رحب به المغرب وصدم الجزائر والبوليساريو.. قرار مجلس الأمن الجديد حول الصحراء أو الصفعة الجديدة المدوية

0

بينما بلعت كل من الجزائر  والبوليساريو لسانيهما في حينه، ولم يصدر  بعد مرور 24 ساعة على صدوره، رحبت المملكة المغربية بالقرار الجديد الصادر عن مجلس الأمن الدولي، وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن القرار رقم 2602 الصادر عن مجلس الأمن، يوم أمس الجمعة 29 أكتوبر الجاري، والذي مدد بموجبه ولاية المينورسو لمدة سنة، كرس المكتسبات التي حققها المغرب بفضل الانخراط الشخصي والمتابعة الدائمة للملك محمد السادس.

وقال بوريطة، في لقاء صحفي بالرباط، مساء الجمعة، إن “المغرب يثمن ويشيد بهذا القرار الذي تم اعتماده بموافقة 13 صوتا مقابل ممتَنِعَين اثنين، ويعتبره قرارا مهِما، بالنظر لسياقه أولا، وبالنظر لمضمونه ثانيا، وثالثا بالنظر للمواقف التي عبرت عنها الدول خلال الموافقة عليه”.

وسجل الوزير المغربي أن أهمية هذا القرار نابعة من السياق الذي جاء فيه، حيث “حقق المغرب مجموعة من المكتسبات، مند القرار الأخير الذي صدر في أكتوبر 2020، وهي المكتسبات التي تمت بفضل الانخراط الشخصي والمتابعة الدائمة للملك محمد السادس”.

وأبرز أن الأمين العام للأمم المتحدة أشار في تقريره الأخير إلى هذه المكتسبات، ومن بينها تأمين معبر الكركرات وفتحه من جديد للحركة التجارية، والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وفتح مجموعة من القنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة، معتبرا إياها من التطورات الأساسية التي عرفها الملف.

وأضاف بوريطة أن هذه المكتسبات، واجهتها تحركات وبعض المناورات من قبل الأطراف الأخرى، وبالتالي، يؤكد الوزير، فإن القرار في هذا السياق، “يكتسي أهمية ويقدم أجوبة مهمة على كل هذه المناورات والتحركات التي واجهت المكتسبات التي راكمتها المملكة”.

وفي هذا السياق، شدد الوزير على أن القرار 2602 يقدم خمسة أجوبة “مهمة” على مناورات وتحركات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الموائد المستديرة، بمشاركة كافة الأطراف، تشكل الآلية الوحيدة لتدبير المسلسل السياسي، واستكمال هذا المسلسل بما يؤدي إلى حل واقعي، دائم ومتوافق بشأنه، ومسؤولية الجزائر في هذا المسلسل، و “الانشغال العميق” للمجلس بخصوص خرق وقف إطلاق النار، مضيفا “أننا نعرف الطرف الذي أعلن انسحابه رسميا من هذه الاتفاقيات”، وأخيرا مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كأفق وحيد لتسوية ملف الصحراء المغربية، بحسب بوريطة.

ووافق مجلس الأمن الدولي الجمعة 29 أكتوبر على تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية “المينورسو” لمدة عام، ووجه دعوة لـ”طرفي النزاع” إلى استئناف المفاوضات “بدون شروط مسبقة وبحسن نية”.

وتمت الموافقة على هذا النص الذي صاغته الولايات المتحدة مع امتناع روسيا وتونس عن التصويت.

وجاء في النص أنه يجب استئناف المفاوضات، تحت رعاية المبعوث الأممي الجديد الإيطالي ستافان دي ميستورا “بهدف الوصول إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين”، بهدف “تقرير مصير شعب الصحراء الغربية”، وفق منطوق نص القرار 2602.

البوليساريو: لا وقف لإطلاق النار !

في سياق ذلك أعرب ممثل جبهة البوليساريو في نيويورك، سيدي محمد عمار، على تويتر عن استيائه إزاء هذا القرار “الذي حكم مسبقا بالفشل على مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة”. وأضاف “أقول بصوت عال وواضح إنه لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار جديد ما دامت دولة الاحتلال المغربية مستمرة”، بحسبه.

وفي وقت لاحق اليوم السبت أعلنت البوليساريو، في بيان رسمي، أنها “تعتزم اتخاذ خطوات عملية بخصوص مشاركتها فيما يسمى “العملية السياسية” الأممية رداً على قرار مجلس الأمن”، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وتعلن البوليساريو منذ نوفمبر الماضي إنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار، الموقع العام 1991، ردا على عملية عسكرية مغربية لإبعاد مجموعة من عناصر جبهة البوليساريو أغلقوا الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا المجاورة وهو معبر الكركرات.

وفي قراره الجمعة أكد مجلس الأمن “مجددا الحاجة إلى الاحترام الكامل للاتفاقات العسكرية المبرمة مع مينورسو المرتبطة بوقف إطلاق النار ويدعو الطرفين (…) إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يقوض المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة أو يزيد من زعزعة استقرار الوضع في الصحراء الغربية”.

ومنذ عام، تواجه “مينورسو” (بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية) التي يرأسها حاليا روسي، العديد من الصعوبات في إتمام مهمتها القاضية بالمراقبة بسبب العقبات التي يشكلها الجانبان.

