شبّه ملف الصحراء بقضية فلسطين.. رئيس جنوب إفريقيا يعلن الحرب على المغرب داخل الاتحاد الإفريقي
في مؤشر على أن فترة ترؤس بلاده للاتحاد الإفريقي ستؤثر بشكل أو بآخر على قضية الصحراء، أبى الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوسا إلا أن يستفز المملكة المغربية، في أول كلمة له كرئيس للاتحاد للولاية الحالية.
وأثار تصريح رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا، أول أمس الأحد، في أديس أبابا، بعد استلامه الرئاسة الدورية لـ “الاتحاد الإفريقي”، ضجة داخل القاعة التي كانت تعقد بها القمة الإفريقية عندما أعلن عن تضامن الاتحاد الإفريقي مع “فلسطين والصحراء الغربية”.
وقال سيريل في أول كلمة يلقيها أمام الزعماء الأفارقة بعد تسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي: “نؤكد اليوم دعمنا الثابت وتضامننا مع الشعب الفلسطيني في سعيه المشروع للحصول على دولة مستقلة ذات سيادة، وكذلك حق الصحراويين في تقرير مصيرهم”.
واعتبر الوفد المغربي الذي يرأسه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني بأن تصريحات سيريل تتناقض مع قرارات الاتحاد الإفريقي الرسمية الخاصة بقضية الصحراء المغربية، وأكد أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها.
وعبر الوفد المغربي عن استيائه من العبارة الاستفزازية التي تقرن الاحتلال الإسرائيلي بملف الوحدة الترابية للمملكة.
ومن شأن هذا التصريح أن يثير ردود أفعال مستقبلية بين الرئاسة الجديدة للاتحاد الإفريقي، في عهد الرئيس الجنوب الإفريقي، التي تستمر لمدة سنة، والمغرب الذي عاد إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017. وأن تزيد من توتر العلاقات بين المغرب وجنوب إفريقيا التي ليست على ما يرام بالرغم من كل المحاولات الدبلوماسية التي تقوم بها الرباط من أجل التطبيع في تلك العلاقات، وهو ما جعلها تعين في الأيام القليلة الماضية أحد أبرز الوجوه المقربة من القصر الملكي سفيرا في بريتوريا، بالرغم من استمرار الأخيرة في تقديم الدعم لجبهة البوليساريو، حيث تعتبر إلى جانب الجزائر أبرز الداعمين لهذا الكيان الانفصالي. ومن جهته أكد وزير الخارجية، ناصر بوريطة، الأحد بأديس أبابا، على تفرد الأمم المتحدة كإطار لإيجاد حل لقضية الصحراء.
وقال بوريطة في تصريح للصحافة عقب الجلسة الافتتاحية للقمة العادية الـ 33 للاتحاد الإفريقي، إن الموقف واضح منذ البداية، وهو أن “قضية الصحراء المغربية توجد بين أيدي الأمم المتحدة، التي تبقى الإطار الوحيد لإيجاد حل لهذا النزاع طبقا للشرعية الدولية”.
وذكر الوزير، في هذا الصدد، بأن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فاكي محمد، أكد، خلال الجلسة الافتتاحية لهذه القمة، على تفرد الأمم المتحدة لتسوية قضية الصحراء المغربية.
وكان موسى محمد فاكي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي عن نزاع الصحراء، قد قال، في كلمته أمام القمة، إن مشكل الصحراء مازال يعتبر أقدم مشكل في القارة الإفريقية، مؤكداً تفرد الأمم المتحدة في إيجاد تسوية للنزاع الذي طال أمده. وأضاف أنه سيواصل جهده لكي ينفذ قرار نواكشوط أي تكليف “الترويكا” لتجد حلولا للنزاع.
كما شدد موسى فاكي على أنه، وطبقا للقرار 693 لقمة نواكشوط، ستقدم آلية (الترويكا) التابعة للاتحاد الإفريقي دعما فعالا للمسلسل الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، والذي يشكل الإطار الذي اختاره الأطراف طواعية من أجل التوصل إلى حل سياسي مستدام.
يشار إلى أن القرار 693 الذي تم اتخاذه في قمة نواكشوط جدد التأكيد على دعم المسلسل الأممي الجاري من أجل إيجاد حل سياسي مقبول من قبل جميع الأطراف لهذا النزاع الإقليمي.
الناس/وكالات