛ فبعد اجتماع 23 مارس الجاري بين الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، وسفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الجزائر، إليزابيث مور أوبين، تغير الوضع، وأعطت جبهة البوليساريو الضوء الأخضر للبعثة من أجل الوصول إلى مواقعها خلف الجدار.

الناس/الرباط

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.