زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” البغدادي في ظهور نادر يتوعد “الأعداء” بحرب استنزاف

0

بعد خمس سنوات من ظهوره الأول، ظهر زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، أبو بكر البغدادي، للمرة الثانية في 29 من أبريل/نيسان 2019، ليؤكد استمرار التنظيم في “الجهاد” متوعداً بشن حرب استنزاف ضد أعدائه.

وكان أول ظهور للبغدادي في أعقاب سيطرة التنظيم على مدينة الموصل في شمال العراق عام 2014 للإعلان عن إقامة دولة الخلافة وتنصيب نفسه “خليفة المسلمين” عندما ألقى خطبة الجمعة في مسجد النوري في الموصل.

انتقام مستمر

وأكد البغدادي في إطلالته الأخيرة أن الهجمات التي تعرضت لها كنائس في سريلانكا أثناء احتفالات عيد الفصح في أبريل/نيسان 2019، جاءت انتقاماً لخسارة التنظيم لبلدة الباغوز شرقي سوريا، في مارس/آذار 2019، والتي كانت آخر معاقل التنظيم.

ودعا في الشريط المصور الذي نشره التنظيم، أنصاره حول العالم إلى “الجهاد” وشن حرب “استنزاف ضد الأعداء”.

من طالب إلى ناشط

ولد البغدادي، واسمه الحقيقي إبراهيم عواد إبراهيم البدري، في مدينة سامراء شمالي بغداد عام 1971، وينحدر من عائلة سنية متوسطة الحال.

عُرفت عائلته بالتزامها الديني، أما قبيلته فتقول إنها تنحدر من نسل النبي محمد.

حصل البغدادي على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد عام 1996، ثم الماجستير والدكتوراه في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية بين 1999 – 2007 .

قضى البغدادي سنوات دراساته العليا في حي الطوبجي في بغداد حتى عام 2004 مع زوجتين وستة من الأبناء .

وخلال فترة دراساته العليا، أقنعه عمه بالانضمام لجماعة الإخوان المسلمين. وبحلول عام 2000، تبنى البغدادي نهج السلفية الجهادية.

ولادة “تنظيم الدولة”

بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ساهم البغدادي في تأسيس جماعة “جيش أهل السنة والجماعة” المسلحة. واعتقل من قبل القوات الأمريكية في فبراير/شباط عام 2004، في مدينة الفلوجة، وبقي في معسكر الاعتقال في سجن “بوكا” عشرة أشهر.

وفي السجن لعب دور الإمام والخطيب، وألقى دروساً دينية على السجناء.

بنى البغدادي علاقات وثيقة مع زعيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي الذي قُتل في يونيو/حزيران 2006، في غارة جوية أمريكية، وخلفه أبو أيوب المصري.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام، قرر أبو أيوب المصري حل تنظيم القاعدة في العراق، وتأسيس تنظيم “الدولة الإسلامية”، واستمرت هذه الجماعة الجديدة في الولاء لتنظيم القاعدة الأم.

صورة ذات صلة

عند ظهوره في سنة 2014 على منبر بمسجد بالموصل حيث أعلن عن قيام "الخلافة"

صعود

لمع نجم البغدادي سريعاً في صفوف التنظيم بفضل مؤهلاته الدينية، فتم تعيينه رئيسا للجنة الشريعة، واختير عضوا في مجلس الشورى للتنظيم.

وضم المجلس 11 عضوا لتقديم المشورة لزعيم التنظيم وقتذاك أبو عمر البغدادي. ثم اختير عضوا في لجنة التنسيق في تنظيم القاعدة في العراق، والتي كانت تشرف على الاتصال بقادة التنظيم في العراق.

وفي عام 2010، اختار مجلس الشورى أبو بكر البغدادي أميراً جديداً للتنظيم بعد مقتل أبو عمر البغدادي.

الصراع الداخلي في سوريا

بعد أن انتقلت شرارة الثورات من تونس ومصر إلى سوريا في عام 2011، استغل البغدادي تلك الاضطرابات الداخلية وأسس فرعاً للتنظيم في سوريا، عُرف لاحقاً بجبهة النصرة.

وسرعان ما ظهرت خلافات بين البغدادي وزعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، الذي رغب في التعاون مع الجماعات السنية السورية المعارضة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي عام 2013، أعلن البغدادي أن جبهة النصرة هي جزء من تنظيم الدولة في العراق، وعدّل اسم التنظيم ليصبح “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

رفض البغدادي طلب أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الأم، منح جبهة النصرة استقلالها. لذلك أعلن الظواهري في فبراير/شباط 2014، عن قطع علاقات القاعدة بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وبدأ البغدادي وتنظيمه بقتال جبهة النصرة، وعزز من قبضته على العديد من المناطق الواقعة في شمال سوريا ووسطها.

عاصمة الخلافة

في 29 يونيو/حزيران 2014، أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” في تسجيل صوتي تغيير اسم التنظيم ليصبح “تنظيم الدولة الإسلامية” فقط، وحُذفت كلمتي الشام والعراق، بهدف إزالة الحدود داخل الدولة المزعومة.

وفي منتصف حزيران/يونيو 2014، كان التنظيم قد سيطر على محافظة الرقة في سوريا ومناطق عديدة في محافظة دير الزور القريبة من الحدود العراقية ومناطق شاسعة من محافظة حلب.

ومع توسع رقعة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم، أعلن البغدادي مدينة الرقة عاصمة للخلافة ودعا المسلمين إلى الهجرة إليها ومبايعته.

عانى السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم من العقوبات القاسية والإعدامات في الساحات العامة وفرضه قوانين صارمة على جميع السكان بغض النظر عن دياناتهم وانتماءاتهم المذهبية.

صورة ذات صلة

التحالف الدولي

في سبتمبر/أيلول 2014، تقدم التنظيم في مدينة كوباني (عين العرب) الكردية في شمال سوريا، لكن وحدات حماية الشعب قاتلت بشراسة ولم تتراجع، وشن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة و 70 دولة أوروبية وإقليمية أخرى، أولى ضرباته الجوية دعماً للمقاتلين الأكراد.

واستطاعت الوحدات الكردية بدعم من التحالف الدولي طرد التنظيم من كوباني (عين العرب) المحاذية للحدود التركية.

وكان ذلك بداية خسارات التنظيم للمناطق التي سيطر عليها تباعاً في الحرب التي دامت أربع سنوات مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.

وكانت الباغوز آخر بلدة خسرها التنظيم في مارس/آذار 2019، واستسلم العديد من عناصر التنظيم وعوائلهم لقوات سوريا الديمقراطية في سوريا.

وبهذا تكون الخلافة التي تأسست عام 2014 قد انتهت على أرض الواقع، لكن التنظيم أبعد ما يكون عن النهاية.

الناس-عن بي بي سي

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.