في مشهد يستحضر الربيع العربي.. آلاف الجزائريين يحتجون من جديد ضد بوتفليقة وانشقاقات في الحزب الحاكم
خرج عشرات الآلاف في شوارع العاصمة الجزائرية تنديداً بترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة.
ووصفت وكالة رويترز للأنباء التظاهرات بأنها الأكبر منذ انتفاضات “الربيع العربي” التي عمت دولاً عربية عدة في عام ألفين وأحد عشر، واعتبرتها تحدياً لحكم الرئيس بوتفليقة الذي تولى السلطة في الجزائر منذ عشرين عاماً.
وكانت السلطات الجزائرية قد أوقفت خدمة القطارات ومترو الأنفاق في العاصمة وعززت من إجراءاتها الأمنية بهدف منع احتشاد الآلاف في هذه التظاهرات.
ودخلت المظاهرات المنددة بترشح بوتفليقة للرئاسة أسبوعها الثالث إذ تشكل تحدياً للرئيس البالغ من العمر 82 عاماً، والذي يطمح في ولاية خامسة خلال الانتخابات المقررة في الثامن عشر من الشهر المقبل.
وطالب عشرات الآلاف من الجزائريين الرئيس، الذي شارك في حرب الاستقلال عن الجزائر في الفترة بين عامي 1954 – 1962، بالتنحي عن منصبه، لكنه رغم اعتلال صحته قدم أوراق ترشحه في الانتخابات.
كان الرئيس بوتفليقة قد وجّه أول تحذير للمتظاهرين يوم الخميس الماضي، من أن هذه التظاهرات قد تزعزع استقرار البلاد.
ولم يتحدث الرئيس الجزائري في العلن منذ عام 2013 عندما أصيب بجلطة دماغية، ويخضع حالياً للعلاج في مدينة جنيف السويسرية.
وحمل المحتجون لافتات كتب عليها “بوتفليقة.. إرحل” في حين ردد آخرون هتافات بأن الجزائر جمهورية وليست ملكية وبأن الانتخابات لا يجب أن تجرى قبل إسقاط ما وصفوها بالعصابات.
وانتشرت قوات الأمن بأعداد متزايدة في الأيام القليلة الماضية لكن الجيش لا يزال في ثكناته حتى الآن.
اعتقال “مرشح“
وكانت شرطة جنيف السويسرية أعلنت اعتقال المعارض الجزائري رشيد نكاز، داخل المستشفى الذي يوجد فيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وكان نكاز الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضا، أثار الجدل والسخرية في الجزائر، الأسبوع الماضي، بعدما أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية عبر ابن عمه الذي قدم أوراق ترشحه بالفعل.
وقالت الناطقة باسم شرطة جنيف لوكالة فرانس برس جوانا متى: “أؤكد توقيف نكاز الذي يجري الاستماع حاليا إلى إفادته في مقر الشرطة لأنه تم رفع شكوى ضده بتهمة انتهاك حرمة المستشفى”.
انشقاقات في الحزب الحاكم
إلى ذلك أعلن نواب من حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر، اليوم الجمعة، استقالتهم من الحزب وانضمامهم للاحتجاجات، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن تلفزيون “الشروق” الجزائري.
وأعلنت مجموعة من الإطارات والمناضلين في “جبهة التحرير الوطني” استقالتهم من الحزب ودعمهم للحراك الشعبي.
وجاء في البيان: “نعلن للرأي العام ولكافة مناضلي ومناضلات “حزب جبهة التحرير الوطني” استقالتنا الجماعية من الحزب، ونذكر بمواقفنا السابقة المؤيدة للحراك الشعبي واحتجاجنا إزاء العبث الذي بات يطبع تصرفات وعبث القيادة اللاشرعية التي اختطفت الحزب”.
هذا، واحتشد آلاف المتظاهرين في العاصمة الجزائرية اليوم، احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وتوافد على ساحة البريد المركزي والشوارع القريبة آلاف المحتجين، فيما يتوقع أن تفوق هذه التجمعات التحركات الماضية، كونها أول جمعة بعد ترشح بوتفليقة رسميا.
وللجمعة الثالثة على التوالي تجمع آلاف المتظاهرين في وسط العاصمة الجزائرية رافعين شعارات رافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية.
واستمر عند ظهر اليوم الجمعة وصول رجال ونساء رافعين أو ملتحفين بالعلم الجزائري إلى ساحة البريد في قلب العاصمة.
كما نظمت مظاهرات أخرى، في باقي أنحاء البلاد وخصوصا في وهران (غرب) وقسنطينة (شرق) ثاني وثالث أكبر مدن البلاد، بحسب موقع “كل شيء عن الجزائر” الإخباري الذي تحدث عن مظاهرة كبيرة أيضا في بجاية في منطقة القبائل.
الناس-وكالات