انتقد السفير الروسي لدى المملكة المغربية فاليريان شوفاييف زملاءه الدبلوماسيين المعتمدين بالرباط، عدم احتجاجهم على الحرب التي كانت في أوكرانيا طيلة ثمان سنوات، ولم ينتقدوها إلا اليوم فقط، من خلال العديد من المظاهرات، منوها إلى احترامه لعلاقة الزمالة والروابط الإنسانية الودية التي تربطه بهم في الأرض المغربية المضيافة بحسبه.
وقال السفير الروسي في منشور على صفحة سفارة بلاده بالمغرب على الفيسبوك: أود اليوم أن أخاطب زملائي – ولا سيما رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى المغرب، والدبلوماسيين من الدول الأوروبية والدول الغربية، “مع معظمكم، عملنا معًا لفترة طويلة في الأرض المغربية المضيافة. إنني أقدر تقديراً عالياً مهنيتكم وعلاقات العمل الفعالة والعلاقات الإنسانية الودية. آمل بصدق أن نحافظ على هذه العلاقات في المستقبل”.
وأردف السفير فاليريان شوفاييف بالقول، لقد لاحظت بالطبع أنكم قمتم في الأيام الأخيرة بسلسلة من المظاهرات ضد الحرب وتضامنًا مع شعب أوكرانيا، وهذا بالطبع يدين تصرفات روسيا. أود أن ألفت انتباهكم إلى الملاحظات التالية؛ كل شخص عادي ومناسب يتحدث علانية ضد الحرب والتي لها بعد شخصي. قد يعرف الكثير منكم أنني أمضيت سنوات عديدة في العمل في مناطق الحروب، وأعرف من تجربتي الخاصة -وليس مقاطع الفيديو على الويب- ما هي المخاطر التي يتعرض لها الأشخاص المحاصرون في وسط منطقة النزاع المسلح وكيف تسير الأمور بالنسبة لهم. لقد استمرت الحرب في أوكرانيا ثماني سنوات بالفعل، لكن المرء يتساءل لماذا لم تكن معارضًا لها كثيرًا حتى الأيام الأخيرة!؟”.
وأضاف الدبلوماسي الروسي الأول في المملكة المغربية، أنه في شأن التضامن، بالطبع، لكل فرد الحق في التعبير عن تضامنه مع من يراه ضروريًا. لكن الممارسة تدل على أن التعبير عن مثل هذه المشاعر يحمل طابعًا انتقائيًا إلى حد ما، وأن المنطق الكامن وراء ذلك ليس واضحًا تمامًا”، وزاد “أعتقد أنه من غير المجدي تذكر ما حدث أثناء قصف يوغوسلافيا السابقة، أثناء العمليات الشهيرة في العراق -وفي ليبيا- وفي عدة دول أخرى”. وبحسب السفير الروسي فإنه “يبدو أن هناك من يعتبر آلاف الضحايا هناك، بما في ذلك بين السكان المدنيين أمرًا طبيعيًا، أو ببساطة من المفيد سياسيًا إخفاؤهم!”..
بالطبع، نحن نمثل دولنا ونتبع بأمانة تعليمات قادتنا، يقول الدبلوماسي الروسي، لكنني أعتقد أيضًا أن الوقت قد حان لنتذكر أن الأفعال الشعبوية والتصرفات السطحية هي جزء من مهمة السياسيين والشخصيات العامة. ومهمة الدبلوماسيين المحترفين هي مواصلة الحوار والبحث بعناية عن حلول، حتى لو بدت التناقضات القائمة مستحيلة، بحسبه.
ونوه سفير روسيا في الرباط، في الأخير، إلى ضرورة احترام بلد الاستقبال، قائلا: “أود أن أذكر أن أحد المبادئ الأساسية لمهنة السلك الدبلوماسي هو احترام البلد الذي نستمتع جميعًا بضيافته. في هذا الصدد، بصراحة، من الصعب جدًا فهم الزملاء الذين اقترحوا على المنظمين المغاربة للحدث الثقافي والتعليمي السنوي “Rallye National du Corps Diplomatique” (الرالي الوطني للدبلوماسيين)، إلغاءه في حالة مشاركة فريق السفارة من روسيا؛ من الواضح أن الدبلوماسيين الروس لا يمكنهم السماح لجهود أصدقائنا المغاربة بأن تذهب سدى، ونحن نسحب قرارنا بشأن المشاركة في الحدث المذكور. أعتذر لأصدقائي المقربين فؤاد وفاطمة أراكي منظمي الرالي، وكذلك لسعادة السيد حامد أصغر خان، سفير باكستان، الذي يمثل هذا العام “دولة الشرف في التجمع”، لمثل هذه الخطوات من زملائي الغربيين”.
سعاد صبري