قيادي سابق في البوليساريور: المغرب كسب المعركة !

وفي تعليقه على القرار الأممي الجديد اعتبر القيادي السابق في البوليساريو مصطفى سلمى ولد سيد مولود، أن “معركة مجلس الأمن لم تدُر حول التمديد لبعثة المينورسو من عدمه.. ولا حول شكل و مضمون الحل السياسي. لقد كانت المعركة تدور حول الكركرات..”. قبل أن يضيف في تدوينة على حسابه في فيسبوك، يوم أمس الجمعة، أن “المغرب انتصر مرة أخرى في معركة الكركرات. وكان نصرا متوقعا منذ آخر قبوله لمبعوث جديد وتأكيده على تمسكه بالعملية السياسية التي تشرف عليها الأمم المتحدة، حتى اكتمل صعود خصومه قمة جبل التصعيد. وبأيام قليلة قبل بدء مناقشات ملف نزاع الصحراء على مستوى مجلس الأمن، ولم يترك فسحة لنقاش غير أن تعود العملية السياسية من جديد مهما كانت الوقائع على الأرض”.

وأضاف القيادي السابق في البوليساريو الذي يعيش في وضع المعتصم منذ سنوات على الأراضي الموريتانية مطالبا بتجمعه العائلي مع أفراد عائلته المتواجدين في مخيمات تندوف، “الأمر الذي وضع خصومه في حرج شديد. فرفضُ العودة للعملية السياسية سيجعلهم في تعارض وتضاد مع وجهة النظر الغالبة على مستوى المجتمع الدولي، خاصة وأنهم أصحاب المصلحة الأكبر في التوصل إلى تسوية. وقبولهم العودة للعملية السياسية دون تراجع المغرب عن خطوته التي قام بها في الكركرات في الـ 13 نوفمبر، أو الإشارة إليها في قرار مجلس الأمن على أنها خرق للاتفاق العسكري رقم واحد، تفرض عليهم اعتبار الوضع الجديد في الكركرات أمر واقع، عليهم التعايش والتطبيع معه، ولن يطرح مجددا كعقبة في وجه التسوية السياسية”.

ويضيف مصطفى سلمى، “بذلك يكون المغرب قد حصن مكسبه في الكركرات، ثم عاد لمناقشة العملية السياسية حسب قواعده كما جرت العادة، وقد أصبح ميدانيا في أريحية تامة من الابتزاز”.

وفي تدوينة لاحقة، نشرها اليوم السبت مصطفى سلمى، قال القيادي السابق في البوليساريو، “في انتظار بلاغ الانتحار أو الاندحار.. لا تلوموهم إن ابتلعوا ألسنتهم حتى عن اللعن والسب، فالمصاب جلل والخيارات محدودة. لم تنبس لا خارجية الجزائر ولا البوليساريو ببنت شفة منذ إعلان نتيجة مباراة قرار مجلس الأمن 2602. والتي خرجت بنتيجة 15 مقابل صفر لولا امتناع كل من روسيا وتونس عن التصويت، وهما موقفان يحسبان للمغرب أكثر من الجزائر”.

وأضاف مصطى سلمى، “لقد أعلنوا الحرب منذ قرابة السنة، وكانت خسارتهم فيها أعظم من المكسب. خسروا الأرواح، وخسروا الأرض والأهم أن درون أفقدتهم المبادرة والمباغتة التي كانت سلاح الجبهة الفعال”. ثم زاد موضحا “الحرب خاسرة وسقف المطالب قبل جلسات مجلس الأمن كان عاليا، لذلك كانت الخيبة كبيرة. صراخ “مزهري” بعد انتهاء المباراة بالأمس أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار، كانت سبقته مقولة غالي الشهيرة التي تشبه فيها بفرعون حينما قال وهو القادم حديثا إلى زعامة الجبهة: هذا ماهو ربهم ليعرفوا!!!  ولم تجني منها جبهته غير فقد الأراضي الاستراتيجية وخيرة الرجال، وإن لم يعد بمقدور الزعيم التقاط صور السيلفي في أي نقطة من ما كان يسميه مناطق محررة”.

وخلص القيادي السابق في البوليساريو إلى القول: “كانوا يحلمون بموقف يدين المغرب، فإذا هم في محل أين كان المغرب.. خطوة تصعيدية واحدة وتتجه سهام إدانة المجتمع الدولي نحوهم. ولم يبق أمامهم غير الانتحار سريعا بتسريع وتيرة حربهم مع ما ستجلبه عليهم من خسائر فادحة. أو الاندحار ببطء بعودتهم إلى مسلسل سلام أثبت المغرب بتنوع علاقاته الخارجية أنه الأكثر خبرة ومعرفة بمساراته”، يختم القيادي السابق في البوليساريو.

ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو حول المستعمرة الإسبانية السابقة التي تصنفها الأمم المتحدة بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.

وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من أراضي المنطقة الصحراوية الشاسعة، منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها.

أما جبهة البوليساريو التي تحظى بدعم الجزائر فتدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة التي أقرته عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المتحاربين في أيلول/سبتمبر 1991.

الناس/ إدريس بادا

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.