روسيا تحشد مزيدا من القوات والرئيس الأوكراني للأوروبيين: لا تتخلوا عنا!+فيديو
فيما تحشد موسكو قواتها حول العاصمة الأوكرانية كييف، استقبل الأوروبيون بتأثر تدخّل الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمام البرلمان الأوروبي عبر تقنية الفيديو، وخاطبهم متأثرا “لا تتخلوا عنا”، عبارة من بين العبارات الأخرى التي جعلت مترجما بالإنجليزية لا يتردد في إطلاق العنان لدموعه باكيا.
وتوقف بث التلفزيون الأوكراني اليوم الثلاثاء بصورة مؤقتة بعد قصف صاروخي روسي لبرج الاتصالات الرئيسي في كييف، في حين أقرّت وزارة الداخلية الأوكرانية بدخول القوات الروسية إلى مدينة خيرسون جنوبي البلاد.
وقالت هيئة الحماية المدنية الأوكرانية إن 5 أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 5 آخرون في الهجوم.
بدوره، قال كيريلو تيموشينكو، نائب مدير المكتب الرئاسي، إن الهجوم تسبّب في تعطل مؤقت للإرسال التلفزيوني والإذاعي إلا أن عمليات البث استؤنفت، ولا يزال البرج قائما.
لا تتخلوا عنا.. أيها الأوروبيون !
طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء من الأوروبيين أن “يثبتوا أنهم مع أوكرانيا” مطالبا بانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال متوجّها عبر الفيديو إلى أعضاء المجلس الأوروبي “ستكون أوروبا أقوى بكثير بوجود أوكرانيا فيها … من دونكم، ستكون أوكرانيا وحيدة. لقد أثبتنا قوتنا وأظهرنا أننا مساوون لكم (…) لذا أثبتوا أنكم معنا وأنكم لن تتخلّوا عنّا”.
من جانبه، اتهم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في خطابه روسيا بممارسة “إرهاب جيوسياسي”.
ورغم أن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي تبدو مستبعدة راهنا، أشار الأوروبيون مساء الإثنين بعد محادثة جديدة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى أنهم مستعدون لتشديد العقوبات بشكل لم يسبق له مثيل ضد روسيا.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس “سنفرض بالتأكيد” عقوبات جديدة على روسيا مضيفا “يجب أن يتوقف حمام الدم” لافتا إلى أن أوكرانيا تقاتل “من أجل بقائها”.
وقال وزير المال الفرنسي برونو لومير “سندفع الاقتصاد الروسي إلى الانهيار. ميزان القوى الاقتصادي والمالي يميل كليا لصالح الاتحاد الأوروبي الذي يكتشف الآن قوته الاقتصادية”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون “استخف فلاديمير بوتين بوحدة الغرب وعزمه وبسائر أنحاء العالم”.
500 مليون يورو
وتعهّدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن الاتحاد الأوروبي سيُقدّم 500 مليون يورو على الأقلّ من الميزانية الأوروبية للمساعدة الانسانية في أوكرانيا بعد الغزو الروسي، في خطاب أمام أعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل.
وقالت فون دير لايين “سنضيف ما لا يقلّ عن 500 مليون يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي للتعامل مع العواقب الإنسانية لهذه الحرب المأساوية، سواء في البلاد أو على اللاجئين”. ووفقًا للأمم المتحدة، تسبب الهجوم الروسي في أوكرانيا بنزوح مليون شخص داخل البلاد فيما فرّ أكثر من 660 ألفًا إلى البلدان المجاورة.
الانضمام للاتحاد الأوروبي
قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إنه سيتعين على مؤسسات وحكومات الاتحاد الأوروبي أن تناقش بجدية طلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والرد على طلب كييف “المشروع”.
ولكن ميشيل أشار إلى أنه على الرغم من أن طلب أوكرانيا “رمزي” فليس هناك موقف موحد بشأن قضية توسيع الاتحاد المكون من 27 دولة.
وقال ميشيل أمام البرلمان الأوروبي “سيكون الأمر صعبا، نعلم أن هناك وجهات نظر متباينة في أوروبا”.
قوبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بترحيب حار وحفاوة بالغة أثناء الخطاب الذي ألقاه أمام الدبلوماسيين في البرلمان الأوروبي، وأكد فيه أن بلاده تكافح من أجل البقاء.
شهدت القاعة ترحيبًا وتصفيقًا حارًا قبل وبعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأوكراني، عبر شبكة الإنترنت اليوم الثلاثاء، وقال: “نحن نقاتل من أجل أرضنا وحريتنا”، فأثار حديثه تعاطف مترجم اللغة الإنجليزية وأجهش بالبكاء.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي مترجم شبكة CNN يبكي خلال ترجمته خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام البرلمان الأوروبي، وذلك عندما تحدث عن وقوع ضحايا من الأطفال بفعل القصف الروسي.
