رئيس المجلس العسكري الجديد في السودان يعد بـ ”اجتثاث” نظام البشير
أمر رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق الركن عبد الفتاح البرهان السبت بإطلاق سراح جميع من حوكموا بتهمة المشاركة في المظاهرات، متوعدا بمحاكمة جميع المتورطين في قتل المتظاهرين، و”اجتثاث” النظام ورموزه.
وقال البرهان في كلمة بثها التلفزيون الرسمي “آمر بإطلاق سراح جميع من تمت محاكمتهم بموجب قانون الطوارئ أو أي قانون آخر بسبب المشاركة في المظاهرات (…) كل من يثبت تورطه في قتل المتظاهرين ستتم محاكمته”.
وتوعد البرهان الذي خلف الجمعة الفريق أول ركن عوض بن عوف على رئاسة الهيئة المكلفة بتسيير المرحلة الانتقالية عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، إن المجلس سيعمل على “إعادة هيكلة مؤسسات الدولة المختلفة بما يتفق مع القانون ومحاربة الفساد واجتثاث النظام ورموزه”.
كما أمر برفع حظر التجول الليلي الذي فرضه رئيس المجلس العسكري السابق عوض بن عوف.
في سياق آخر، رفض حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني السابق عمر البشير اعتقال قياداته وطالب بإطلاق سراحهم فورا، مؤكدا أن ما قام به المجلس العسكري هو “انتهاك للشرعية الدستورية”.
وأعلن الحزب في بيان “يرفض المؤتمر الوطني اعتقال قياداته ورئيسه المفوض وعدد كبير من رموزه ويطالب بإطلاق سراحهم فورا”. وأضاف الحزب أن “ما قام به المجلس العسكري باستيلائه على السلطة يعد انتهاكا للشرعية الدستورية”.
من هو برهان؟
تردد اسم المفتش العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح برهان، كثيرًا خلال الأيام الماضية، قبل أن يخرج رئيس المجلس العسكري الانتقالي عوض بن عوف، ليعلن تنازله عن منصبه، واختيار البرهان خلفًا له.
ومساء الجمعة، أعلن بن عوف، تنازله عن منصبه رئيسًا للمجلس العسكري، بعد أقل من 24 ساعة على أدائه اليمين رئيسًا للمجلس، عقب عزل رئيس البلاد عمر البشير، وإعلان فترة انتقالية من عامين.
برهان الذي كان قائدا للقوات البرية، لمع نجمه مع القرارات التي أصدرها الرئيس المعزول مؤخرًا، بإجراء تعديلات في قيادة الجيش عقب تصاعد الاحتجاجات الشعبية في فبراير الماضي.
وعيّن البشير، برهان (60 عاما) مفتشا عاما للقوات المسلحة، بعد ترقيته من رتبه فريق ركن إلى فريق أول.
وظهر الرجل، الجمعة، في ميدان الاعتصام أمام مقر القوات المسلحة، وانتشرت صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتحدث إلى رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق، إبراهيم الشيخ (معارض)، الذي كان يهتف مع المعتصمين بسقوط النظام.
ويقال إن برهان، هو ثالث ثلاثة أبلغوا البشير، بعزله من رئاسة البلاد الخميس.
ويقول مقربون من رئيس المجلس العسكري الجديد، إنه ليس له ارتباط بأي تنظيم سياسي، ما يعزز من فرص نجاحه في الوقت الراهن.
كما أن سيرة الرجل العسكرية، تشير إلى أنه أشرف على القوات السودانية في اليمن، وقضي الفترة الأخيرة متنقلا بين اليمن والإمارات.
ويقول أحد ضباط الجيش، مفضلا عدم نشر اسمه، إن برهان، “صارم” في التزامه عسكري، وخاض عمليات كثيرة، حين كان ضابطا في سلاح المشاة.
ويضيف: “من الصعوبة بمكان أن نقول هو رجل المرحلة، لأنها مرحلة حرجة في تاريخ البلاد، وتحتاج إلى شخصية ذات قدرات خاصة، فميزات الرجل العسكرية ليست كافية لقيادة البلاد”.
وأكد أنه قد يجد قبولا من القوى السياسة المختلفة، بوصفه رجلا معتدلا، كما أشار إلى أن برهان، لا ينتمي للتيار “الإسلامي”.
ويصف مقربون من عبد الفتاح برهان، الرجل بأنه “مقدام”، ويذكرون أنه عمل مدربا بمعاهد عسكرية بمنطقة جبيت، شرقي البلاد.
وينحدر برهان من منطقة “قندتو” غرب مدينة “شندي” بالولاية الشمالية (شمال)، وتخرج من الكلية الحربية الدفعة الـ 31، وخاض معارك عسكرية أيام حرب الجنوب، قبيل انفصال جنوب السودان عن الأم السودان في 2011.
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عوض ابن عوف أعلن مساء الجمعة تنازله عن منصبه واختياره الفريق أول عبد الفتاح برهان عبد الرحمن خلفاً له، وذلك غداة إطاحته بالرئيس عمر البشير.
وقال بن عوف في خطاب بثّه التلفزيون الرسمي “أعلن انا رئيس المجلس العسكري الانتقالي التنازل عن هذا المنصب واختيار من أثق في خبرته وجدارته بأن يصل بالسفينة إلى بر الأمان وبعد التفاكر والتشاور أعلن عن اختيار الفريق أول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن ليخلفني في رئاسة المجلس العسكري الانتقالي”.
الناس-وكالات