فاطمة الزهراء كردادي.. البطلة التي نجحت في هزم أعداء النجاح!

0

نورالدين اليزيد

البطلة العالمية فاطمة الزهراء كردادي التي أفرحت ملايين المغاربة منذ صباح اليوم السبت بتتويجها بالميدالية البرونزية في سباق الماراثون ببطولة العالم المقامة في العاصمة المجرية بودابست شهر غشت 2023، وهو التتويج غير المسبوق وطنيا وعربيا، تحقق اليوم انتصارين؛ الأول على غريماتها العداءات في شوارع بودابست، والثاني على رهط من الناس عملوا كل ما بوسعهم لأجل إجهاض حلمها، وهو رفع عَلم بلادها عاليا خفاقا بين أعلام الأمم، كما تحقق لها اليوم رغم كيد الكائدين والحاقدين وأعداء النجاح؛ كيف تحقق حُلم فاطمة الزهراء؟

نورالدين اليزيد

إليكم الحكاية التراجيدية التي تحولت إلى حلم جميل يخرس الألسن ويفضح النوايا الخبيثة:

– قبل سنة تقريبا استُبعدت بطلتنا من تربصات المنتخب الوطني المغربي، استعدادا للبطولة الإفريقية التي كانت نتائج المنتخب فيها كارثية بكل المقاييس، وسبب الإبعاد كما أشيع وصرّح به عبدالله بوكراع المدير التقني للمنتخب، لبعض الصحف ومنها صحيفة “الصباح” كما هو مبين في المقال المرفق، هو “خضوعها لفحص المنشطات” (ركزوا جيدا.. خضوعٌ لفحص وليس تورطا باستعمال)!

– بطلتنا فاطمة الزهراء وفق تصريحات منسوبة إليها تفند هذا المعطى، جملة وتفصيلا، بل وتؤكد أنها كانت تأتي إلى المنتخب، قاصدة الإدارة التقنية لإجراء أي “كونترول”/فحص مفترض على المنشطات، ولكنها كانت تجد الأبواب موصدة أمامها، والتي لم تفتح لها رغم توسلاتها المتكررة لحد البكاء بأن يفسحوا لها المجال لتحقيق الحلم!

اليوم وبعدما دخلت فاطمة الزهراء التاريخ بتتويجها غير المسبوق مغربيا وعربيا، فإن وحدها ابتسامتها الباذخة أنوثة ونصرا وهي تشكر الذين دعموها ووضعوا كل ثقتهم في طموحها الجارف وحتى الذين حاولوا تدمير حلمها، (ابتسامتها) وحدها كافية لمن في وجهه قطرة دم من خجل أن يعتزلوا ما هُم ماضون فيه من خبث ولؤم وتواطؤ ودناءة !

– بطلتنا اتهمت جهات، في الغالب وفق المعطيات المتوفرة، هي الإدارة التقنية، وعلى رأسها طبعا مديرها عبدالله بوكراع، بإقصائها من المشاركة في عديد من الملتقيات؛ وأبرزها البطولة الإفريقية لألعاب القوى الأخيرة التي جرت صيف 2022 بجزر موريس وكانت أسوأ مشاركة مغربية منذ انطلاق البطولة في سنة 1979، بحيث لم يحصد المنتخب ولا ميدالية واحدة ذهبية بعكس باقي السنوات الفارطة!

– بطلتنا التي وجدت كل الآفاق تَسوَد في نظرها وكل الأبواب توصد في وجهها، رفعت أكفها إلى رب الكون بأن يهديها إلى سواء السبيل وإلى حلمها في الركض لغاية رفع علم بلادها، فكان أن أوحى إليها ربها بأن نظمت ندوة صحفية فضحت فيها أشياء كثيرة، وأخبرت جمهورها وشعبها بأن أرقامها المحققة في الـ3000 متر وفي 5000 متر وفي العدو الريفي وفي نصف الماراثون وفي الماراثون تشفع لها في الدفاع عن ألوان قميص الفريق الوطني!

– فكان أن زلزلت الأرض من تحت أقدام الجاثمين على أنفاس الأبطال والمحاربين لِمن يرونها أصواتا نشازا تنتقد عندما يكون المسؤول والإطار يخطئ ويحتاج إلى من ينبهه، وهو ما كانت تفعله فاطمة الزهراء بكل الأدب اللازم؛

– ثم رنت الهواتف ومن المؤكد أن صاحب الهواتف الأول ومحركها في المملكة السعيدة السيد عبدالسلام حيزون المدير العام لاتصالات المغرب ورئيس الجامعة الملكية لألعاب القوى، كانت أسلاكه وأقماره الاصطناعية ولاقطات “ريزوه” تحمل جلجلة غضب وما أدراك، فلم يكن من بُدّ للذين أبعدوا البطلة إلا أن يرضخوا للأمر الواقع ويتواصلوا معها لتبدأ خطوة الميل/الماراثون بكل إرادة ورغبة في تأكيد الذات، والانتقام على طريقتها!

– قبل السماح للبطلة بالعودة إلى التداريب، وفي سياق إصرار الرافضين للأمل بتاء التأنيث على أن يسطع، نشروا مقالات على المقاس، كلها إمعان في الإحباط ومحاولات خسيسة للاغتيال المعنوي للبطلة، بل هناك من ذهب إلى حد شن حرب حتى على بعض المدافعين على البطلة من الأقلام المنتصرة لها، واعتبروا أنهم “مسعورون”؛ بينما لم ير أصحاب هذا الطرح السّعار الذي ركب أعداء النجاح ومحاربيه والذين يتواطؤون معهم!

– اليوم وبعدما دخلت فاطمة الزهراء التاريخ بتتويجها غير المسبوق مغربيا وعربيا، فإن وحدها ابتسامتها الباذخة أنوثة ونصرا وهي تشكر الذين دعموها ووضعوا كل ثقتهم في طموحها الجارف وحتى الذين حاولوا تدمير حلمها، (ابتسامتها) وحدها كافية لمن في وجهه قطرة دم من خجل أن يعتزلوا ما هُم ماضون فيه من خبث ولؤم وتواطؤ ودناءة !

[email protected]

ملحوظة: هذه المقالة نشرها كاتبها بداية على شكل تدوينة مطولة على صفحته في فيسبوك

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.