مترجم CNN يبكي وهو يترجم خطاب زيلينسكي أمام الاتحاد الأوروبي بعد أن ذكر مقتل أطفال في الضربات الروسية. pic.twitter.com/mcNrXTR9cy
— الأحداث الأمريكية🇺🇸 (@US_World1) March 1, 2022
وتابع زيلينسكي، الذي تواجه بلاده غزوًا روسيًا لليوم السادس :”نرغب في رؤية أطفالنا أحياء، أعتقد أن هذا أمر عادل”.
وأكد زيلينسكي، 44 عامًا، أن الأوكرانيين يكافحون من أجل حياتهم وبقائهم، مضيفًا: “هذه أهم دوافعنا”.
في الوقت نفسه، لفت إلى أن أوكرانيا تكافح لتكون كباقي الدول الأوروبية، وقال: “أعتقد أننا أظهرنا للجميع حقيقتنا”.
ودعا الرئيس الأوكراني القادة الأوروبيين إلى إثبات تضامنهم مع بلاده، بعد يوم واحد من توقيعه على طلب رسمي يطالب فيه بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال:”لقد أثبتنا قوتنا، وأثبتنا أننا – على الأقل- مثلكم تمامًا، لذلك أثبتوا أنكم معنا، أكدوا لنا أنكم لن تتخلوا عنّا في معركتنا للبقاء”.
وأضاف: “بعد ذلك ستنتصر الحياة على الموت، وسيخرج النور من قلب الظلام، نحن نكافح من أجل البقاء”.
وبعد الانتهاء من خطابه، وقف الدبلوماسيون تحية لزيلينسكي وصفقوا بحرارة.
ويتوقع أن يصوت النواب الأوروبيون على قرار يدعم مسار انضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي في نص غير ملزم. ويعود قرار الضم المحتمل إلى الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد بالإجماع.
وأجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثة هاتفية استمرت 30 دقيقة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم.
وعقب انتهاء المحادثة كتب زيلينسكي على حسابه على تويتر أنهما ناقشا “العقوبات ضد روسيا والدعم الدفاعي لأوكرانيا”.
وبثت وسائل إعلام أوكرانية فيديوهات تظهر استهداف برج التلفزيون، في حين اتهمت وسائل إعلام أوكرانية القوات الروسية باستهداف البنية التحتية لمرافق الاتصالات في العاصمة الأوكرانية.
وقبل ساعة من استهداف برج التلفزيون، حذرت وزارة الدفاع الروسية سكان العاصمة الأوكرانية (كييف) من عزمها توجيه ضربات بأسلحة فائقة الدقة لمنشآت عسكرية وأمنية.
وقال مراسل الجزيرة إن وزارة الدفاع الروسية توعدت -في بيان- بقصف مركز العمليات الإعلامية للجيش الأوكراني، ووحدة أمن الدولة، والمركز الرئيسي 72 لجهاز الأمن السياسي في كييف.
وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كاناشينكوف أن هذه الغارات المرتقبة تهدف إلى قمع الهجمات الإعلامية ضد روسيا، مشيرا إلى أنه مع بدء العملية العسكرية الخاصة زاد عدد الهجمات الإعلامية على مختلف مؤسسات الدولة في روسيا.
تحركات روسية قرب كييف
في سياق متصل، أكد مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الحكومة الروسية أوقفت تقدمها بمحيط كييف، وقد يكون ذلك لإعادة تجميع قواتها.
وأضاف المسؤول الأميركي أن 80% من القوات القتالية الروسية دخلت الأراضي الأوكرانية، لكن هذه القوات تعاني نقصا في الدعم اللوجستي وإمدادات الوقود والطعام.
وفي وقت سابق، دفع الجيش الروسي بتعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه العاصمة كييف، تضمنت دبابات وناقلات جند ومعدات لوجستية وشاحنات وقود.
ونشر موقع “مكسار” المتخصص في صور الأقمار الصناعية صورا جديدة تُظهر تقدم القوات الروسية صوب العاصمة الأوكرانية (كييف).
وأظهرت الصور تحرك قافلة عسكرية روسية بالقرب من مطار أنتونوف على امتداد أكثر من 60 كيلومترا، وتتحرك المعدات والوحدات العسكرية بمركبتين أو 3 مركبات جنبا إلى جنب على الطريق.
⚡️The moment of the Russian attack on a TV tower in Kyiv, captured by a witness.
Video: https://t.co/NMbJkyj9jW pic.twitter.com/GeYDSD91dw
— The Kyiv Independent (@KyivIndependent) March 1, 2022
ومنذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا يشهد مطار أنتونوف معارك ضارية، إذ تسعى القوات المهاجمة للسيطرة على هذه المنشأة الإستراتيجية حتى تسهل عليها السيطرة على العاصمة الأوكرانية (كييف).
