صحيفة اسبانية تكشف عن شرط المغرب لتطبيع علاقاتها مع مدريد بعد أزمة “بن بطوش”

0

لم ينجح كل التقارب الذي عملت عليه إسبانيا لعودة العلاقات مع المغرب بالشكل الذي كانت عليه قبل الأزمة الدبلوماسية، بل تنتظر الرباط “بادرة كبيرة” لتطبيع العلاقات بشكل كامل مع مدريد، وفق ما تنقل صحيفة إسبانية.

وبحسب ما نقل موقع قناة “الحرة” الأمريكية عن صحيفة آي بي سي” الاسبانية، فإنه منذ تعيين خوسيه مانويل ألبرس وزيرا للخارجية الإسبانية عوض أرانشا غونزاليس لايا، لم تنجح المحاولات في إعادة العلاقات إلى مسارها ولم تعد بعد سفيرة الرباط، كريمة بنيعيش، إلى مقر السفارة المغربية بمدريد.

وغاب وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، عن اجتماع منتدى الاتحاد من أجل المتوسط الذي انعقد في برشلونة الشهر الماضي، وأقر وزير الخارجية الإسباني أن حضور بوريطة إلى الاجتماع كان سيكون “جيدا” ويظهر تقاربا إسبانيا مغربيا ما يؤدي إلى اجتماع ثنائي بين البلدين.

وتقول الصحيفة الاسبانية إن المغرب غاب عن الاجتماع لأنه ينتظر “لفتة عظيمة” من مدريد لكي تتجدد “الصداقة” بين البلدين.

وبحسب الصحيفة يتوقع المغرب موقفا حاسما من إسبانيا تجاه قضية الصحراء الغربية (المغربية) بعد اعتراف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بسيادة الرباط عليها.

ويرغب المغرب من إسبانيا أن تسير على خطى ترامب أو على الأقل تبني موقف قريب من وجهة نظر المغرب بخصوص القضية.

وتقول الصحيفة إن توقعات المغرب من إسبانيا لم تلبَ لأسباب منها “الشرعية الدولية”، وخاصة بعد قرار المحكمة الأوروبية القاضي بأن الصحراء الغربية “إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي”.

وتشير الصحيفة إلى أن اعتراف مدريد بسيادة المغرب على الصحراء سيكون محفوفا بالمخاطر، لأنه سيكون سابقة قد تنقل إلى أقاليم أخرى.

وبعد أشهر من الأزمة، بدا أن الحوار بين البلدين يؤتي أكله خاصة بعد خطاب الملك المغربي، محمد السادس، في أغسطس وحديثه عن رغبة الرباط في فتح صفحة جديدة غير مسبوقة مع إسبانيا، لكن التقارب، بحسب الصحيفة، لم يتجاوز “النوايا الحسنة”، إذ أن المحادثات لا تتقدم.

وتقول الصحيفة إن المغرب بنصبه مزارع أسماك في مياه تعتبرها مدريد إسبانية يحاول لفت انتباه إسبانيا، إلا أن مدريد، رغم تقديمها لشكوى رسمية، تحاول تجاهل “خرق سيادتها” إلى أن تعود العلاقات الدبلوماسية مع الرباط إلى ما كانت عليه من قبل.

واحتجت الحكومة الإسبانية لدى الرباط على إنشاء مزرعة تربية أسماك مغربية قبالة سواحل أرخبيل الزفارين.

ويقع أرخبيل الزعفارين على بعد ثلاثة كيلومترات من الساحل المغربي و 46 كيلومتراً من جيب مليلية الإسباني (المحتل) في شمال المغرب.

يذكر أن الأزمة الدبلوماسية الحادة بين البلدين اندلعت في أبريل بسبب استضافة إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية (المغرب) إبراهيم غالي للعلاج.

وبلغت الأزمة الدبلوماسية ذروتها في منتصف مايو مع دخول أكثر من 10 آلاف شخص من المغرب إلى سبتة، وتبادل البلدان تصريحات حادة، واتهمت مدريد خصوصا المغرب بارتكاب “عدوان” وبـ”الابتزاز”.

وفي وأواسط شهر مايو 2021 استدعت المملكة المغربية سفيرتها لدى المملكة الاسبانية، كريمة بنيعيش، قصد “التشاور”، على خلفية الأزمة التي طالت العلاقات بين المملكتين، في الأيام الأخيرة، بسبب استضافة مدريد لزعيم البوليساريو لأجل العلاج من مرضه بكورونا.

وأُعلن عن القرار المغربي، عبر وكالة الأنباء الرسمية، ومن خلال قصاصة جد مختصرة، جاء فيها بالتحديد: “كشف مصدر دبلوماسي، اليوم الثلاثاء، أن المغرب قرر استدعاء سفيرته في اسبانيا، كريمة بنيعيش للتشاور”.

وكانت الحكومة المغربية عبرت عن امتعاضها وسخطها من استقبال مدريد لزعيم البوليساريو إبراهيم غالي، وذلك بهوية مزيفة هي “محمد بن بطوش” وبتواطؤ من النظام الجزائري، وفق ما كشفت تقارير مسربة يرجح أنها تعود للمخابرات المغربية.

وكانت الرباط، استدعت، في نهاية أبريل، السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن “سخطها” بسبب استضافة بلاده إبراهيم غالي، زعيم جبهة بوليساريو الانفصالية، لتلقّي العلاج على أراضيها.

وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اعتبرت أن قرار السلطات الإسبانية بعدم إبلاغ نظيرتها المغربية بقدوم زعيم ميليشيات البوليساريو هو فعل يقوم على سبق الإصرار، وهو خيار إرادي وقرار سيادي لاسبانيا، أخذ المغرب عِلما كاملا به.

وأوضحت الوزارة، في بيان لها يوم السبت 8 مايو الجاري، أن “قرار السلطات الإسبانية بعدم إبلاغ نظيرتها المغربية بقدوم زعيم ميليشيات البوليساريو، ليس مجرد إغفال بسيط. وإنما هو عمل يقوم على سبق الإصرار، وهو خيار إرادي وقرار سيادي لاسبانيا، أخذ المغرب علما كاملا به. وسيستخلص منه كل التبعات”.

الناس/متابعة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.