
رئيس الوزراء السويدي بعدما رخصت حكومته بإحراق المصحف الشريف: نعبر عن تعاطفنا مع المسلمين
علق رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون، اليوم الأحد، على حادثة حرق نسخة من المصحف الشريف في بلاده، أمس السبت، الأمر الذي أثار إدانات عربية وإسلامية واسعة.

وكتب أولف كريسترسون على الحساب الرسمي لرئاسة الوزراء السويدية (بالعربية) “أن حرية التعبير جزء أساسي من الديمقراطية، لكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أمر ملائم”.
وتابع كريسترسون، الذي ينتمي إلى حزب التجمع المعتدل اليميني: “إن حرق الكتب المقدسة للكثيرين فعل مشين للغاية”.
رئيس وزراء #السويد،أولف كريسترسون على صفحته الرسمية، السبت:"حرية التعبير هي جزء أساسي من الديمقراطية لكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أمر لائق.إن حرق الكتب المقدسة للكثيرين هو فعل مشين للغاية.أود أن أعبر عن تعاطفي مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة جراء ما حدث في ستوكهولم اليوم." pic.twitter.com/E7nxCg2fu1
— السويد (@Sweden_AR) January 22, 2023
وأضاف رئيس الوزراء السويدي، الذي تولى منصبه في أكتوبر الماضي، إنه يعبر عن تعاطفه “مع كل المسلمين الذين شعروا بالإساءة لما حدث في ستوكهولم”.
وكان زعيم حزب “الخط المتشدد” الدنماركي، راسموس بالودان، قد أحرق نسخة من المصحف في ستوكهولم، السبت، أمام السفارة التركية تحت حراسة أمنية مشددة.
وجاء هذا التصرف بعدما ألقى بالودان، الذي يحمل أيضا الجنسية السويدية، خطابا امتد لساعة، هاجم فيه الإسلام والمهاجرين.
وأدانت دول عربية وإسلامية من بينها الإمارات والسعودية ومصر والمغرب، تصرف بالودان. وعبرت عن إدانتها بإحراق المصحف الشريف أمام مقر السفارة التركية في ستوكهولم السبت 21 يناير.
وأدانت المملكة المغربية بشدة إقدام متطرفين سويديين اليوم السبت بستوكهولم على إحراق المصحف الشريف، معبرة عن رفضها المطلق لهذا الفعل الخطير.
وأعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في بلاغ لها عن “استغرابها سماح السلطات السويدية بهذا العمل غير المقبول، الذي جرى أمام قوات الأمن السويدية، وتطالبها بالتدخل لعدم السماح بالمس بالقرآن الكريم وبالرموز الدينية المقدسة للمسلمين”.
وشددت الوزارة على أن “هذا العمل الشنيع الذي يمس بمشاعر أكثر من مليار مسلم من شأنه تأجيج مشاعر الغضب والكراهية بين الأديان والشعوب”.
وأكدت أن قيم التسامح والتعايش “تقتضي عدم الكيل بمكيالين والتعامل بنفس الحزم والصرامة مع كل مس بمقدسات الأديان ومشاعر المنتسبين لها”.
من جهتها أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان لها، “رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية”.
وجددت دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات وعلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش.
وحذرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية من مخاطر انتشار هذه الأعمال التي تسيء إلى الأديان وتؤجج خطاب الكراهية والعنف، داعيةً إلى إعلاء قيم التسامح والتعايش السلمي، ومنع الإساءة لجميع الأديان ومقدساتها، من خلال مثل تلك الممارسات المتطرفة التي تتنافى مع قيم احترام الآخر وحرية المعتقد وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية.
ومن جانبها أدانت السعودية بشدة سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بإحراق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم.
وبدورها، قالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان: “هذا العمل غير المنطقي والاستفزازي المعادي للإسلام يمس الحساسيات الدينية لأكثر من 1.5 مليار مسلم في جميع أنحاء العالم”.
في سياق ذلك أعلنت تركيا، اليوم السبت، عن إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وزير الدفاع السويدي إلى أنقرة، ردا على سماح الدولة الاسكندنافية لاحتجاجات مناهضة لتركيا.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار “فقدت زيارة وزير الدفاع السويدي بال جونسون إلى تركيا في 27 يناير مغزاها، لذا ألغينا الزيارة”.
وكان جونسون يعتزم السفر نهاية هذا الأسبوع إلى أنقرة بناء على دعوة من نظيره التركي، إذ تأمل الدولة الاسكندنافية في حث تركيا على التصديق على محاولتها الانضمام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وقال أكار إنه ناقش عدم وجود إجراءات لمواجهة الاحتجاجات المناهضة لتركيا في السويد مع الرئيس رجب طيب أردوغان، ونقل رد فعله إلى نظيره السويدي على هامش اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا.
وأضاف بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية “من غير المقبول عدم اتخاذ خطوة أو رد في مواجهة هذه الاحتجاجات. كان ينبغي اتخاذ الإجراءات الضرورية”.
واستدعت تركيا، أمس الجمعة، السفير السويدي بسبب تصريح سلطات بلاده باحتجاج بالقرب من السفارة التركية في ستوكهولم يشمل حرق المصحف مقرر تنظيمه اليوم السبت.
الناس/الرباط