من جانبه، قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية إن روسيا توجه ضربات صاروخية ومدفعية مباشرة إلى الأحياء السكنية وتستهدف المدنيين.
كما أعلنت السلطات في كييف حالة تأهب جوي في العاصمة، ودعت الجميع لدخول ملاجئ الدفاع المدني بشكل عاجل.
بدوره، أعلن عمدة كييف -فيتالي كليتشكو- أن الجيش وسكان المدينة جاهزون للدفاع عنها، مؤكدا وضع حواجز على مداخل العاصمة لإعاقة تقدم القوات الروسية.
وأظهرت صور نشرها ناشطون على مواقع التواصل لحظة إسقاط طائرة روسية قرب العاصمة كييف الخميس الماضي.
وفي السياق، قال نائب مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني إن الجيش قضى على مجموعة “قاديروف” التي كانت مهمتها تصفية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
معارك طاحنة
وفي خيرسون، قال مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية فاديم دينيسينكو إن القوات الروسية دخلت مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا، لكن السلطات هناك لا تزال تسيطر على مبنى المدينة الإداري.
وفي خاركيف، سقط صاروخ أمام مبنى مجلس المقاطعة، كما استهدف القصف الروسي محطات الطاقة بالمدينة.
ووقعت اشتباكات أخرى -أمس الاثنين- في أوختيركا الواقعة على مسافة 100 كيلومتر شمال غربي خاركيف، أسفرت عن مقتل عشرات من الجنود الأوكرانيين والروس، حسب السلطات المحلية.
وفي سومي قتل 70 جنديا أوكرانيا باستهداف روسي لوحدة عسكرية، وفقا لرئيس إدارة الدولة الإقليمية الأوكراني.
وتشهد بيلاروسيا المجاورة عمليات انتشار إضافية للقوات البرية ومروحيات هجومية على بعد أقل من 35 كيلومترا شمال الحدود مع أوكرانيا.
تقدم روسي
في المقابل، نقلت وكالة “تاس” للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها -اليوم الثلاثاء- إن القوات الروسية عزلت الجيش الأوكراني عن بحر آزوف (شمالي البحر الأسود).
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الوزارة قولها إن قوات الانفصاليين المدعومين من روسيا وصلت إلى حدود إقليم دونيتسك الأوكراني، وانضمت إلى القوات الروسية.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها دمرت 1325 موقعا عسكريا أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية.
أما وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو فقال إن قوات بلاده مستمرة في عملياتها العسكرية بأوكرانيا.
وأضاف شويغو، في اجتماع لقادة القوات المسلحة، أن الهدف هو حماية روسيا من التهديد العسكري الذي تشكله الدول الغربية.
دعم غربي
من جانبها، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤوليْن أميركيين بارزين قولهما إن الولايات المتحدة تتبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، بشأن تحركات الجيش الروسي، ولمساعدة الأوكرانيين في أرض المعركة.
وقالت الشبكة إن مسؤولي الاستخبارات والدفاع الأميركيين يرون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال يملك عددا من الخيارات التي لم يستخدمها بعد، ويمكن أن تؤدي إلى تدمير المقاومة الأوكرانية.
ويرى مصدر أميركي استخباراتي أنه من وجهة نظر عسكرية، فإن روسيا تملك القوة البشرية والعسكرية لاحتلال كييف، بغض النظر عن المقاومة التي يظهرها الأوكرانيون.
بدوره، أكد مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بريطانيا توفر شحنات الأسلحة لحكومة كييف على نحو شبه يومي عبر حدود أوكرانيا.
وأضاف أن الحكومة البريطانية قررت تجميد أرصدة 4 قادة رفيعي المستوى في جيش بيلاروسيا بسبب تقويض سلامة أوكرانيا واستقلالها.
أما المستشار الألماني أولاف شولتز فأكد أن بلاده قررت توفير الدعم لأوكرانيا عبر الإمدادات العسكرية حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها في وجه الهجوم الروسي.
من جانبه، دعا مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لتسليح أوكرانيا بشكل منسق لا بطرق أحادية.
وأضاف أنه أبلغ بوتين مرتين أن الاتحاد الأوروبي لن يتخلى عن دفاعه عن الحرية وحقوق الإنسان بسبب حاجته إلى الطاقة الروسية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن -الخميس الماضي- إطلاق عملية عسكرية خاصة في دونباس (جنوب شرقي أوكرانيا)، وذلك في أعقاب طلب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك رسميا دعم روسيا في مواجهة الجيش الأوكراني.
وشدد بوتين على أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية، موضحا أن هدف روسيا يتلخص في حماية الأشخاص الذين تعرضوا على مدى 8 سنوات لسوء المعاملة والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف.
الناس/وكالات